الأمير خالد الفيصل : سنرتقي بعمران مكة ولو أدى الأمر إلى إعادة التخطيط من نقطة الصفر

الأمير خالد الفيصل : سنرتقي بعمران مكة ولو أدى الأمر إلى إعادة التخطيط من نقطة الصفر

الأمير خالد الفيصل : سنرتقي بعمران مكة ولو أدى الأمر إلى إعادة التخطيط من نقطة الصفر

شدد الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة على ضرورة التسلح بالقدر الكافي من الشجاعة والطموح، في طرح قرارات الإصلاح من خلال البحث العلمي والموضوعي، ولو أدى الأمر إلى إعادة التخطيط العمراني لمكة من الصفر.
وأكد الأمير خالد الفيصل أن هذا التوجه يأتي لإحداث التأهيل اللازم للمكان، وتأهيل الإنسان في الوقت ذاته مما يقتضي جهداً جماعياً تعاونياً، لابد أن يحتشد له القطاعان الحكومي والأهلي، بل وكل مواطن، خاصة أن مؤشرات النجاح للاستثمار في هذه المنطقة إيجابية للغاية، مشدداً على أهمية الجهد الجماعي متى ما أردنا أن تصبح مكة المكرمة فعلاً في عداد العالم الأول حضارياً، مع احتفاظها بشخصيتها الخاصة، وبثقافتها الراسخة المطبوعة على وجه مكة، المكان والإنسان.
جاء ذلك خلال تدشينه الملتقى الـ14 للجمعية السعودية لعلوم العمران الذي ترعاه إعلامياً "الاقتصادية"، مؤكداً أن الملتقى جاء في وقت فيه مكة المكرمة أحوج ما تكون إلى إعادة النظر بشكل كامل في تخطيطها العمراني، مشيراً إلى أن على الجميع أن يعمل في منظومة تعاون وتحالف، لترجمة طموحات القيادة في منطقة مكة المكرمة، ودعمها السخي لمشروعاتها، رغبة في إحداث نهضة تنموية، مع الأخذ في الاعتبار الزيادة المطردة في إعداد الحجاج والمعتمرين، وللأهمية الاقتصادية لجدة، الميناء، ومعبر ضيوف الرحمن إلى الحرمين الشريفين، والمقومات السياحية والثقافية للطائف، التي تذكرنا بانتقال الحكومة إليها، في شهور الصيف لسنوات طويلة، واحتضانها لسوق عكاظ أول سوق ثقافي وعربي.
وزاد: "إننا نرى أن لكل من مدن المنطقة الثلاث شخصية خاصة، عطفاً على مقوماتها التي يجب أن تحدد الهوية الثقافية للمكان، التي من الضروري أن تعكس بدورها ثقافة الإنسان وتراثه، وهو المعيار الأهم في تقويم النهضة التنموية المنشودة، وإنني كلي أمل أن تنجح خططنا العمرانية للمدن الثلاث، في تجسيد هذه النظرية على أرض الواقع، بحيث تعنى على قدم المساواة بثقافة المكان وثقافة الإنسان معاً.
ولفت أمير مكة إلى أنه ربما يأتي على رأس قائمة العوامل الكفيلة بترقية ثقافة المكان والإنسان، التصدي الجاد لمشكلة العشوائيات، التي تعانيها المدن، وطرح الحلول العلمية والعملية، والأخذ بها نحو الحل الجذري والدائم، مضيفاً بأن الحديث عن مكة المكرمة والتي تعد على قمة هرم المنطقة يقود إلى المسؤولية أمام الله تجاه ملايين المسلمين، الذين يأتون سنوياً من كل فج وتطبع صورة المملكة في أذهانهم، من خلال معايشتهم المكان والإنسان فيها خاصة، ومدى ارتياحهم في الدخول إليها والخروج منها، والتنقل بين أرجائها، وبينها وبين المشاعر، وتوافر الساحات والمساحات الكافية لإسكانهم، ولتحركات جموعهم، ودخولهم إلى منطقة الحرم خاصة والخروج منها، وفي التنقل بين المشاعر مشيرا إلى إنه وبتشريفه من قبل ولي الأمر بمسؤولية تولي هذه الإمارة فإن أعظم أمنية والهاجس الدائم له أن يرى مكة المكرمة من أحدث مدن العالم وأجملها، وتحقيق الارتقاء بمتلازمة الثقافة بين المكان وبين الإنسان، في هذه البقعة المباركة.
ورفع الأمير خالد الفيصل أسمى آيات التقدير والاحترام لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين على ما تحظى به منطقة مكة المكرمة من اهتمام يليق بمكانتها السعودية والإسلامية، كما شكر كل من أسهم في تنظيم الملتقى الذي هدف إلى إثراء الحركة العمرانية العلمية في السعودية.
من جانبه أكد الدكتور عبد الإله علام نائب رئيس الجمعية السعودية لعلوم العمران بأن التنمية والتطوير هما هاجس بشري على مدار الزمان، وفي كل مكان، وعندما يراد البحث عن هذا التطوير في منطقة مكة المكرمة فيجب مراعاة أن يتناسب مع قدسيتها، مؤكداً أن رعاية أمير مكة هذا الملتقى ستدفع بالجميع إلى مزيد من التفاعل، حيث يوقن الجميع بأن أمير مكة سيرتقي بجمعية العلوم والعمران، حاملاً خبرات العاملين فيها إلى الأصعدة التي تبرزها فائدة وعطاء.
من جهته أوضح الدكتور فيصل الشريف رئيس اللجنة المنظمة ورئيس المجلس التنفيذي للجمعية السعودية للعلوم والعمران لفرع مكة أن الفكر العمراني هو جزء من كل الفكر الذي يشغل بال الكثيرين، ويثير اهتماماتهم، لأن العلماء والخبراء في هذا المجال يقرون بمسلمة موادها إن العمران هو تلاقي الفكر والمادة لتكوين الشكل المعماري، مشيراً إلى أن المعماريين جميعهم يطالبون أمير مكة بأن يقود سفينة الإعمار، حيث يرون فيه المفكر والملهم ليجعل للفكر العمراني بصمته، ولتكون مكة جوهرته، مضيفاً أن الفكر العمراني هو كما يبني الشاعر القصيدة وينقش الرسام اللوحة، يتجلى من خلالها أفكار تصميمية للمبنى كوحدة وللمدينة كلوحة كبيرة، لتتناغم مكونات البيئة الإنسانية مع البيئة الطبيعية التي خلقها الله سبحانه.
وزاد: " مكة تواصل نموها وتطورها في هذا العهد الزاهر، وإنها تمر الآن بأضخم نهضة تطويرية عرفتها على مر التاريخ، وإن الجمعية السعودية لعلوم العمران عندما اختارت أن تقيم ملتقاها هذا وتخص به مكة المكرمة في دورة اهتمامها بمدن السعودية، ليس لها هدف سوى أن تحل المسؤولية تجاه مكة المكرمة المدينة المقدسة وتجاه عمرانها، وليضمن المختصون بمجال العمران بأن الجمعية قامت بواجبها ووجهت اهتمامها صوب العاصمة المقدسة، مبيناً أن الملتقى تضمن معرضاً عمرانياً تفضل بافتتاحه الأمير خالد الفيصل، واحتوى على نماذج من مشاريع مكة المكرمة العمرانية، وسيستمر ستة أيام حيث سيعمل على استقبال أهالي مكة المكرمة ليروا من كثب ما تشهده مدينتهم من تطور، كما تم التنسيق مع إدارة التربية والتعليم الترتيب لطلاب مدارس الثانوية العامة لنقلهم في 50 حافلة بشكل يومي لزيارة المعرض، ولرؤية مشاريع مدينتهم لمفهوم الانتماء للوطن والثقة بمستقبله المشرق.
وكان الملتقى قد شهد انطلاقة البرنامج العلمي في ثلاث جلسات تم خلالها مناقشة المنهج العلمي في تطوير جسر ومنطقة الجمرات من الفكرة الأولية إلى التصميم النهائي والتنفيذ والتشغيل، والمخطط الإقليمي لمنطقة مكة المكرمة ودور استخدام نظم المعلومات الجغرافية، وملامح ومؤشرات الوضع الراهن لاستعمالات الأراضي والإسكان في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ومشروع بداية الإرث مركز خدمة ضيوف الرحمن، والتنمية العمرانية المستدامة للمناطق السكنية في مكة المكرمة "حالة دراسة حي الخنساء"، والبيئة البصرية لمدينة مكة المكرمة "دراسة بصرية لطريق أم القرى، والمواصفات الخاصة للمصاعد في المباني العالية في مكة المكرمة، والطريق إلى مكة بين المشكلات والأمل نحو رؤية مستقبلية لمحاور الحركة الرئيسية للحرم المكي الشريف، والوضع الراهن لنظام النقل داخل المدن وخارجها لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وتصنيف عيوب الطرق في مكة المكرمة باستخدام الشبكة العصبية، والحاجة إلى وسيلة النقل الرديفة.
كما أن الملتقى سيواصل جلساته العلمية صباح اليوم خلال جلستين متتاليتين سيتم من خلالها مناقشة المخطط الهيكلي لمكة ودراسات المنطقة المركزية، والتحولات العمرانية المكية بين الأصالة والمعاصرة، ودراسة مدى البعد البيئي في إدارة المشاريع العامة، والمحاور البصرية، وتطوير الطابع العمراني للمناطق السكنية من خلال المشاركة الجماعية، والتقنيات والنظم الذكية في عمارة وبيئة مكة المكرمة: خيار أم ضرورة؟، والأصالة والمعاصرة في تطوير سكن الحجاج بمنى والاستفادة منها في تطوير مكة، وتحديات عمران و عمارة مشروعات المنطقة المركزية، ودراسة التغير العمراني باستخدام نظام معلومات جغرافي رباعي الأبعاد، وتطوير نظام معلومات جغرافي ثلاثي الأبعاد لدعم نظام الارتفاعات للمباني في المنطقة المركزية ، وعرض فكرة تخطيطية استثمارية بعيدة المدى للمنطقة المركزية.
وصاحب انطلاق الملتقى معرض للمشاريع التطويرية الكبرى على مساحة أربعة ألاف متر مربع حيث دشن الأمير خالد الفيصل المعرض الذي سيستمر لمدة ستة أيام ووقف على جناح شركة بن لادن السعودية حيث استمع إلى شرح عن مشاريع المجموعة من قبل يحى بن لادن كما أستعرض أمير منطقة مكة المكرمة مشاريع شركة مبارك القثمي للمقاولات التي تنفذ مشاريع بتكلفة ثلاثة مليارات ريال خلال هذا العام وشرح فيصل الشريف نائب الرئيس لتطوير الأعمال مشاريع الشركة الحالية والمستقبلية مشيرا إلى أن الشركة تسعى لتنفيذ مشاريع خلال السنوات العشر المقبلة بتكلفة 100 مليار ريال، وكرم الأمير خالد الفيصل شركة القثمي على رعايتها الماسية لملتقى العمران في مكة وانتقل الأمير خالد الفيصل إلى جناح شركة يوسف الأحمدي للاستثمار والتطوير العقاري واستمع من مدير عام الشركة إلى الأفكار التطويرية التي طرحتها الشركة والتي تهدف إلى تخطيط شامل ومتكامل للمنطقة المركزية من خلال زيادة القدرة الاستيعابية وتوسعة ساحة الحرم الحالية وزيادة انسيابية الطرق وإيجاد طرق مشاة وتوفير طرق ومواقف سيارات قرب الحرم كما استمع الأمير خالد الفيصل إلى فكرة إنشاء طريق لحمى مكة المكرمة وقد تبنت أمانة العاصمة المقدسة هذا المقترح الذي قدمه يوسف الأحمدي والفكرة الأخيرة هي إنشاء خط جديد مرادف لخط مكة ـ جدة السريع يختصر المسافة ويسهل سرعة وصول الحجاج والمعتمرين.
كما وقف الأمير خالد الفيصل على جناح شركة مكيون وعمرانيون الراعي الذهبي للمؤتمر واستمع أمير المنطقة من أعضاء مجلس الإدارة عن مشاريع الشركة وشاهد مجسما عن مشروع جديد تقوم علية شركة دروب شركة تحت التأسيس تهدف إلى إنشاء مبان سكنية وتجارية في منطقة الششة وكرم الأمير خالد الفيصل شركة مكيون وعمرانيون على رعايتهما الذهبية لملتقى العمران وتجول أمير المنطقة في جناح الهيئة العليا لتطوير المنطقة وجناح الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة وأمانة العاصمة المقدسة.

الأكثر قراءة