المملكة تسترد 14 موقوفا في معتقل جوانتانامو من أصل 37 سعوديا
استعادت المملكة أمس، 14 موقوفا سعوديا في معتقل جوانتانامو، من أصل 37 معتقلا، ليتبقى عدد المعتقلين السعوديين في أمريكا نحو 23 سعوديا.
وتأتي عودة الـ 14 معتقلا ضمن الدفعة الرابعة التي تسلمتها وزارة الداخلية خلال العام الجاري، بعد أن أفرجت السلطات الأمريكية في السابع من أيلول (سبتمبر) الماضي عن 16 سعوديا، والعاشرة منذ أن بدأ الإفراج عن الموقوفين السعوديين.
وبلغ مجموع الموقوفين الذين استعادتهم المملكة من معتقل جوانتانامو 107 سعوديين حتى الآن.
وأكد الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، أن المملكة بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين ونائبه، ماضية في جهودها لاستعادة جميع السعوديين الموقوفين في جوانتانامو، يساندها في ذلك الالتزام المميز بالأنظمة والتعليمات، الذي أكده السعوديون الذين سبقت استعادتهم، والذي يمثل الأساس في جميع الاتصالات التي تتم بشأن عودة من تبقى من السعوديين.
وأشار الأمير نايف إلى أنه سيتم إخضاع العائدين للأنظمة المعمول بها في المملكة، معبرا عن سعادته البالغة بوصول المجموعة الجديدة من السعوديين الموقوفين في خليج جوانتانامو إلى أرض الوطن.
وأعرب وزير الداخلية عن ارتياحه وتقديره للتعاون الذي تبديه السلطات المختصة في أمريكا، متمنياً أن يؤدي ذلك إلى استعادة من تبقى من السعوديين في القريب العاجل.
من جانبه، أوضح اللواء منصور التركي المتحدث الأمني في وزارة الداخلية، أن السعوديين الذين تمت استعادتهم من الموقوفين في خليج جوانتانامو، الذين وصلوا إلى المملكة هم فهد عمر عبد المجيد العمري الشريف، يوسف محمد مبارك الجبيري الشهري، فهد سلطان عبيد العصيمي العتيبي، تركي مشعوري زايد آل جبلي عسيري، سلطان أحمد بن الدردير عويضه، نايف عبد الله إبراهيم النخيلان، عبد الله عبد المعين معلي الوافي الحربي، محمد عتيق عويض العوفي الحربي، سعيد علي جابر آل خثيم الشهري، هاني سعيد محمد آل خلف الغامدي، خالد سعود عبد الرحمن البواردي، مرتضى علي سعيد مقرم، جابر حسن محمد الجبرة القحطاني، وزيد محمد سعد آل حسين الغامدي.
وأشار التركي إلى أنه تم استكمال الإجراءات لإبلاغ ذويهم بوصولهم، كما جرى ترتيب وتوفير جميع التسهيلات لأسرهم للالتقاء بهم، موضحاً إمكانية استفسار من له علاقة صلة بالمواطنين الذين تمت استعادتهم، بالاتصال على إدارة الشؤون العامة في وزارة الداخلية على الهاتف رقم (014034375).
من جهته، ثمنت هيئة حقوق الإنسان الجهود التي قامت بها وزارة الداخلية لاستعادة المعتقلين السعوديين في جوانتانامو. وأوضح الدكتور زهير الحارثي المتحدث باسم الهيئة، أن الجهود المبذولة من قبل وزارة الداخلية محل ترحيب وتقدير رئيس الهيئة، وجميع أعضاء مجلسها ومنسوبيها، وأن عودة هذه الدفعة تعد مؤشراً إيجابياً لإنهاء معاناة المتبقي منهم في أسرع وقت.
وطالب الحارثي بسرعة إغلاق هذا المعتقل الذي يعد شاهداً على انتهاك حقوق الإنسان، ولم تحترم فيه المعاهدات والمواثيق الدولية، مشيدا بالبرامج التي أعدتها الداخلية لصهر العائدين من المعتقلين مع المجتمع، ودمجهم من جديد بعد تأهيلهم. وثمن الخطوات التشجيعية التي قام بها المسؤولون لمساعدة العائدين على ممارسة حياتهم الطبيعية، ومن ضمن ذلك تكفل الأمير محمد بن نايف مساعد الوزير بزواج الكثير من العائدين.
من جهته، أكد المحامي كاتب الشمري محامي المعتقلين، أن أمريكا لا تزال تصر على اعتبار قضية جوانتانامو سياسية، بعيدا عن أية اعتبارات تتعلق بالقانون الأمريكي أو الإنساني، مبينا أن جهود الجهات السعودية المختصة أسهمت في ضم المعتقل المفرج عنه زيد الغامدي، لاسيما أن السلطات الأمريكية وضعته في قائمة المعتقلين الأردنيين نظير محل ميلاده.
وفي غضون ذلك، امتلأت الصالة الكبرى في فندق قصر الرياض وسط العاصمة أمس، بالأسر التي جاءت من جميع أقطار المملكة، بعد أن وفرت وزارة الداخلية الرعاية الكاملة من سكن ووسائل نقل كل ذلك في سبيل أن يلتقوا أبناءهم في يسر وسهولة. وغادر ظهر أمس عدد من الحافلات من الفندق تقل عائلات العائدين من أطفال وكبار السن ونساء وشباب، متوجهة إلى سجن الحاير جنوب الرياض، الكل يعيش لحظة شوق وحنين لابن وفلذة كبد طال غيابه أكثر من سبع سنوات.
وأكد لـ"الاقتصادية" عبد الله العتيبي ابن أخت العائد محمد الحربي، أن خاله غاب عن الأنظار نحو سبع سنوات، لاسيما أن لديه ابن لم يره منذ غيابه بلغ من العمر في الوقت الحالي نحو سبع سنوات، مشيرا إلى أنهم يتبادلون الرسائل فيما بين الطرفين (المعتقل وذويه) بين الفينة والأخرى، وكانت تحمل في طياتها أنه يتمتع بصحة وسلامة وعافية.
وبين أن ما أثلج صدورهم أن القائمين على المعتقل يسمحون لهم بأداء فريضة الصلاة في أوقاتها، مشيرا إلى أنهم تلقوا خبر مجيئه للأراضي السعودية فجر أمس، موجها شكره العظيم للأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ونائبه، على الجهود التي يبذلونها في سبيل عودة جميع المعتقلين.