انتظار الهواتف الجديدة يسبب ركودا في سوق الأجهزة المستعملة
انتظار الهواتف الجديدة يسبب ركودا في سوق الأجهزة المستعملة
لا شك أن الهواتف الذكية باتت أحد أهم الأجهزة التي يقضي المستخدمون فترات طويلة من وقتهم للمفاضلة فيما بينها، عندما يتعلق الأمر باقتناء جهاز جديد لغرض الاتصال أو الترفيه والعمل، وسوق الهواتف الجديدة والمستعملة في العادة تعد إحدى أنشط الأسواق في المملكة، وذلك بسبب شغف المستخدمين لكل ما هو جديد، إلا أنه بعد انقضاء مؤتمر الهواتف العالمي MWC، خالفت سوق الهواتف السعودية معظم التوقعات، وذلك عبر الركود الملحوظ في المبيعات بسبب انتظار المستخدمين للهواتف الذكية الجديدة التي من المتوقع أن تطلق خلال الفترة القريبة المقبلة.
استراتيجيات إطلاق الأجهزة
احتدمت المنافسة بين الشركات في سوق الهواتف الذكية من حيث سرعة وتعدد إطلاق الأجهزة الذكية في الأسواق، الذي بات يشكل فرصة لمصلحة المستهلكين، إذ توافر أمامهم عديد من الخيارات والميزات في الأسواق العالمية، كون الشركات الأمريكية والبريطانية بدأت بتغير استراتيجياتها التي اتسمت بإطلاق جهاز أو جهازين على الأغلب في السنة الواحدة، لتكون شبيهة باستراتيجيات الشركات الآسيوية المعروف عنها تعدد الخيارات أمام زبائنها عبر إطلاق عدد كبير من الأجهزة قد يتجاوز ستة أجهزة مختلفة في السنة الواحدة.
المنافسة التي يمكننا أن نطلق عليها "حرب الشركات" لاقتناص أكبر حصة من الأسواق العالمية والحصول على الظهور والانتشار الأكبر وبالتالي الحصول على الشريحة الأكبر من المستخدمين، فسرعة التحولات في سوق الهواتف الذكية أصبحت إحدى سمات الصناعة التقنية في العالم، وسرعة التغييرات والخصائص تدل على شدة المنافسة في هذه السوق، حيث أصبح الإعلان عن إطلاق هواتف ذكية جديدة يوميا، كون الشركات تبحث بسرعة عن فرصة لزيادة الحصص من المستهلكين.
لكن في النهاية، فحدة المنافسة بين الشركات تصب في مصلحة المستخدم الذي يبحث عن أفضل المواصفات وأعلى جودة بأقل الأسعار، وهو الأمر الذي يجب أن تأخذه الشركات بعين الاعتبار عند تحديد سعر أي هاتف جديد.
المملكة الثالثة عالميا في استخدام الهواتف
يتوقع أن يصل عدد مستخدمي الهواتف الذكية عالميا إلى خمسة مليارات شخص بنهاية هذا العام 2017. وحسب دراسة حديثة أجرتها شركة "بايدو" الصينية، فإن عدد مستخدمي الهواتف الذكية في جميع أنحاء العالم سيرتفع إلى 6.1 مليار بحلول عام 2020، علما بأن العدد لم يتجاوز 1.9 مليار شخص في العالم عام 2013. وتأتي المملكة العربية السعودية في المركز الثالث عالميا كأعلى نسبة لمستخدمي الهواتف الذكية في العالم، بنسبة 72.8 في المائة، مقارنةً بـ 23 مليون مستخدم للهواتف الذكية هذا العام.
سوق الأجهزة المستعملة في السوق السعودية
لا شك أن شراء هاتف مستعمل يعد وسيلة فعالة للحصول على الهاتف المراد بأقل سعر مقارنة بشرائه على هيئة هاتف جديد خاصة تلك الهواتف التي ذات المواصفات المرتفعة التي تتجاوز قيمتها سقف 2000 ريال.
لكن خلال الفترة المقبلة يتوقع انتعاش سوق الهواتف الجديدة والمستعملة في المملكة، وذلك بسبب اقتراب إطلاق ووصول عديد من الهواتف الذكية الجديدة التي تم الكشف عنها أخيرا مثل هواتف سوني وجهاز سامسونج المرتقب جالكسي إس 8.
لذلك فإنه عند إطلاق الأجهزة الجديدة تنخفض أسعار الهواتف القديمة بشكل ملحوظ، وهنا يجب التركيز على عدة معايير عند اقتناء هاتف مستعمل، ومن أبرزها:
الابتعاد عن الهواتف القديمة، فمهما كان الهاتف المستعمل يبدو بحالة جيدة وبسعر مغر إلا أنه لا يفضل الاعتماد على هاتف مر على إصداره أكثر من سنتين، إذ تكمن المشكلة الأساسية هنا في تحديث نظام التشغيل إلى الإصدارات الأحدث وبالتالي عدم تحديث التطبيقات ذات الشعبية إلى الإصدارات الجديدة.
كما يجب الحذر من الهواتف المقفلة، فبعض الأشخاص يقوم بشراء هاتف مستعمل دون علمهم بحدود وقيود استخدام هذا الهاتف الذي يكون محصور الاستخدام على شبكة واحدة أو مزود خدمة واحد، خاصة تلك الهواتف التي يتم بيعها في المتاجر الإلكترونية خارج المملكة، وبالتالي سيضطر المستخدم إلى دفع تكلفة إضافية لفتح الهاتف بعد تسلمه، هذا بخلاف وجود مخاطر بعدم إمكانية فتحه إطلاقا.
ومن الصعب العثور على هاتف مستعمل بنفس حالة الهاتف الجديد من حيث المظهر الخارجي، لكن هناك عدة عوامل يجب التأكد منها وتفحصها عند اختيار الهاتف مثل حالة الصوت والسماعات والبطارية وأداء الهاتف الداخلي والكاميرا ولوحة اللمس والواي فاي، وعدم وجود كسور أو خدوش قاسية، حتى لا يضطر المستخدم إلى دفع تكاليف صيانة إضافية لاحقا.
كما يجب التحقق من الأسعار ومقارنتها بالأجهزة الجديدة، ففي العادة عند إطلاق أي هاتف جديد تنخفض أسعار الهواتف الأخرى تلقائيا، لذلك تجب مقارنة الأسعار بين الهاتفين الجديد والمستعمل من نفس الطراز.