3 نماذج سعودية تؤكد الخروج من دائرة البطالة إلى العمل الحر
لا يكون النجاح التجاري فقط في قدرة البعض على افتتاح الشركات والمؤسسات وامتلاك المحال التجارية والمراكز المختلفة وكيفية إدارتها بأعمالها المتنوعة, وإنما في قدرة الكثير من أبناء هذا الوطن المعطاء على تشغيل أنفسهم من خلال العديد من الأعمال الحرة التي تعتمد على ما يسمى "التشغيل الذاتي"، فنجاحهم هذا يعتبر نجاحاً مضاعفاً, وإنجازاً كبيراً يستحق الثناء والإشادة, وانتصاراً رائعاً للإرادة والطموح, ضربوا فيه أروع الأمثلة في التحدي والمثابرة والإصرار على تحقيق أهدافهم بتجاربهم المختلفة من خلال المشاريع التي أنجزوها, وخلقوا لأنفسهم منها فرصة العمل التي أخرجتهم من دائرة البطالة إلى العمل الحر الذي اختاروه بكل قناعة ورضا, ليحصلوا منه على لقمة العيش من عرق الجبين، ومن أمثلة هذا النجاح, تلك التجربة التي قام بها سليم المسلم أحد شباب هذا الوطن ممن دفعهم الحماس والطموح لتحقيق أهدافهم, بدعم ٍ وتوجيهٍ من صندوق المئوية الذي استطاع أن يوفر فرص العمل التجاري الحر لأبناء هذا الوطن من خلال تمويله المشاريع المختلفة للشباب السعودي من الجنسين, مساهمةً منه في تنمية المجتمع, ومحاربة البطالة.
في هذه الصفحة نستعرض عددا من مشاريع الشباب التي تحولت إلى واقع:
سليم المحمادي: بمساعدة صندوق المئوية اشتريت شاحنة وبات دخلي الشهري 15 ألف ريال
بدأ سليم سالم المحمادي (32 سنة) بالحديث عن تجربته مع صندوق المئوية الذي ساعده في تأمين عمل نزيه وحر له قائلا " بعد أن كثر الحديث في أوساط الشباب عن وجود جهة حكومية تدعم المشاريع الصغيرة لأبناء وطننا الحبيب، وتناقلهم تفاصيل الكثير من التجارب الناجحة لمن سبقونا, والذين استطاعوا تحقيق أهدافهم، وتحويل أفكارهم وأمانيهم إلى مشاريع ناجحة على أرض الواقع, وذلك بعد أن قام صندوق المئوية بدعمهم ومساندتهم وإرشادهم وتوفير التمويل اللازم لمشاريعهم، قررت أن أتقدم إلى تلك الجهة للحصول على تمويل المشروع الذي سيساعدني على تشغيل نفسي من خلال مركبة خاصة تكون ملكاً لي".
واستطرد المحمادي قائلا: "سررت كثيراً بسماعي خبر موافقة صندوق المئوية على منحي مبلغ (190) ألف ريال لشراء " تريلا قلاب "، وبمجرد حصولي على تلك الموافقة قمت بتوفير دراسة الجدوى البسيطة التي طلبوها مني, والتي تحتوي على المعلومات الأولية عن أسعار المعدات والمواد اللازمة لهذا العمل, والمردود المتوقع من تشغيل تلك المركبة، وتمت الموافقة عليها من قبلهم، ثم قمت بتوقيع عقد التمويل، وقام الصندوق بشراء المركبة المطلوبة التي اخترتها بنفسي، وبدأت في العمل في شهر نيسان (أبريل) من هذا العام، ومع مرور الوقت استطعت زيادة ساعات العمل اليومية، إلى أن أصبحت أجني ما لا يقل عن 500 ريال يومياً - ولله الحمد - وأنا الآن أسعى للتعاقد مع كبرى الشركات، وأطمح للعمل مع الشركات التي ستسهم في تشييد مدينة الملك عبدالله الاقتصادية".
وأضاف المحمادي قائلاً: "لقد أعجبتني الخدمة المتميزة التي يقدمها العاملون في صندوق المئوية للعملاء عبر الهاتف ولمراجعي الصندوق، وهذا الجهد يشكرون عليه، والذي يعكس حرصهم الكبير على راحة الشباب السعودي وخدمتهم بلا استثناء, فلهم مني كل الشكر والعرفان, داعياً الله لهم ومتمنياً بطول العمر لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظه الله - صاحب تلك الفكرة الرائعة لخدمة أبناء هذا الوطن المعطاء".
وأنهى المحمادي حديثه بالقول: " أنصح شباب هذا الوطن المعطاء بالمبادرة للبدء في العمل الحر، بدلاً من الجلوس دون وظيفة، فبلادنا - ولله الحمد - مقبلة على مرحلة تزداد فيها المشاريع العمرانية مما يتيح فرص العمل للجميع، كذلك أنصحهم بالاستفادة من فرص التمويل المتاحة، والانطلاق إلى تحقيق الأحلام وامتلاك العمل الخاص".
بادي بن عيد: اتهموني بأنني خيالي فقبلت التحدي ونجحت في امتلاك سوق(سوبر ماركت)
ما بين البحث العقيم عن فرصة عمل معقولة، والتحول إلى صاحب سوق مركزي "سوبر ماركت "، قصة نجاح عاشها بادي بن عيد مع صندوق المئوية، يرويها بسرور تنطق به ملامح وجهه وبريق عينيه، وحركات يديه اللاإرادية.
"بسبب ظروف خاصة لم أتمكن من دخول الجامعة، فكان الحصول على عمل يحقق لي استقلالا ماليا، ضرورة تتعلق باحترام الذات أكثر منها حاجة مادية ". بهذه العبارة المكثفة يوجز بادي رحلة بحثه الجاد عن تأكيد ذاته،باعتبار العمل الشريف واجبا شرعيا ووطنيا قبل أن يكون حقا للمواطن. ويقول ابن عيد: كنت حريصا على إسقاط اتهام جائر في حق الشباب السعوديين، شاع بيننا إلى درجة كدنا معها أن نصدق الأكذوبة مع أننا ضحاياها !
لذلك ارتضى بادي أي عمل شريف، ما دام يوصله إلى هدفه الشخصي والوطني معا. وأثبت جدارته في كل الجهات التي عمل فيها، بمعايير الإنتاج والانضباط على حد سواء. لكن المشكلة التي رافقته في جميع المحطات التي مر بها، يختزلها بضآلة المردود المادي في مقابل الجهد المبذول، فضلا عن أن الترقي فيها محدود لا يناسب قدراته، ولا يلبي طموحاته.
ظل هاجس الاستقلال يسيطر على أحلام بادي، التي كانت تدفع بعض زملائه إلى وصفه بالخيالي وغير الواقعي،لكن مداعباتهم لم تفلح في إدخال اليأس إلى نفسه، وكان الأمل في قلبه يلامس اليقين وإن كان غامضا في الكيفية التي يمكن أن ينتقل عبرها إلى دنيا الواقع.
وجاء بريق الفجر مع خبر قرأه بادي عن صندوق المئوية، فلم ينم تلك الليلة وهو يناقش نفسه: ألا يحتاج الأمر إلى واسطة وأنا لا أعرف أحدا هناك؟، بل إنني لم أسمع عن الصندوق قبل اليوم.. ويكمل بادي حديثه الداخلي ليقول : حتى لو كانوا لا يتعاملون بالوساطات، ماذا لو كان عندهم شروط لا تنطبق علي ؟.. ويستدرك بادي: لكن مع تلك المخاوف المتشابكة، كان شعوري الإيجابي يتغلب عليها.
في الصباح اتصل صاحبنا بالصندوق هاتفيا واستفسر عن مقره، ثم توجه إليه مباشرة، وفي الطريق بات شعوره ببلوغ غايته أقوى،لأن صوت الموظف على الهاتف حمل إليه مزيدا من الطمأنينة. وهو ما تيقن منه بعد وصوله, من حسن استقبال واهتمام وشرح مستفيض من المسؤول الذي قابله، ولم يتذمر من تساؤلات بادي الكثيرة والمتشعبة.ويردف بادي قائلا : وجدت الشروط سهلة جدا،وطلبوا مني تقديم دراسة جدوى أولية لمشروع السوق المركزي الذي أحلم بإنشائه.وبعد مدة قصيرة من تقديم الدراسة المطلوبة، جاءني البشير هاتفيا إذ زف إلي الموظف المختص نبأ الموافقة على تمويل حلمي "مشروعي " الصغير، بمبلغ 138 ألف ريال.
وبدأ بادي خطواته العملية، فالكرة أصبحت في مرماه، راح يسابق الزمن، ويوصل الليل بالنهار، وكان الصندوق شريكه الراعي في كل خطوة، من خلال المرشد المتطوع الذي اختاره الصندوق لمساعدته بالنصح والمشورة، ومن خلال التسهيلات لدى الجهات الحكومية المختصة.
وها هو المشروع يغدو واقعا بعد افتتاحه وبشائر التوفيق تزداد يوما بعد يوم، وبادي المبتهج بنجاحه سعى بعد انطلاقه إلى دعوة أصدقائه ليشاطروه فرحته العارمة، ولكي ينتهوا عن وصفه بالحالم واللاواقعي. ويختم بادي بن عيد قصته المؤثرة بقوله: في يوم الافتتاح سجدت لله شكرا، ودعوت بطول العمر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والد الجميع وصاحب فكرة صندوق المئوية الرائعة، ولا يفوتني أن أشكر كل العاملين في الصندوق لما لمسته فيهم من إخلاص وصدق في مساعدة الشباب الطموحين.
كاتب الرشيدي: طموحي دفعني للعمل التجاري الحر وهذه نصحيتي للشباب
كاتب سالم الرشيدي شاب سعودي يبلغ من العمر ( 27 ) عاماً متزوج ويسكن مدينة الرياض، نجح بدافع من الإصرار والعزم والحماس في تحقيق أمنيته بأن يكون صاحب عمل تجاري حر, من خلال مشروع صغير في البداية يؤهله - بإذن الله - لأن يكون واحداً من رجال الأعمال في السعودية, وفي مدينة الرياض تحديداً, ونجاحه هذا لم يتم - بعد توفيق الله - إلا بدعم ٍ من صندوق المئوية الذي تم إنشاؤه في عام 2005 م , ليقدم التوجيه والإرشاد والتمويل لإقامة المشاريع الصغيرة المختلفة للشباب السعودي من الجنسين ودون أي فوائد تترتب على ذلك مساهمةً منه في خفض معدل البطالة, و تطوير و تحسين البيئة الاستثمارية, وتنمية البلاد على مختلف الأصعدة, وهذا كله يأتي بدعم ٍ وتوجيهٍ من الأمير عبدالعزيز بن عبد الـله بن عبدالعزيز آل سعود المستشار في ديوان خادم الحرمين الشريفين، ورئيس مجلس أمناء صندوق المئوية.
الرشيدي تحدث عن نفسه من خلال قصة نجاحه مع صندوق المئوية قائلاً: "بعد الانتهاء من دراستي بدأت العمل في محل تجاري متخصص في نشاط الكهرباء والسباكة ومواد البناء في أحد أحياء مدينة الرياض, وكانت بدايتي براتبٍ شهري لا بأس به, واستمررت في العمل إلى أن اكتسبت الخبرة في هذا المجال من الأعمال وتولدت لي فكرة العمل الحر في ذلك الوقت, حيث فضلت أن أنطلق إلى عالم التجارة الحرة بعد أن تعرفت على الدور الكبير لصندوق المئوية في دعم مشاريع الشباب الصغيرة, ومن هذا المنطلق تقدمت للصندوق, وقمت بتعبئة الاستمارة الخاصة للحصول على القرض المطلوب للبدء في مشروعي الصغير متوكلا على الله في كسب هذه الفرصة الثمينة التي لا أعتقد أنها ستتكرر إن لم أستغلها الآن، وذلك من خلال محل متخصص في مواد البناء والسباكة والكهرباء خصوصاً أننا نعيش نهضة عمرانية تشهدها البلاد, وبعد توفيقٍ من الله ثم بدعمٍ من صندوق المئوية استطعت الحصول على القرض اللازم لمشروعي والذي بلغ 200 ألف ريال , وتم البدء الفعلي قبل أيام من شهر رمضان لهذا العام 1428 هـ, وكانت مشاعر الفرح لا توصف, فأمنيتي تحولت إلى حقيقة على أرض الواقع, وطموحي الذي كنت أسعى إليه, ساعدني دعم الصندوق في تحقيقه والوصول إليه ".
وأضاف الرشيدي قائلاً: "لم يقتصر دور الصندوق على الدعم المادي فقط, بل امتد إلى المتابعة المستمرة للمشروع, وتقديم التوجيهات اللازمة، ليحقق التقدم للمشروع من خلال متابعته في جميع مراحله, ولا يسعني هنا إلا أن أتقدم بشكري الجزيل وامتناني وتقديري للصندوق ولجميع القائمين عليه, ولكل من وقف معي وساندني وأوصلني إلى ما أنا عليه الآن".
واختتم الرشيدي كلامه بتوجيه نصيحة إلى أبناء وبنات مملكتنا الحبيبة, بقوله: " أتمنى من كل الشباب السعودي أن يسعوا بكل إصرار لنيل الطموح، ويحرصوا على استغلال الفرص الموجودة في مجتمعنا والتي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين - أطال الله في عمره - ويقدموا عليها بخطوات جريئة تفيدهم في المستقبل, فالحياة مملوءة بالفرص, لكنها تحتاج إلى العزم والتحدي لتحقيق الأهداف وتحسين الأوضاع المختلفة في الحياة الاجتماعية".