الشمع الكثير!
الشمع الكثير!
حميمية الشاعر مع آلامه وأقداره لغة لا يجيدها سوى الموغل في الشعر، المبحر في إنسانيته، كعقاب الربع الذي اعتاد حبس الأوكسجين في رئاتنا، لحظة البدء في قراءته، شاعرٌ يحضر الجمال معه صوتا وقراءة، شاعرٌ أضاء مليون شمعة شعر لثلاثين شمعة عمر، ثلاثون أعيت الشعراء في كتابتها، ودارت بينهم بعادية التكرار، لكنها بدت معه وكأنها للتوّ ولدت، وللتوّ قرئت على مسامعها التعاويذ، وأذّن الشعر بصوته العذب في روحها، للتوّ قيل بمناسبة ولادة قصيدة الثلاثين "مبروك هاللافي"!
ادوزن امنياتي.. والسنين تقول يالله عاد
بلا من ثقل حلمك.. واعتقد كل ما حصل كافي
تموت شموع.. ويفز الظلام بليلة الميلاد
واظل البائس الذاوي الحزين المتعب الطافي
هزيلٍ لو طرت لي ذكرياتي صارت الجلاد
نحيلٍ.. والحمل.. متربع ومركاه باكتافي
كئيب الليله وكني شريدة من بقى من "عاد"
صويب وما اشعر الا بالتعب مغروز باطرافي
ثلاثين العمر.. وتمره الاعياد ماهي اعياد
عثى فيها الهجوس المستميت الفايق الغافي
اشوف ان بيني وبيني.. منافي ماهي من بلاد
تلمست المدى فيها لقيته خاينٍ وافي
أدورني ورى صدفة قدر أبرك من الميعاد
زهابي وحدتي.. والبرد.. مايفرق عن لحافي
يمرنّي شتاءاتي طويلة مابها مرقاد
ولا المح غير بردي.. بالجهات الأربعة دافي
مشيت واشعر بهذا الورق والمحبرة "احفاد "
قصيدي هو عصاي و وش عليه ليا مضى حافي
تعالوا نطفي الشمع الكثير الحين يا " اولاد "
عسى كل عام.. وايامي كذا طيّب ومتعافي
قصيدة يحتفل فيها الشعور الحالم ويرتاد..
اضاءات المساء اللي يعل ويبحث الخافي
نقيضة للنفوس اللي امتلت خبث وحسد واحقاد
قريبة من مشاعر من سمع "مبروك هاللافي"
رمادية.. تشابه في تعبها ملمح الاجداد
وداعية.. تشابه في عناها المدمع الصافي
انا ويني ووين الشمع.. والحفلات.. والأعياد
يا رب العافية.. ماغيرها مع سترك الظافي