مستهلكون أمريكيون يبدأون حملة لمقاطعة السلع الصينية

مستهلكون أمريكيون يبدأون حملة لمقاطعة السلع الصينية

بدلا من تقديم هدايا, تعطي ماري نادين أطفالها دروسا في تعلم التزلج أو تأخذهم في نزهة في محاولة, كما تقول لت فادي, شراء سلع مصنوعة في الصين. وقالت نادين (49 عاما) التي تقيم في ضواحي واشنطن "أحب السلع رخيصة الثمن أيضا ولكن هناك شيئا ما لا يريحني". وفي أعقاب استرداد ملايين من لعب الأطفال الملوثة بأصباغ تحتوي على كميات ضارة من الرصاص وأضرار أخرى وأغذية بحرية ملوثة بمخلفات كيماوية ومعاجين أسنان ملوثة بمواد كيماوية يشعر بعض المستهلكين الأمريكيين بالقلق من السلع الصينية. وأوضح استطلاع للرأي أجرته "رويترز" ونشرت نتائجه في 17 أكتوبر (تشرين الأول) أن إجمالي 75.8 في المائة من نحو ألف فرد جرى استطلاع رأيهم قالوا إنهم لن يشتروا لعب الأطفال صينية الصنع. وفي 19 سبتمبر ( أيلول) أوضح استطلاع مشابه أن 16 في المائة من الناس لا يشترون على الإطلاق السلع صينية الصنع وأن 23 في المائة لا يشترون الطعام أو معاجين الأسنان الصينية.

وقالت ماري تيجاردن المتابعة للشؤون الصينية منذ فترة طويلة وتعمل معلمة في مدرسة ثاندربيرد أوف جلوبال مانجمنت "أتمنى التوفيق لهؤلاء الناس." وإضافة إلى المخاطر الصحية فإن الناس الذين قالوا إنهم يقاطعون المنتجات صينية الصنع استشهدوا بعدد من الأسباب بينها حماية حقوق الإنسان وحماية البيئة. وقالت نادين عن الصين "إنه نظام قمعي لا يهتم بشعبه ولا بأنهاره ولا يهمه ما يلقيه في المحيط". وأضافت تيجاردن إن الشركات الغربية مثل شركة ماتل التي ألقت باللوم على الصين في مشكلات متعلقة بالسلامة مخادعة إذ إن العديد من هذه المشكلات تتعلق بالتصميم ولكنها حثت أيضا الشركات على السيطرة على الموردين. ولا يمكن القول إن الصين غير مهتمة بالمنتجات الملوثة. وفي تموز (يوليو) أعدمت بكين رئيس هيئة متابعة سلامة الأغذية والعقاقير تشينج شياو ايو لحصوله على رشا والتقصير في عمله. وارتبط اسمه بفضيحة متعلقة بدواء ملوث تسبب في وفاة 13 مريضا في مدينة جوانجتشو في جنوب الصين.

وبالنسبة للأمريكيين فإن الرغبة في مقاطعة السلع الصينية يعني تقديم تضحيات.. أولا هناك كمية كبيرة من المنتجات صينية الصنع في السوق الأمريكية. ووفقا لوزارة التجارة فقد صدرت الصين منتجات قيمتها 288 مليار دولار للولايات المتحدة عام 2006 وبينها أجهزة تلفزيون ومنتجات إلكترونية أخرى قيمتها 65 مليار دولار ولعب أطفال وألعاب ومعدات رياضية بقيمة 21 مليار دولار وملابس قيمتها 20 مليار دولار.

وأوضح مسح أجري في متجر تويز آر إس خارج واشنطن أن أغلب لعب الأطفال التي بيعت من هذا المتجر كانت من الصين. وبالنسبة للأغذية فالأمر أكثر تعقيدا إذ بالنسبة للمتسوقين في المتاجر يمكنهم فحص الماركات وإعادة الأغذية البحرية أو الثوم من الصين ولكن قوائم الطعام في المطاعم لا تذكر كثيرا الجهة التي جاء منها الطعام. وقال روبرت لانزا وهو مهندس يعمل في واشنطن ويبلغ من العمر 48 عاما "تذهب إلى المطعم وليس لديك أدنى فكرة من أين جاء هذا الطعام البحري. التقارير الأخيرة التي أفادت بوجود أغذية بحرية ملوثة دفعتني إلى التوقف عن التردد على المطاعم التي تقدم السوشي". وحتى السلع التي تبدو بسيطة مثل كتاب آلان جرينسبان رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي السابق (عصر الاضطراب) قد يتحول إلى قضية معقدة.. فالكتاب نفسه مطبوع في الولايات المتحدة ولكن الصين صدرت العديد من الأوراق والورق المقوى والمواد الخام بقيمة 1.8 مليار دولار للولايات المتحدة عام 2006 . من أين جاءت المواد الخام التي صنعت منها الأوراق في كتاب جرينسبان؟ وتتساءل تيجاردن "ومن أي جاء الحبر أيضا؟ لا يمكن أن نعلم". وذكرت الكاتبة الأمريكية سارة بونجيورني هذه المصاعب في كتابها (عام دون عبارة صنع في الصين) والذي طبع في حزيران (يونيو). وقالت ماري نادين إنها شعرت بإحباط على الأخص عندما أرادت شراء أجهزة إلكترونية مضيفة "لا يمكن أن نعيدها لأنها صنعت في الصين إذ ليس هناك مكان آخر يمكن أن نحصل على هذه السلع منه... أحيانا كمستهلكين لا نجد أمامنا خيارات".

الأكثر قراءة