مستشارك
أنا شابة على قدر من العلم والثقافة والجمال بشهادة جميع من حولي, أصلي وأصوم وأقرأ القرآن في السر, يعني لا أحب النفاق, وخريجة حاسب بتقدير ممتاز مرتفع, عصامية ومتعاونة جدا, أنهيت دراستي ولم أجد أي وظيفة إلا وفيها اختلاط وأنا أرفض العمل إرضاء لوالدي, ترتيبي الثانية بين إخوتي, دائما أعمل في المنزل وأذاكر لإخوتي وأطبخ وأحسن الطبخ وأحفظ أولياء أمري في الغيب, نظيفة جدا في الشكل والمظهر, والكلمة الطيبة والمدح ينفعان معي كثيرا , مشكلتي إذا بقيت في المنزل من دون دراسة أو عمل يعدني والدي عبئا كبيرا عليه مع أنه تاجر دخله المادي تجاوز 20 ألفا, ودائما يحتقرني ويضربني على وجهي ويقول عني إنني غير مؤمنة, ويصفني بالخنزير وإنني لا أخاف الله, ودائما يطردني من أي مكان أجلس فيه, أحس أحيانا أنني قبيحة أو معوقه أو بي علة مع أنني غير ذلك, لدرجة عندما طلبت أن يخلع أحد أضراسي دكتور رجل وصفني بالساقطة أمام المراجعين, ومرة من المرات ضربني على وجهي وتحركت فقرات فكي والآن أنا لا أستطيع أن أفتح فمي إلا بصعوبة في حركة الفك مع أنني تعالجت 11 شهرا, لا يعامل والدي أحدا من إخواني بهذه المعاملة إلا أنا وأخي الذي يصغرني بعام, ودائما يردد بأنه يعطيني المال, ويقول: ماذا تريدين أكثر؟ لا أريد سوى الحنان والرحمة, أبكي كثيرا لدرجة أن يدي ترتعش من دون أن أحركها أحس أنني لست امرأة بل طفلة تنتظر العقاب, أريده أن يعاملني بحسب عمري ويقدرني, أصبحت أكرهه ولم أعد أتحمل حتى مزاحه. هل أنا عاقة أم أن قلبي لم يعد يتحمل قسوته؟ وأنا الآن مخطوبة وأخاف ألا أقدر أن أحب زوج المستقبل .. أفدني جزاك الله خيرا.
أختي الكريمة: تذكرين معاناتك من سوء معاملة والدك لك وممارسة أنواع العقاب المعنوية والمادية معك في الوقت الذي يعامل فيه إخوتك بشكل مختلف ويقدم لهم كل ما يحتاجون إليه من رعاية واهتمام رغم أنك ـ كما تصفين نفسك ـ تتميزين في كل ما يهم الشاب والشابة من علم وأخلاق ودين وجمال ومشاركة في أعمال المنزل, وهذا يؤكد أن هناك فجوة بينك وبين والدك, ولعل الاختلاف حول الوظيفة المتاحة كان سببا في ذلك ولم يتوافر لكما أسلوب للحوار المناسب الذي يمكن أن يؤدي إلى التوافق والاتفاق ما نتج عنه تشوه صورتك في ذهن والدك وبدأ يمارس بعض أنواع العقاب المادية والمعنوية تجاهك وهذا مؤكد سيشعرك باختلاف في معاملتك مقارنة بإخوتك, ويمكنك تصحيح الوضع بخطوتين أساسيتين :
أولاهما: أن تستعيدي الثقة بنفسك ولا تسيطر عليك هذه المشاعر السلبية التي وصفت بها ما يحدث لك من بكاء وعدم قدرتك السيطرة على جهازك العصبي وحدثي نفسك بما بدأت به رسالتك من مواصفات وقيم وعلم وأخلاق وأصليها في نفسك وانظري من خلالها لواقعك وتطلعاتك المستقبلية, فالثقة بالنفس أمر مطلوب مهما كانت المصاعب والظروف .
ثانيتهما: تقربي من والدك وتعرفي على الأسباب التي أوصلته إلى هذا الوضع, فإذا كان لك دور في ذلك فصححي وضعك, وإذا كان لديه تشوه في رؤيته لك لعل الحوار والنقاش المثمر والتواصل الإيجابي يكون له دور في تحسين الصورة وإعادة الأمور إلى مجاريها .
أما بخصوص الخوف من عدم النجاح في الزواج بسبب تشوه صورة الرجل في ذهنك أو بسبب عدم ثقتك بنفسك فأقول ابتعدي عن التعميم الخاطئ وربما يكون الزواج تحولا مطلوبا لتصحيح وضعك وإعادة الثقة بنفسك فلا تتشاءمي وتفاءلي بالخير, ونتمنى لك التوفيق, والله أعلم.
لا أدري من أين أبدأ, كانت حياتي معه سلسلة من التضحيات ولم أكن أنتصر في المقابل وبعد الأولاد حاولت وبشدة أن أحافظ على تماسك البيت ولكن تصرفات زوجي وأفعاله لم تساعدني على ذلك, أصبح الضرب والشتم لأتفه الأسباب طبيعيا حتى أمام الأولاد, بل تكليف وتحريض الأولاد على نعتي بأبشع الألقاب, كان يفضل أصحابه على بيته في كل شيء, إلى هنا والوضع كان يمكن احتماله لكن زوجي تمادى كثيرا وأصبح يهمل في صلاته كثيرا, بل زاد على ذلك وأصبح يطلب مني أمورا تخالف شرع الله, أصبح يطلب مني المحرم في الفراش, ولم يتوقف عند هذا الحد, بل كان يتحرش بي في نهار رمضان ماذا أفعل؟ كيف أتصرف؟ أخشى أن يأخذ الأولاد ويربيهم على غير الهدى, فهو مثال سيئ بكل المقاييس, كل ما أتمناه أن أربي أطفالي على الصلاح بعيدا عن زوجي ولكني أخشى إن تزوجت بعد الطلاق أن يأخذ أطفالي مني, هذه مشكلتي وضعتها بين أيديكم أرجو أن تجد منكم أذنا صاغية, وفقكم الله للخير والصلاح.
أختي الكريمة: لا شك أن الإنسان ربما يبتلى في حياته ببعض المشكلات في الزوج أو في الأولاد أو غير ذلك, ومسايرة هذه المشكلات بطريقة سلبية يمكن أن تسهم في مضاعفتها, وهذا للأسف ما حصل بينك وبين زوجك, فتضحياتك لم تكن تمثل نوعا من العلاج للموقف وإنما كانت تعبر عن الضعف والعجز من قبلك, ما عزز لدى زوجك هذه السلوكيات السيئة التي أشرت إليها, وأخشى أنه يتعاطى شيئا من مذهبات العقل, خاصة أنه لا يمتلك رصيدا من التدين الذي يمكن أن يمنعه عن ذلك, والدليل أنه تطاول على الشعائر الدينية ببعض الإعراض أو الانتهاك, ويبدو من واقع الحال أن المسألة وصلت إلى حد يوجب التدخل من قبل أحد الأقارب الحكماء في مناقشة الوضع معه وإيجاد الحلول المناسبة, ولكن هذا يتطلب منك موقفا جادا وحازما في الدفاع عن حقوقك الشخصية وغيرتك على الحدود الشرعية ولا تكون تصوراتك السلبية لمستقبل الأولاد وسيلة ضغط عليك لتكوني ضحية للصراع بين الحالين حتى لو وصل الأمر إلى الطلاق, فأقول الطلاق علاج إذا أحسن استخدامه ولكن بعد الإجابة عن ( لماذا ومتى وكيف؟) فحتى وضع أولادك مع هذا الوضع لا يحقق تطلعاتك لهم, وتذكري أنه ربما نكره شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا, فاختاري الموقف والأسلوب المناسبين والنتيجة علمها عند الله أهم شيء التحرك من أجل الإصلاح والتغيير للأفضل, بإذن الله, أتمنى لك التوفيق والسداد والله أعلم .
أنا متزوجة من ابن خالتي, وللأسف, عندما خطبني بحكم القرابة والصلة وعلى أساس أنه معروف لم يسأل أهلي عنه, وبعد سنين من الزواج والإنجاب اكتشفت خيانته لي, اكتشفت أنه على علاقة بفتيات يكلمهن بالهاتف ويحضرهن إلى البيت أثناء غيابي, واكتشفت هذا الأمر مصادفة, إذ وجدت صورة لفتاة فيه فذهبت إليه وأحضرت له المصحف وقلت له أحلف أنك لم تخني إطلاقا ومن دون تردد وضع يده على المصحف وحلف كاذبا, وبعدها أظهرت له الصورة فاعترف بكل شيء. المشكلة العظمى أنه يقول لأهله إنه لم يفعل شيئا وهو اعترف لي ولعمه بكل شيء ويبرر لنفسه أنه فعل ما فعل بسبب مشكلات البيت, والآن أنا في بيت أهلي ووالدي مريض ولا يدري ما سبب وجودي عنده, وزوجي تاركني وبناته من دون أن يصرف علينا, في رأيكم ما الحل؟
أختي الكريمة :لا شك أن ما ذكرته عن زوجك أمر غير مقبول ولكن في مثل هذه المواقف لا بد أن تكون الحكمة والعقل حاضرين من أجل التعامل مع الموقف بطريقة عقلانية تسهم في عدم مضاعفة المشكلة والوصول إلى الحلول المناسبة, فقد حصل ما حصل وما مضى لا يمكن أن يعود لنغير من واقعه والهدف الآن هو عدم تكراره ما فعله والبعد عنه وعدم تأثيره في حياتكما الزوجية وإعادة الثقة بالاتفاق والتوافق في كل الحلول المناسبة, وإذا كان هذا الهدف لا بد أن نبحث عن الأساليب المناسبة لتحقيقه فكونه ينكر لعل ذلك إشارة إلى الندم وعدم الجرأة على التكرار فلا تلحي عليه ليعترف, وقفي على ما توافر لك من معلومات وابحثي عن الحلول بشكل متدرج مع إعطاء الفرصة لإثبات التصحيح والعقاب ليس أول الحلول خاصة في هذه المرحلة بحيث تتركين البيت وتكشفين الموضوع لأحد من أقاربه, فالتدرج في ردة الفعل يكون بحسب النتائج فإن لمست تصحيحا فالحمد لله, وإن رأيت تماديا في هذه الحالة فاطلبي التدخل وابق في بيتك وكأنك تمنحينه فرصة للتوبة, لذا أنصحك بالرجوع وإذا كان منك أي تقصير أو مشاكل بينكما تعرفا عليها وتعاونا على حلها ولا تكون له حجة أو ذريعة شيطانية تزين له مثل هذه المنزلقات, واسألي الله من قبل ومن بعد أن يصلح حالكما وأن يوفقكما إلى كل خير والله أعلم.
أنا فتاة ملتزمة وأسأل الله الثبات وعلى خلق عال وعمري 25 عاما, تقدم لي شخص مطلق وعنده أطفال, أهله يمدحون أخلاقه, المشكلة عدم اقتناعي بالفكرة, أنا في نظري لم أصل إلى سن أقبل فيها بمطلق, من حقي أن أتزوج بشاب لم يسبق له الزواج مثل باقي البنات ويكون اهتمامه بي أنا وليس أولاده, أنا رافضة, لكن أهلي رأيهم أنه أفضل من غيره, وأنه ربما لا يتقدم لخطبتي إلا من كان على شاكلته, هل أوافق لأنه أفضل من غيره !
أختي الكريم :لكل إنسان توجهه وقناعاته على المستوى الشخصي أو الاجتماعي أو للحياة بشكل عام ولكن يبقى أن دراسة الأمور بشكل عقلاني يساعد على اتخاذ القرار المناسب, ولعلي أعلق على نقطتين مهمتين في حديثك تؤكد أن المعلومات لديك غير كافية لاتخاذ قرار الموافقة من عدمها, الأولى: ذكرت أن أهله يمدحون أخلاقه, وسؤالي: هل تتوقعين غير ذلك؟ فتحيز الأهل لابنهم ربما يفقد المعلومة كامل مصداقيتها. والثانية: رأي أهلك بأنه أفضل من غيره على ماذا بنيت المقارنة؟ فقد يأتي من هو أفضل ظرفا وفي جوانب أخرى, لذا أود تأكيد توافر المعلومات الصحيحة التي توصلك وأهلك إلى القناعة واتخاذ القرار المناسب لأن نجاح الزواج يبنى على مقدماته, كما أشير إلى أهمية تقصي سبب طلاقه زوجته أم أولاده, فهذا قرار صعب يستحق الوقوف أمامه والتحري عن أسبابه, وإذا توافرت لك معلومات مشجعة قدري مدى استعدادك النفسي والشخصي في ظل هذه المعطيات, أسأل الله لك التوفيق والسداد والله أعلم .
حماتي تسبب لي مشكلة نفسية شديدة, أرجو إفادتي كيف أتصرف لأتمالك نفسي وأصرف شرها عني, فلقد أصبحت الآن أشعر بضيق في صدري وفي نفسيتي كلما تذكرتها أو جاء حديث عنها بيني وبين زوجي، والأشد من ذلك أن زوجي كان مسافرا وقرب موعد قدومه ورغم شوقي الشديد إليه إلا أنني فجأة وجدت نفسي أشعر بضيق شديد في صدري ونفسي لعلمي أننا يجب أن نقضي يومين معها, أهم ما يؤرقني أنها تؤذيني نفسيا دون أن تظهر ذلك أمام ابنها, فتبدو هي الملاك الذي يتقرب إلي وأبدو أنا النفرية التي أريد المشكلات لزوجي, تحب بناتها بشدة وتتمنى أن تقطع مني ومن زوجي وتعطيهن، لا يهم مصلحتنا المهم مصلحة بناتها، أخدمهن حتى لو أترك عملي، تغار بشدة عندما تراني بملابس جديدة، كلما رأتني مرتاحة نفسيا تطلب مني طلبا يضايقني, إنني أكرهها بشدة، أعرف أنها أمه وأنه لا يمكن أن يعقها ليرضيني وذلك لن يرضيني ولكن كيف أتعامل معها, استخدمت كل الطرق توددت إليها لم أجد سوى مزيد من الاستغلال والطمع، كل واحدة من أخواته تقترب تريد تعرف كلمة عن حياتي الخاصة مع زوجي لتنشرها بينهم بسبق صحافي, ابتعدت عنهن فلم تتركني, تعطيني كلاما بايخا كلما أتاحت الفرصة بمفردنا أو أمام أقاربها، وتريد الآن أن تخرب العلاقة بيني وبين زوجي بأن تجعله يطلب مني ما تريد أن أفعله لبناتها فتصبح برأيها أمرا واجب النفاذ وإلا عندما تهربت من طلبها بأسلوب مهذب لم تسكت لاعتقادها أنني انتصرت بل أخذت تذل زوجي بأنه سلبي وأنه لا دور له في حياتهن ماذا أقول فهن معهن المال والذهب والأرض وتريد أن تكنزه وأن يصرف عليها هذا الشاب حديث التخرج الذي تركته يستدين من القاصي والداني ليحقق لي حياة كريمة، وبعد أن عصرنا أنفسنا في العمل وضيقنا علي حياتنا لسد الدين وهي لا تبالي والآن نريد أن نشم نفسنا ونبحث عن الترويح عن أنفسنا بالكاد بعد ضم مرتبي إلى مرتبه لنحيا, ترى أنه يجب أن يصرف على رغباتها ورغبات بناتها المتزوجات اللاتي يرفضن العمل لما فيه من مجهود على الفاضي, يعني أكون خادمة أعمل لأصرف على بيتي ويصرف هو عليهن أو أترك العمل وأطلب من أخي أن يصرف على زوجي مع العلم أن والدي له معاش يتساوى مع دخل زوجي وليس عليه التزامات أسرية, المشكلة ليس من الناحية المادية فقط بل معنويا وأدبيا تدمرني نفسيا, ماذا أفعل دلوني أفادكم الله؟
أختي الكريمة رسالتك تضمنت عبارات تدل على مدى سلبية مشاعرك نحو والدة زوجك وأنها وصلت إلى مرحلة ربما تدمر حياتك الزوجية, ولهذا أريد أن أنبهك إلى نقطة مهمة لا تتيحي الفرصة لأي إنسان أن يعبث بمشاعرك ويكدر صفوك ويهدم حياتك الزوجية فأنت الآن تستجيبين لكل ما يدور حولك, وحسب وصفك بشكل سلبي, فاستجابتك تشكلها الأحداث الخارجية بشكل مباشر دون حماية وهذا مثله مثل جهاز المناعة يقاوم التأثيرات الخارجية التي تهاجم الجسم وتهدم صحته ولهذا لا بد لك من إعادة النظر في كيفية قراءتك الأحداث من حولك وطريقة تعاملك معها, فأنت لا تستطيعين أن تغيري الآخرين وإنما تغيري نفسك, وهذه خطوة مهمة لكي تحمي نفسك ويمكن أن تؤثري في اتجاه الآخرين نحوك واهتمي بعدم إقحام علاقتك بأهل زوجك في حياتك الشخصية مع زوجك وإذا تعرض لضغط من قبلهم قفي معه ووجهيه بالبعد عن التوتر لتكونا ملاذا آمنا لبعضكما وتحققا المودة والرحمة بينكما, وأخيرا افعلي كل ما تستطيعين من إحسان لهما دون انتظار لرد الجميل بأريحية وسعة بال دون مجاملة أو خوف, فاليد العليا خير من اليد السفلي وتذكري قدوتنا رسول الهدى, صلى الله عليه وسلم, في إحسانه حتى عندما أوذي, أتمنى لك التوفيق والله أعلم .