53 مليون جنيه مصري لترميم مسجد السلطان الظاهر بيبرس
وقع وزير الثقافة المصري فاروق حسني والأمين العام للمجلس الأعلى للآثار زاهي حواس اتفاقية تعاون مع سفير جمهورية كازاخستان ( بغداد اميرييف ) لترميم مسجد الظاهر بيبرس في منطقة الظاهر في العاصمة المصرية. وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية زاهي حواس إن الاتفاقية تتضمن مشروع ترميم مسجد السلطان المملوكي الظاهر بيبرس الذي يعود بأصوله إلى كازاخستان "على ثلاث مراحل بتكلفة تصل إلى 53 مليون جنيه مصري (9.5 مليون دولار)". وأضاف أن المرحلة الأولى ستبدأ فور توقيع الاتفاقية موضحا أن شركة المقاولين العرب ستقوم في المرحلة الأولى بترميم جدران وعقود وقمريات وشبابيك وأسقف وأرضيات المسجد وإعادة ما اندثر منها على نفس الطراز المعماري للمسجد.
وكان هذا المسجد الوحيد الذي بني في الفترة المملوكية خارج حدود القاهرة الفاطمية في 1267 ميلادية، تعرض للعديد من التعديات بدأتها الحملة الفرنسية على مصر قبل أكثر من 200 عام عندما استخدمته مركزا للقيادة. وقام باني مصر الحديثة محمد علي باستخدام المسجد كمصنع للصابون، أما قوات الجيش البريطاني التي احتلت مصر عام 1882 فاستخدمته كمذبح للحيوانات وحوله المصريون خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 إلى ملجأ من الغارات التي استهدفت المدن المصرية في تلك الفترة.
وستتضمن المرحلة الثانية من ترميم المسجد الأكثر تعرضا للاعتداءات، تدعيم الأساسات والتخلص من المياه الجوفية مع ترميم القبة والمئذنة وإعادتهما لسابق عهدهما وهما من نفس الطراز المعماري لقبة الإمام الشافعي في القاهرة الفاطمية. وفي المرحلة الثالثة سيتم ترميم التفاصيل الدقيقة من أعمال الزخرفة على الخشب وعلى الجدران والنحاس والرخام و والجص خصوصا. والظاهر بيبرس القائد العسكري الذي تحولت حياته إلى سيرة شعبية كان يرويها الرواة في المجالس والمقاهي في كازاخستان في 1221، اسر وهو طفل في الرابعة وبيع في سوق الرقيق حيث اشتراه الأمير علاء الدين الصالحي البندقداري. وقد انتقل بعد ذلك لخدمة الملك الأيوبي الصالح نجم الدين الذي أعتقه وعينه قائدا لفرقة المماليك.
وتميز الظاهر بيبرس بدوره العسكري بمشاركته المماليك في معركة المنصورة ضد الصليبيين في 1249 التي أسر فها الملك الفرنسي لويس التاسع في دار بن لقمان.كما شارك السلطان سيف الدين قطز في هزيمة المغول وكسر شوكتهم وإبعادهم عن فكرة احتلال العالم الإسلامي والعربي في معركة عين جالوت (1260) وهي المعركة التي قتل خلالها قطز. والظاهر بيبرس من أبرز سلاطين المماليك وأكثرهم تميزا. وشهد عصره إلى جانب الانتصارات العسكرية، نهضة معمارية وتعليمية كبيرة بدت واضحة في المنشآت الضخمة التي تركها خلفه في مصر وبلاد الشام.