من وضع الإسمنت؟
علاقة الشعر بالشارع وطيدة لا تنفصل أبدا ولعل المتابع دائما يلاحظ ورود كلمات ذات صلة بالشارع: رصيف / غبار / ركض / ناس كما أن أجمل الشعراء هم الذين نبت وجودهم من الشارع إذ ليس هنالك ما يعيب النص "الشوارعي" مع ملاحظة أن العيب يكمن في " الشاعر الشوارعي" بمعنى أن ليس ثمة تشابه بين النموذجين إطلاقا.
فرصد الشارع وصراخه وزحامه وتعرجاته موهبة لا تحتاج لقلم يتكئ على رغبة الإقصاء والتعالي بحجة أن صاحبه "شاعر"، وكأن هذا اللقب لم يصبح مع الوقت "مهين" في نظر البعض.
ونظرا لاضطراب هذه المرحلة وارتباطها الشديد بالعنصر المادي من خلال القنوات والوسائل التي فتحت شهية الشعر للتكسب، فقدنا الشاعر الذي يرصد ويتابع وينقل هذا الحراك.
ومن صدمة إلى أخرى حيث تنازل الكثير عن قناعاته ونفض منهجه ليلبس رؤية جديدة تتوافق مع الوضع الحالي.
نقف أمام هذا السؤال:
من وضع الحواجز الإسمنتية أمام الشعر والشارع؟!