الأثرياء العرب يدعمون أغلى عام في تاريخ البشرية

الأثرياء العرب يدعمون أغلى عام في تاريخ البشرية

لم يقتصر الثراء العربي على ثراء بعض الدول العربية بامتلاكها مصادر طبيعية تعد ثروات عالية القيمة، فقد برز من الأفراد العرب من يمتلك ثروات كبيرة جداً تقدر بالمليارات، ففي التقرير السنوي لعام 2007م الذي أصدرته مجلة "فوربس" لنادي أصحاب المليارات في العالم، ارتفع عدد الأعضاء العرب بالنادي، حيث دخل إلى القائمة ثمانية مليارديرات جدد ليصبح عددهم 33 مليارديراً عربياً، وقد تصدرت السعودية المركز الأول بعدد 11 مليارديراً، رغم عد الفوربس لهم بـ 13 مليارديراً، وذلك باعتبارها نجلي رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري سعد وأيمن سعوديين.
أما المركز الثاني فكان من نصيب لبنان، بستة مليارديرات، تلتها الكويت، الإمارات، ومصر بأربعة مليارديرات لكل دولة.
و قد صعد إجمالي الثروات العربية من 107.2 مليار دولار في العام الماضي إلى 179.7 مليار دولار، فيما ارتفعت ثروة مليارديرات العالم مجتمعين (وعددهم 946 مليارديراً) 900 مليار دولار عن العام الماضي لتصل إلى 3.5 تريليون دولار. و قد علقت المجلة على قائمة هذا السنة بـ "إنها أغنى سنة في تاريخ البشرية".
ومن الملاحظ على قائمة الأثرياء العرب أن "عائلات الثروة" ما زالت تقدم المزيد من المليارديرات الجدد، ففي السعودية قدمت عائلة الراجحي أربعة مليارديرات جدد، وكذلك أربعة آخرون من عائلة ساويرس من مصر، والأمر نفسه لعائلة الحريري في لبنان، إضافة إلى دخول الأخوين نجيب وطه ميقاتي من لبنان إلى القائمة، واثنين من عائلة "الفطيم" الإماراتية، ومثلهم لعائلة "الغانم" الكويتية أيضاً. وهذا يؤكد أهمية الشركات العائلية وتأثيرها الكبير في الاقتصاد العربي وضرورة الاعتناء بها خصوصاً في ظل توالي انضمام الدول العربية إلى منظمة التجارة العالمية.
ولا شك أن المليارديرات العرب لم تكن ثروتهم مفيدة فقط لهم ولأسرهم ولكنها أيضاً نافعة لمجتمعاتهم. فهم إضافة إلى نجاحهم الشخصي بنوا كيانات اقتصادية لدولهم رفعت من ثرواتها وكانت أيضاً مدارس اقتصادية عملية يتعلم فيها أبناء المجتمع لتشيع الثقافة وتنمو الخبرة وتتوالى الإنجازات عبر الأجيال. ولهم إضافة إلى الإسهام في الجانب التنموي الاقتصادي إسهامات أخرى في الجوانب الاجتماعية الخيرية، وهناك نماذج شاهدة على ذلك. فعلى سبيل المثال الأمير الوليد بن طلال له إسهامات خيرية متنوعة وأسس أخيراً قناة الرسالة الإسلامية. وعائلة الراجحي معروفة بأوقافها ومؤسساتها الخيرية. وكذلك رجل الأعمال صالح كامل أسس قناة "اقرأ" الإسلامية وأسس "مركز جدة للعلوم والتكنولوجيا". إلا أن المجتمع يطمح في المزيد وخصوصا أن أثرياء العالم بدأوا يضربون أمثلة رائعة في العمل الخيري بهرت الناس وجعلت كثيراً منهم يغيرون نظرتهم السلبية للثراء من كونه استغلال للناس وتركيز للثروة في أيدي قلة قليلة من الناس وترك الأغلبية بمستويات قليلة من الثراء لا تكفيها في بعض الأحيان لتلبية أساسيات العيش من مأكل ومشرب ولباس وسكن وتعليم. فبدأت تتغير هذه النظرة السلبية إلى أخرى إيجابية بأن الأثرياء مكافحون ناجحون بنو ثروات وأفادوا مجتمعاتهم والبشرية بأسرها. ومن المبادرات التي اكتسبت احترام الناس مبادرة أغنى رجلين في العالم وهما بيل جيتس ووارن بافيت. فقد أسس الأول مع زوجته مليندا "مؤسسة بيل ومليندا جيتس الخيرية" في عام 2000م والتي تهدف لتقليل التفاوت الهائل في مستوى المعيشة في الدول المتقدمة ودول العالم النامي. وقد بلغت أصولها أكثر من 27 مليار دولار. ثم أدهش العالم وارن بافيت بالتبرع لمؤسسة بيل ومليندا جيتس بـ 31 مليار دولار وهي تشكل معظم ثروته في أكبر عملية تبرع خيري تشهدها البشرية.

الأكثر قراءة