نظارة ذكية جديدة تعيد تحقيق حلم «الرؤية» للمكفوفين

نظارة ذكية جديدة تعيد تحقيق حلم «الرؤية» للمكفوفين

أعاد تطور التكنولوجيا الأمل وحققت حلم الرؤية من جديد إلى المكفوفين، رغم أن التكنولوجيا حتى الآن غير قادرة على إعادة البصر كليا، فهي تحسن رؤية المكفوف بما يكفي لتساعده على تمييز الأبواب من الجدران والأرصفة من الطرقات، بل قد تصل إلى مرحلة مساعدتهم على القراءة.
فقد تم إطلاق نظارة جديدة يمكن لها مساعدة المكفوفين على الرؤية من جديد، وعند النظر إلى النظارة للمرة الأولى فقد يعتقد المستخدم بأنها نظارة الواقع المعزز، حيث تبدو شبيهة بها من حيث الشكل لكنها ليست كذلك.
فقد قامت شركة eSight الكندية بإطلاق نظارتها eSight 3، النظارة المتطورة التي يبلغ سعرها نحو عشرة آلاف دولار أمريكي ومهمة هذه النظارة هي مساعدة المكفوفين على الإبصار أو الرؤية من جديد؛ فسواء كان المستخدم مكفوفا ولا يرى أي شيء أو كان يعاني مشاكل على مستوى النظر فإن النظارة تقوم بجعل القدرة على الرؤية أمرا سهلا وممكنا، ورغم أنه ليس بالجودة نفسها التي ترى بها عين الإنسان السليم، لكنها تعتبر حلا ممتازا لما يقرب من 300 مليون شخص يعانون ضعفا أو انعداما كليا للنظر في جميع أنحاء العالم.
وتقوم النظارة بالتقاط الصور الحية عبر كاميرا مزودة في مقدمة النظارة لتقوم بنقل الصور الملتقطة مباشرة إلى العين وهي مزودة بجهاز تحكم يتيح لمستخدم النظارة التحكم في شدة السطوع والتباين إلى جانب التعديل على الألوان التي يشاهدها سواء عن طريق زيادة حدة اللون أو تخفيض مستوى اللون.
ورغم كونها ابتكارا مميزا للغاية إلا أن مشكلة النظارة أن هناك تفاوتا بسيطا في الوقت، حيث إن نقل الصورة يستغرق بضع ثوان ليتم نقله من الكاميرا إلى عين المستخدم لهذا فإن هناك دائما تفاوتا في الوقت بين ما يراه الشخص وبين ما يجب أن يراه حقا.
وتستخدم النظارة كاميرا بدقة HD عالية السرعة وشاشتين من نوع OLED، وتتم عملية معالجة الفيديو بطريقة حسابية لتعزيز التباين والجودة، بحيث تتيح لمستخدميها رؤية أفضل للعالم من حولهم، حيث يرى المستخدم الذي يرتدي النظارة صورا كاملة ملونة فيديوية بشكل واضح، كما يمكن للمشاهد التقاط صور وفيديوهات عبر النظارة.
وتواجه النظارة بعض التحديات التقنية التي كان يجب أخذها في الاعتبار عند تصميم هذه النظارة المساعدة للمكفوفين، مثل زمن الوصول، الذي يعد المفتاح الأساسي، بحيث إنه يؤثر في المشاهد ورؤيته للعالم في وقت يعتبر مقاربا للوقت الحقيقي دون تأخير.
وتعتبر النظارة بمنزلة جهاز محمول بالكامل يمكن التحكم بها عن طريق جهاز تحكم مربوط بها، مع بطارية تسمح بتشغيلها لما يقرب من ست ساعات، كما عملت الشركة على حل مشكلة تضخيم الرؤية المحيطة، بحيث إنها لا تصيب المستخدمين بالغثيان أو فقدان التوازن.
وتم تصميم النظارة بشكل يسمح بالتركيز تلقائيا، ما يسمح للمكفوفين بسهولة للانتقال بين الأشياء الموجودة ضمن مدى رؤية قصير الأمد مثل قراءة كتاب أو رسالة نصية على الهاتف الذكي وبين الرؤية متوسطة المدى مثل رؤية الوجوه أو مشاهدة التلفاز وصولا إلى الرؤية بعيدة المدى مثل النظر إلى خارج النافذة. ويمكن لمستخدمي النظارة التحكم بالألوان والتباين والتركيز والسطوع والتكبير بشكل يدوي بقدرة تصل إلى 24 ضعفا، ويذكر أن النظارة ما زالت في طور التطوير إلى أن بعض النماذج منها قد بيعت بسعر يبلغ نحو عشرة آلاف دولار.