تقييم الشركات
قبل أن يقوم المستثمر بالاستثمار في سهم معين يتوجب عليه جمع المعلومات الممكنة عنه، ثم إجراء التقييم والتحليل اللازمين له. وطالما أنه لا يمكن التنبؤ بأداء أي استثمار بنسبة 100 في المائة، فقد يكون اللجوء إلى البحث وجمع المعلومات اللازمين مساعداً للتعرف على الأداء المتوقع للسهم، خصوصاً في المدى القريب، وبالتالي مساعدة المستثمر في تحديد الوقت الأفضل لشراء أو بيع السهم.
و يستخدم المستثمرون نوعين من التحليل للتوقع بأداء الأسهم هما: التحليل الفني، والتحليل الأساسي.
ويقوم التحليل الأساسي بالنظر في المعلومات الأساسية للشركة لتحديد قوتها وملاءمتها المالية، التي يمكن أن تؤثِّر في أدائها السوقي. وتلزم أنظمة ولوائح السوق المالية الشركات المدرجة في السوق المالية ملزمة بنشر قوائمها المالية.
ومن أمثلة المؤشرات التي ينظر إليها في التحليل الأساسي مؤشر نسبة العائد على السهم (EPS) ، والذي تتم بموجبه قسمة أرباح الشركة على عدد أسهمها المصدرة. حيث يمثِّل السهم الواحد حصة ملكية المستثمر في الشركة، لذا يساعد هذا المؤشر في اطلاع المستثمر على عائد السهم الواحد خلال فترة زمنية معينة، ويتيح كذلك مجالاً للمقارنة بين فرص الاستثمار في شركات ذات أحجام متفاوتة وبين فترات مختلفة.
أما التحليل الفني فيقوم على استخدام الأنماط والاتجاهات البيانية السابقة للأسعار، وحجم التداولات التي تحدث على السهم في محاولة للتنبؤ بما سيحدث للطلب والعرض عليه أو على أسعاره مستقبلاً. فيمكن لرسم بياني لاتجاهات وأنماط الأسعار أن يشير إلى وجود طلب أو عرض متزايد على السهم، ما يساعد حينئذ على تحديد إذا ما كان الأفضل شراء أو بيع السهم.
ومن مقاييس التحليل الفني مقياس التذبذب، الذي يطلق عليه أحياناً مقياس معدل بيتا(beta)، ويقيس هذا المعدل مستوى تذبذب أسعار السهم مقارنة بمستوى تذبذب أسعار السوق ككل، ويأخذ هذا المعدل الرقم 1 للإشارة إلى أن تذبذب السهم مطابق لتذبذب السوق ككل. فعندما ترتفع مثلاً أسعار أحد الأسهم بشكل أكبر من ارتفاع أسعار السوق، أو تنخفض بنسبة أكبر من انخفاض أسعار السوق، فإن قيمة معدل بيتا الخاصة بالسهم تكون أعلى من 1، ما يشير إلى ارتفاع معدل تذبذب أسعار السهم. أما إذا كانت نسبة ارتفاع أو انخفاض سعر السهم أقل من نسبة ارتفاع أو انخفاض أسعار السوق ككل، فإن السهم لا يعد متذبذباً، وتكون ال (بيتا) الخاصة به أقل من 1.
نسبة السعر إلى الربح P/E ratio
عند رغبة المستثمر في تقييم استثماره أو الأسهم التي يريد اقتناءها، فمن اللازم النظر في قيمة السهم منسوباً للأرباح المتحققة منه. وأحد المقاييس التي تستخدم عادة لقياس ذلك هي نسبة السعر إلى الربح. ولحساب هذه النسبة يتم قسمة سعر السهم السوقي على ربح السهم للشركة في آخر أربعة أرباع. وتوضح هذه النسبة القيمة التي يقبل المساهمون دفعها لكل ريال من أرباح الشركة. وتشير القيمة المرتفعة لنسبة السعر إلى الربح إلى أن المساهمين لديهم الرغبة في دفع أسعار أعلى للسهم، لاعتقادهم أن سعره سيواصل الارتفاع. غير أن نسبة السعر إلى الربح المرتفعة قد تعني أيضاً أن السهم تم تقييمه بشكل مبالغ فيه مقارنة بأرباحه المتوقعة ما يزيد المخاطر المرتبطة في الاستثمار في هذا السهم، فيما قد يشير انخفاض هذه النسبة إلى أن قيمة سهم الشركة تم تقييمه بشكل أقل من قيمته العادلة.