تغير المناخ سبب اختفاء الغطاء النباتي
في كل خريف، تحاول مارلين كروم القيام برحلة إلى فيرمونت لمشاهدة نباتاتها الخريفية المشهورة بجمالها. وفي هذا العام، لاحظت كروم شيئاً مختلفاً بشأن أوراق الخريف. قالت كروم، البالغة من العمر 62 عاماً، وهي ممرضة قانونية من إيستفورد، في ولاية كونيكتيكوت، وذلك خلال زيارة أخيرة قامت بها: "إنها باهتة أكثر وليست براقة، إذا عرفت ماذا أعني". يلاحظ ذلك أيضاً "مراقبو الأوراق" الآخرون، ويعتقد بعضهم أن تغير المناخ ربما يكون السبب. إن التلال المكسوة بالغابات الصاخبة بالأحمر، والبرتقالي، والأصفر، أظهرت ألوانها مرغمة في السنوات الأخيرة، وتحولت ألوان العديد من الأشجار من اللون الأخضر الباهت الذي يميز أواخر الصيف، إلى البني الصدئ الذي يميز أواخر الخريف، وبالكاد تظهر درجة اللون الأكثر لمعاناً. قال توم فوجلمان، عالم الأحياء في جامعة فيرمونت، وهو من مواطني فيرمونت الأصليين: "إن الوضع ليس كما كان معتاداً".
ويقول إن الخريف أصبح دافئاً جداً ليوضح ألوان نيوإنجلند الغنية.
وفقاً للخدمة الوطنية للطقس، فإن درجات الحرارة في بورلينجتون ارتفعت إلى أعلى من معدلاتها منذ 30 عاماً في شهري أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر) من كل عام للسنوات الأربع الماضية، فيما عدا شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2004، حيث كانت 0.2 تحت المعدل. إن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر في الأشجار بعدة طرق. تظهر الألوان على أوراق الشجر في الخريف، عندما تنتهي جزيئات الكلوروفيل الأخضر الذي هيمن طوال فصلي الربيع والصيف. تبدأ العملية عندما تشير الأيام الأقصر زمناً إلى الأوراق لكي تشكل طبقة عند قاعدة جذوعها، مما يخفض تدفق الماء والمواد الغذائية. ولكن من أجل تسريع عملية تراجع جزيئات الكلوروفيل، ثمة حاجة إلى وجود ليال باردة. إضافة إلى ذلك، فإن الخريف والشتاء الأكثر دفئاً، كانا لصالح الفطريات التي تهاجم بعض الأشجار، على الأخص شجر القيقب الأحمر والسكري الذي يوفر الألوان الأكثر إبهاراً. قال باري روك، أستاذ الغابات في جامعة نيوهامبشاير: "تسقط الأوراق دون أن تصبح برتقالية أو صفراء أو حمراء. وتنتقل من اللون الأخضر إلى البني". ويقول إن عام 2004 كان عاماً معتدلاً، بينما كان عام 2005 رهيباً، أما عام 2006 فقد كان سيئاً للغاية رغم أنه كان متفاوتاً. وفي هذا العام، نشهد هذا التفاوت نفسه".
تعد "مراقبة الأوراق" عملاً كبيراً في فيرمونت، حيث أنفق 3.4 مليون زائر نحو 364 مليون دولار في خريف عام 2005، وفقاً لتقديرات الولاية.
يرفض مسؤولو السياحة في الولاية فكرة أن لوحة ألوان الطبيعة تصبح غير لافتة للنظر على نحو أكثر. وقالت إيريكا هاوسكيبر، الناطقة باسم وزارة السياحة والتسويق، إنها لم تسمع سوى تقارير إيجابية من خبراء الغابات والزائرين على حد سواء هذا العام. تتمثل المشكلة في الإدراك، حسبما تقول إيريكا: تصبح ذكريات فصول الخريف الماضية مشوبة بالحنين. قالت إيريكا: "في بعض الأحيان، نصبح أسوأ النقاد لأنفسنا". وينتاب القلق الناس الذين يعتمدون على سياحة الخريف في نيوانجلند. قال سكوت كاوجر، وهو مالك ومدير فندق مابل هيل فارم بيد آند بركفاست Maple Hill Farm & Breakfast Inn في هالويل في ولاية مين: "لا يساورني شعور بأن الألوان زالت، لكن التوقيت تغير بالتأكيد". ويقول كاوجر: "بعض الأشجار بدأت لتوها في التغير الآن. لقد كان وقت التغير دقيقاً، في الأسبوع الثاني من شهر تشرين الأول (أكتوبر) عندما كانت الألوان في ذروتها. وأقول لنزلائي أن يأتوا في الأسبوع الثاني أذا أرادوا مشاهدة ذروة الألوان. ولكن الوقت بالتأكيد في الأسبوع الثالث أو الرابع عند هذه النقطة.
وما زال الناس في نورثمبتون في ولاية ماساشوستس ينتظرون ألوان الخريف. فإذا كانت مشاهدة النباتات هي الهدف: "فلن أرسل أي شخص إلى هنا بعد"، حسبما قالت مسؤولة فندق أوتوم Autumn Inn ماري بيليس خلال الأسبوع الماضي. وقالت إيمي إيمونز، وهي مديرة فندق في ويست ماونت إن West mountain Inn في أرلنجتون: "إن الطريقة التي تجري بها الأمور، أن موسم النباتات هو الموسم المؤكد لنا". وتضيف: "إننا نقوم بالحجز لعامين مسبقاً. إن الأمر مقلق للغاية إذا اعتقدت أن العمل سوف يبدأ بالتأثر".