المنازل الذكية.. خيال علمي أم واقع نعيشه؟
لا يتذكر كثيرون بعد خروجهم من المنزل ما إذا كانوا قد أغلقوا جهاز التكييف أو التلفزيون أم لا؟ وفي الغالب مثل هذه الأسئلة لا يمكن تجنبها، ولكن عندما تدخل التقنية في جميع مجالات حياتنا فإن باستطاعتنا نسيان هذه الأسئلة لنجعل التقنية هي التي تجيب عن هذه الأسئلة، عبر تقنيات المنزل الذكي.
ما المنازل الذكية؟
مصطلح المنزل الذكي جاء ليعكس مدى ذكاء الأجهزة المكونة للمنزل بشكل عام، وليس ذكاء المنزل نفسه على وجه الخصوص. وتتعدد أشكال وأنواع هذه الأجهزة المكونة للمنازل الذكية وآلية التحكم فيها، فغالبا ما يكون ذلك عبر تطبيق يتم تحميله على هاتف المستخدم، ليمكنه من التحكم في المنزل حتى لو كان في الخارج.
وباختصار، فالمنازل الذكية هي منازل تختلف عن المنازل التقليدية بأنها تعتمد على الأجهزة التقنية المرتبطة بالإنترنت في جميع مرافق المنزل، حيث يمكن للمستخدم وبضغطة زر واحدة أن يتحكم في كل شيء في المنزل، بدءا من الستائر، وأجهزة المطبخ، وأجهزة اللياقة البدنية، ومكيفات الهواء ومصابيح الإضاءة، وصولا لشاشات التلفزيون العملاقة المتصلة بشبكة الإنترنت أو الشبكة الداخلية للمنزل، مع قدرة هذه الأجهزة على التحليل والخروج بأفضل الاقتراحات وعرضها على المستخدم، مثل تحديد درجة الحرارة المناسبة لجهاز التكييف، فهي في النهاية منازل تفهم ما يريده المستخدم، وقد تقوم بمعظم المهام بدلا عنه بالاعتماد على الأجهزة التقنية المنزلية، حيث يستطيع التواصل مع منزله وإعطائه الأوامر عن طريق الهاتف الذكي أو جهاز الحاسب.
ومن أهم فوائد المنازل الذكية توحيد وتكامل أنظمة المنزل لتنسيق العمل فيما بينها وزيادة قدرات التحكم عن بعد، إضافة إلى إدارة تكاليف الاستهلاك من خلال التحكم في جميع أجزاء المنزل طوال اليوم سواء بوجود المستخدم في المنزل أو وقت خروجه، فهي تتميز بأنها متصلة دائما مع مالكها وتلبي جميع طلباته ورغباته وتساعده على توفير الحماية والراحة والتقليل من الإسراف في الطاقة.
الوعي بالمنازل الذكية
من الجيد أن 81 في المائة من المستهلكين يدركون في الوقت الحالي معنى المنازل الذكية وإمكانياتها، إلا أن 26 في المائة فقط من أولئك المستهلكين يريدون الحصول على منزل ذكي في الوقت الحاضر، بحسب شركة المحاسبة برايس ووترهاوس كوبرزPwC.
وهذا يوضح أن وعي المستهلكين لهذه التكنولوجيا كبير إلا أن اعتمادها بطيء، في الوقت ذاته فإن 90 في المائة من المستخدمين الحاليين للأجهزة المنزلية الذكية يشعرون بالرضا والسعادة ليس فقط مع الجهاز الذكي نفسه بل أيضا مع التطبيقات الداعمة لها، حيث إن هناك علاقة قوية بين استخدام جهاز منزلي ذكي وبين تواصله مع التطبيق على الهاتف الذكي، فـ74 في المائة من المستخدمين يعتمدون على الأجهزة المنزلية الذكية بشكل أكبر من المعتاد في كثير من الأحيان لأنها مرتبطة بجهازهم المحمول، بينما هناك 10 في المائة من المستهلكين أشاروا إلى أنهم غير راضين عن أجهزتهم الذكية وأنها غير مفيدة كما كانوا يتوقعون.
العائق أمام المنازل الذكية
إن المستهلكين مستعدون لدفع ثمن الأجهزة المنزلية الذكية التي يمكنها توفير النفقات والسلامة والأمن والراحة، حيث إن 75 في المائة من المستهلكين أبدوا استعدادهم لدفع المزيد في سبيل تعزيز الأمن لديهم مثل القدرة على منح أو رفض الوصول عن بعد إلى المنزل، وبحسب PwC، يرى كثيرون أن ثمن مثل هذه الأجهزة يعتبر العائق الأكبر بالنسبة للمستخدمين الذين لا يملكون أي من تلك الأجهزة حاليا، حيث إن تكلفة تلك الأجهزة تعتبر السبب الرئيس لتردد 42 في المائة من المستهلكين، وفي المقابل أوضح 23 في المائة من المستخدمين أنهم لن يفكروا في أجهزة المنزل الذكي بسبب التكلفة.
وأبدى 24 في المائة قلقهم إزاء أمن تقنيات المنزل الذكي، حيث يشككون فيها خوفا إزاء خصوصية بياناتهم.