بريطانيا: سحر السفر بالقطارات .. ينقل الركاب إلى باريس في ساعتين

بريطانيا: سحر السفر بالقطارات .. ينقل الركاب إلى باريس في ساعتين

إذا طلبت من معظم المسافرين البريطانيين بالقطارات أن يصفوا تجربتهم اليومية فإن احتمالات أن يتفوهوا بكلمات من قبيل "ممتازة" و"حالمة" و"ساحرة" تظل محدودة. لكن إذا حالف التوفيق الستير لانسلي في اختيار الأشياء وكل المؤشرات تشير إلى أنه أصاب فإن حنق البريطانيين على السكك الحديدية قد يغدو قريبا أمرا من الماضي خصوصا إذا سافروا من محطة سان بانكراس المقر الجديد لقطارات يوروستار المتجهة للقارة. والمعماري الذي يقف وراء تجديد المحطة وهي تحفة فنية ترجع إلى
القرن التاسع عشر كانت مهددة بأن تهجر من المتحمسين لعمارة السكك
الحديدية وكرس الأحد عشر عاما الماضية لإعادة محطة سان بانكراس لمجدها التليد. ومحطة سان بانكراس التي صممها المعماري وليام بارلو وانتهى العمل في تشييدها عام 1868 كانت أكبر مساحة مغلقة في العالم
متباهية "بمظلة" للقطارات تخلب الأنظار من الصلب والزجاج على شكل
قوس يرتفع 75 مترا فوق خطوط السكك الحديدية.

والمحطة نفسها مشيدة بطوب أحمر على الطراز القوطي تباهي بشكل
مدهش مع الأبراج والمباني الشاهقة التي انتهى العمل في تشييدها في
عام 1876 وظلت لقرابة 60 عاما واحدة من أفخر فنادق لندن.
ومنذ عام 2001 بدأ العمل لتجديد كل من المحطة والمظلة في مشروع
بلغت تكلفته 800 مليون إسترليني - بما يعادل 1.6 مليار دولار - وذلك لتحويلهما إلى مزار على أحدث مستوى لا يستقبل القطارات وحسب وإنما كمجمع راق للمطاعم والتسوق . ويقول لانسلي وهو يقود مجموعة من السياح لمشاهدة "المظلة" التي جرى تجديدها بشكل بديع والتي ستفتتحها الملكة رسميا الشهر المقبل والتي سيتحرك منها أول القطارات المتجهة إلى باريس في 14 تشرين الثاني (نوفمبر): "أردنا إضفاء بعد جديد على السفر بإحياء الجانب الحالم للسكك الحديدية." واستطرد قائلا "إذا كنتم تسافرون إلى باريس بالقطار فإن ذلك لا بد أن يستدعي صور الروعة والخيال وأظن أننا حققنا ذلك."

والقطارات الجديدة فائقة السرعة ستنقل الركاب من المحطة إلى
باريس في ساعتين وربع فقط هي ثمرة مشروع لتطوير البنية الأساسية
بلغت تكلفته ستة مليارات جنيه استرليني استمر عشر سنوات. وسيقدم مطعم فرنسي تديره شركة سيرسي التي تدير أفخر المطاعم في لندن مكانا خياليا للأكل خلف طرقات مقوسة من الطوب الأحمر ودعائم الصلب الزرقاء كالسماء التي تدعم السقف الزجاجي. ومن المعالم الأخرى التي تعطي إحساسا عميقا بالتاريخ والخيال الساعة الرئيسية الضخمة وهي نسخة مقلدة من ساعة دنت الأصلية التي لحقت بها أضرار عند انتزاعها لبيعها لتاجر تحف في سبعينيات القرن الماضي. وسيفترش الأرض أسفل الساعة منحوتة ارتفاعها تسعة أمتار للفنان بول داي. وبالنسبة للانسلي الذي كان يرتدي بزة أنيقة فحمية اللون وقميصا أبيض ذا أكمام فرنسية فإن محطة سان بانكراس تمثل المستقبل للسفر بالقطارات ولتقريب بريطانيا من القارة. وقال لانسلي "في القارة الكل مدرك لجمال السفر بالقطار لكن في هذه البلاد وبصراحة فإن هذا الأمر مفقود. ونأمل في استعادة الخيال من خلال هذه المحطة."

الأكثر قراءة