شبح "الإثنين الأسود" يظهر في سماء بورصات العالم من جديد
عندما يحل اليوم, ستكون بورصات العالم على موعد مع الذكرى السنوية العشرين لأكبر انهيار لأسواق المال العالمية خلال النصف الثاني من القرن العشرين عندما انهارت تلك الأسواق يوم الإثنين الموافق 19 تشرين الأول (أكتوبر) 1987 مخلفة خسائر بمئات المليارات من الدولارات للمستثمرين في كل أنحاء العالم.
ولعل أسوأ ما في الذكرى السنوية لهذه الكارثة الاقتصادية أنها تأتي هذا العام في ظل أجواء من الغموض والقلق تحيط بأسواق المال العالمية التي وقفت الشهرين الماضيين على أعتاب أزمة خطيرة بسبب خسائر القروض عالية المخاطر في قطاع التمويل العقاري في الولايات المتحدة. ففي 19 تشرين الأول (أكتوبر) 1987 فقدت الأسهم أكثر من 20 في المائة من قيمتها في يوم واحد. ورغم مرور 20 عاما على هذه الكارثة فإنها مازالت حاضرة في أذهان كل من يعملون في أسواق المال. ففي ذلك اليوم سجلت بورصة وول ستريت الأمريكية أكبر خسارة يومية لها في تاريخها.
وفي مايلي مزيدا من التفاصيل :
عندما يأتي اليوم, ستكون بورصات العالم على موعد مع الذكرى السنوية العشرين لأكبر انهيار لأسواق المال العالمية خلال النصف الثاني من القرن العشرين عندما انهارت تلك الأسواق يوم الإثنين الموافق 19 تشرين الأول (أكتوبر) 1987 مخلفة خسائر بمئات المليارات من الدولارات للمستثمرين في كل أنحاء العالم.
ولعل أسوأ ما في الذكرى السنوية لهذه الكارثة الاقتصادية أنها تأتي هذا العام في ظل أجواء من الغموض والقلق تحيط بأسواق المال العالمية التي وقفت الشهرين الماضيين على أعتاب أزمة خطيرة بسبب خسائر القروض عالية المخاطر في قطاع التمويل العقاري في الولايات المتحدة. ففي 19 تشرين الأول (أكتوبر) 1987 فقدت الأسهم أكثر من 20 في المائة من قيمتها في يوم واحد. ورغم مرور 20 عاما على هذه الكارثة فإنها مازالت حاضرة في أذهان كل من يعملون في أسواق المال. ففي ذلك اليوم سجلت بورصة وول ستريت الأمريكية أكبر خسارة يومية لها في تاريخها.
ورغم الانخفاض الكبير والمتزامن للبورصات العالمية في آب (أغسطس) الماضي فإنه ظل أبعد ما يكون عن ذلك الانخفاض الدراماتيكي يوم الإثنين الأسود 1987 حيث ظلت الأسواق في حالة اتزان ملحوظ وبخاصة مع تدخل المؤسسات المالية الأخرى مثل البنوك المركزية في اليابان والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من أجل احتواء مخاوف السوق وإعادة الثقة إليها.
والحقيقة أن الأوضاع الراهنة تختلف بشكل واضح عنها عام 1987 حيث وصل سعر اليورو أمام الدولار إلى مستويات قياسية غير مسبوقة في الوقت الذي لم تشهد فيه أسعار الأسهم خلال الفترة الماضية أي طفرات كبيرة يمكن أن تقود في وقت لاحق إلى تراجع متسارع وكبير يقود إلى ذلك الانهيار الدراماتيكي.
في الوقت نفسه فإن تراجع البورصات العالمية في آب (أغسطس) الماضي جاء كما ذكرنا على خلفية المخاوف من حدوث أزمة سيولة نقدية في النظام المصرفي العالمي بسبب خسائر القروض عالية المخاطر.
وبعد أن تجاوزت أسواق المال أزمة آب (أغسطس) بأقل الخسائر وظهور مؤشرات على استعادة تلك الأسواق عافيتها فإن الخبراء والمحللين مازالوا يحاولون رصد التداعيات الاقتصادية لاضطراب أسواق المال.
يقول راينر جونترمان كبير خبراء الاقتصاد في مؤسسة دريسدنر كلينفورت الاستثمارية "ريما يكون الأسوأ قد مر بالنسبة لأسواق المال لكنه لم يتلاش بعد.. فمازال هناك بعض الهواجس". وهذا هو بالتأكيد ما ظهر بوضوح من خلال نتائج الربع الثالث من العام الحالي بالنسبة للعديد من الشركات في العالم.
فطوفان تقارير الشركات التي تحذر من تنامي المخاطر واحتمالات تراجع الأرباح أو شطب مبالغ كبيرة من قيمة أصول تلك الشركات يمكن أن يؤدي إلى هزة في أسواق المال. ومن المفارقات أيضا تزامن الذكرى العشرين للإثنين الأسود غدا الجمعة مع اجتماع وزراء مالية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في واشنطن, حيث ينتظر أن يكون التوتر الراهن في أسواق المال ضمن جدول أعمال الوزراء المجتمعين. ورغم أن كارثة الإثنين الأسود كانت الأسوأ في تاريخ أسواق المال فإن الاقتصاد العالمي خرج من أزمة 19 تشرين الأول (أكتوبر) 1987 بدون أي خسائر حقيقية.
في الوقت نفسه فإن أحدث البيانات الاقتصادية الصادرة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على حد سواء تشير إلى قوة الوضع الاقتصادي وهو ما يساعد في تهدئة المخاوف بشأن تداعيات أزمة القطاع العقاري في الولايات المتحدة. أما البورصات العالمية فتشعر حاليا بقدرتها على تحقيق المكاسب من أي سيناريو من سيناريوهات التطورات الاقتصادية الراهنة رغم وجود بعض المخاوف الناجمة عن تجدد الضغوط التضخمية الناجمة عن الارتفاع الحاد في أسعار البترول التي تهدد بدفع البنوك المركزية الكبرى إلى زيادة سعر الفائدة. الخلاصة التي يمكن الوصول إليها هي أن الغموض مازال هو سيد الموقف وأن مستقبل أسواق المال مفتوح على كل الاحتمالات.