مُعلِنون ومُسِّوقون يطاردون متصفحي الإنترنت وبنقرة يتخطون الحدود
إن حرصك الشديد في كل كبيرة وصغيرة لا يعني أنهم لا يطاردونك. هذه رسالة تحذيرية لكل متصفحي الويب. فالمسوِّقون في كل أنحاء العالم يريدون أن يعرفوا من أنت، وأين تعيش، وما تفضله من موسيقى، ورياضة وثقافة، والمدة التي تريد قضاءها على الشبكة. الكل متعطش للحصول على المعلومات، ولكن المعلومات من أجل المعلومات لا تعد أمرا ذا قيمة إلا بالنسبة لأصحاب نظرية المؤامرة المتطرفين. أما بقية العالم، فيريدون أن يبيعوا لك شيئا ما. ومن أجل تحقيق هذا، كلما عرفوا معلومات أكثر عنك، صار من السهل عليهم أن يعرفوا توجهك على الإنترنت.
إن كل المعلومات الخاصة بك المتاحة بشكل عام على الشبكة مشروعة للجميع: سيرتك الذاتية على موقع الويب الخاص بالشركة التي تعمل فيها، أو البيانات الشخصية على مدوَّنتك، أو اشتراك النشرة الإخبارية. وهناك شركات تقوم بجمع كل هذه البيانات، وتضعها جنبا إلى جنب، ثم تبيعها إلى مؤسسات مقابل مبالغ مالية.
المدير التنفيذي لـ "جوجل" أبرز الضحايا
ذكر موقع News.com في العام الماضي قصة حول إريك شميدت المدير التنفيذي لـ "جوجل". وأفادت فيها تفاصيل عن مكاسبه، هو وعائلته، وأين يسكن؟ بالإضافة إلى بعض المعلومات الشخصية الأخرى التي تمكن الصحافي إلينور ميلز من تجميعها من عدة مصادر معلوماتية متاحة على محركات بحث "جوجل".
غضب إريك شميدت، ومنع مسؤولي "جوجل" من التحدث مع الصحافيين العاملين في موقع News.com لمدة عام. وبعد ثلاثة أشهر، اتهمته خلالها الصحافة بالنفاق، أنهى شميدت المقاطعة. وهذا مثال يدلل على أنه كلما كانت هناك معلومات أكثر متوافرة عنك على الشبكة، سهل على المرء أن يجمعها ليشكل صورة عن شخصيتك.
ويقوم الكثير من أصحاب الأعمال باستخدام مواقع، مثل "جوجل" لإجراء عمليات بحث مشروعة باستخدام اسم المتقدمين لشغل وظائف لديهم. وعند استخدام اسم معين، ستظهر لصاحب العمل عدة نتائج، يستطيع من خلالها بكل سهولة أن يأخذ فكرة عن كل اسم ونبذة من أعماله. ولكن هذه الإجراءات البحثية قد تعطيك نتائج غير مرغوب فيها.
وهنا تخبرنا أيرين جراهام عن قصة أحد معارفها الذي كان يبحث عن عمل أنه اكتشف أن أول شيء يظهر على الويب عند البحث باسمه هو صورة فوتوغرافية له وهو يشارك في تجمع حاشد. وفي اللقاءات الشخصية، لن يخرج أول سؤال محتمل من صاحب العمل عن "ما هي قصة هذه الصورة؟" لقد استطاع الرجل أن يتصل بالموقع ليعدلوا له الصورة فلا تطلع في أول البحث، ولكن الآخرين قد لا يكونون محظوظين مثله.
ملف المعلومات
يمكن لرسائل الاحتيال المالي المخادعة بغرض السرقة والبرامج الحاقدة أن تنتهك الخصوصية. تصل إليك رسائل الاحتيال المالي scams عبر البريد الإلكتروني المخادع غير المعتمد، حيث تحاول خداع الناس بكتابة كلمات المرور الخاصة بحساباتهم البنكية، بالإضافة إلى المؤسسات المالية الأخرى الموجودة على مواقع سخيفة مليئة بالأخطاء.
أما البرامج الحاقدة malware ، فتستطيع أن تقوم بتسجيل نشاطك على النت، وتسطو على كمبيوترك، بحيث ترسل معلومات زائفة أو على الأسوأ تسجل كل نقراتك وضغطاتك بما فيها أسماء الدخول وكلمات المرور. وهذه البرامج يمكن تحميلها وإطلاقها بشكل معلن من البائعين المشبوهين على الشبكة الذين يظهرون لك عبر إعلانات القوائم المنبثقة ووسائل أخرى.
احم نفسك
يقدم لك الخبراء بعض النصائح التي تحمي بيانات الشخصية على الإنترنت:
* عليك بتقليص كمية المعلومات الشخصية التي تعطيها لأي موقع. لا تشارك عنوان البريد الإلكتروني الرئيسي إلا مع الأشخاص الذين تعرفهم فحسب، مع تجنب كتابة أي معلومات في أدلة الإنترنت الكبيرة.
* اعرف مصادرك. وألا تعطي معلوماتك الشخصية أو تشتري من أي موقع يبدو مخادعا. لمزيد من المعلومات حول هذه النقطة، تفضل بزيارة الموقع التالي: http://www.siteadvisor.com .
* كن حذرا عند إرسال سيرتك الذاتية، وتأكد من عدم قدرة أي شخص على الاطلاع على معلوماتك الشخصية بمواقع الوظائف إلا الأعضاء المعتمدين. ولا تضع سيرتك الذاتية على موقع الويب الخاص بك.
* تجنب منافسات التسوق التي تطلب منك معلومات شخصية سواء على الإنترنت أو خارجها. إنهم يريدون أن يضعوا اسمك في قائمة السبام.
* ابحث عن نفسك على الإنترنت. فمن المهم أن تعرف أين أنت على الشبكة العنكبوتية.
* قم بإنشاء عنوان بريد إلكتروني تخصصه للأنشطة على الشبكة، مثل التسوق أو مجموعات الأخبار. وبهذه الطريقة يمكنك أن تغلقه عند الحاجة، وبدء آخر جديد دون أن تحدِث أي ارتباك لمراسلاتك العملية أو الشخصية.
* احتفظ بسجل تضع فيه أسماء الشركات أو المواقع التي تسجل فيها معلوماتك الشخصية، بحيث يمكنك أن تطلب منها أن تزيل هذه المعلومات عند الحاجة.
* اتبع سياسة الخصوصية. هناك اتجاه عالمي تقوم به الحكومات للضغط على الشركات من أجل تبسيط بيان سياسة الخصوصية. وحتى يحدث ذلك، عليك بقراءة بيان الخصوصية أو مواجهة النتائج المترتبة على تجاهلك له.