الاختلاف بين نمو طفل وآخر يعود إلى عوامل غذائية وصحية ونفسية

الاختلاف بين نمو طفل وآخر يعود إلى عوامل غذائية وصحية ونفسية

تعد مراقبة الطفل وهو ينمو من التجارب الفريدة والرائعة في حياة كل أب وأم، فالوقوف والمشي والكلام من أهم معايير التطور الطبيعي للطفل، لكن الكثير من الآباء والأمهات لا يصبرون على هذه العملية المعقدة والمستمرة ويعتقدون دائماً بوجود شيء ما خاطئ لدى أطفالهم، الأمر الذي قد لا يستدعي ذلك في كثير من الأحيان.
الدكتور عبد الله الحربش استشاري أمراض الغدد وسكر الأطفال في مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي، سلط مجهره الطبي كي نفهم عملية نمو الطفل ومراحلها.

د. هل هناك دائماً ما يستدعي قلق الوالدين حول نمو طفلهم؟
لا يوجد طفلان ينموان بالوتيرة نفسها تماماً، حيث إن هناك فروق بسيطة بين الأطفال الطبيعيين، ولكن بشكل عام فإن على كل طفل أن يقوم بأشياء معينة في عمر معين، ويعد الوالدان أفضل مراقب لنمو الطفل وتطوره إلا أن هذا لا يمنع استشارة الطبيب عند ملاحظة أي أمر غير طبيعي في تطور الطفل الجسمي أو الذهني.

وضح لنا معايير نمو الطفل والحالات التي تستدعي الاستعانة بالطبيب؟
ينقسم نمو الطفل إلى عدة فئات أو معايير وإن كان التطور الجسدي وهو أول معايير النمو يفضل مراقبته بمخططات النمو عند طبيب الأطفال، فيزداد وزن الطفل بمعدل نصف كيلوجرام شهرياً خلال أول شهرين أو ثلاثة شهور من عمره ثم تصبح زيادة الوزن أقل من ذلك ليصل وزن الطفل إلى عشرة كيلوجرامات بحلول عمر السنة، ومن بعدها وحتى عمر السنتين لا يزيد الوزن إلا بمقدار واحد كيلو جرام تقريباً، ويصبح وزن الطفل بعمر أربع سنوات نحو 18 كيلوجرام، وبعمر ستة سنوات أي عند دخول المدرسة يصبح الوزن 22 كيلوجرام ثم يصل إلى 30 كيلوجرام بعمر عشرة سنوات، مع الأخذ في الاعتبار وجود فوارق بسيطة بين طفل وآخر.

ماذا عن الطول في عملية النمو الجسدي للطفل؟
بالنسبة للطول فيكون في حدود 50 سنتيمترا عند الولادة ويصبح 75 بعمر السنة، ثم يصل إلى 85 سنتيمترا في عمر السنتين ويصل إلى نحو متر في عمر أربع سنوات، ويصبح في حدود متر ونصف المتر في عمر 14 عاماً، وخلال ذلك يدخل الطفل في مرحلة قفزة النمو المصاحبة للبلوغ، حيث يزداد طوله بسرعة، ويجب الأخذ في الاعتبار أن الطول النهائي يتحدد بشكل رئيسي من خلال العامل الوراثي، إضافة إلى عوامل أخرى مثل الوزن عند الولادة وتغذية الطفل وبعض الأمراض، وهناك أيضاً إحدى الدلائل المهمة خلال مراقبة نمو الطفل وهي محيط الرأس عند الطفل، حيث يكون عند الولادة 35 سنتيمتراً ويزداد بمعدل سنتيمتر واحد كل شهر خلال السنة الأولى ليصل إلى 47 سنتيمترا في عمر السنة، ثم يزداد ببطء ليصل إلى 54 سنتيمترا في عمر ست سنوات وقد لا يزداد محيط الرأس بعد ذلك إلا قليلاً.

ما المعايير الأخرى لنمو الطفل؟
يعد تطور القدرات العقلية للطفل من أهم معايير النمو حيث تخضع لاعتبارات وعوامل خاصة بكل طفل لذا فهي أكثر تبايناً واختلافا بين طفل وآخر، إلا أنه بشكل عام وعند عمر ثلاثة أشهر يبدأ الطفل بتحريك يديه وقدميه بشكل متناظر ويبتسم عفوياً ويصدر بعض أصوات المناغاة الخفيفة، كما يبدأ في الاستجابة لصوت الأم وتبقى كفيه مفتوحتين ويستطيع إبقاء رأسه منتصباً لثوان عندما يتم رفعه أو نومه على بطنه، وفي نهاية الشهر الثالث يبدأ في الإمساك بالأشياء ويتجه بها إلى عينيه أو فمه، وفي عمر الأشهر الستة يلعب الطفل بكلتا يديه ويلتفت للأصوات من حوله ويبدأ بالتقلب تلقائياً من على بطنه إلى ظهره أو العكس، كما يستطيع أن يحمل ثقل جسمه على ساقيه لبعض الوقت والجلوس تلقائياً دون مساعدة لدقائق، وبين فترة الأشهر التسعة والسنة يقف الطفل لوحده ويبدأ بالمشي لخطوات ويبحث عن والديه إذا اختبأوا منه، ثم يبدأ ببعض الكلمات مثل بابا وماما ويحاول الوقوف دون مساندة ويمشي بحرية مستنداً على مفروشات المنزل، كما أنه يلتفت إذا ناديته باسمه، وعند عمر سنة ونصف يمكنه الإمساك بكأس الماء والشرب لوحده ثم يمشي دون الاستناد إلى شيء ودون أن يقع ويبدأ في التكلم بكلمتين أو أكثر، ثم تزيد عدد هذه الكلمات مع بلوغ الطفل سنتين من العمر لتصل إلى ثلاثة كلمات على الأقل مع كلمتي بابا وماما إضافة إلى ترديد الكلمات التي تقال له وإخبار والديه عما يريد، كما ينظر إلى الصور ويستطيع خلع ملابسه لوحده ويركض دون أن يسقط.

متى تحدث طفرة في استيعاب الطفل ونموه العقلي؟
بحلول عمر ثلاث سنوات يستطيع الطفل أن يسمي صورة من أصل ثلاث صور للحيوانات وأن يحمل الأشياء الخفيفة ويرمي الكرة من أعلى رأسه، ويستطيع أيضاً أن يجيب على الأسئلة البسيطة ويستوعب فيما إذا كان ذكراً أم أنثى، وأن يعرف لوناً واحداً من الألوان على الأقل، ثم يبدأ الطفل عند عمر أربع سنوات في تسمية الصور، وأن يعرف ما الفعل الذي يقوم به صاحب الصورة ويبدأ باستخدام الأفعال في كلامه، كما يستطيع قيادة دراجة ثلاثية العجلات ويلبس ويخلع ملابسه لوحده، وأن ينزل الدرج مبدلاً بين قدميه. يشار إلى أن مراحل النمو التي ذكرناها عبارة عن تطورات جسدية وعقلية تحدث خلال مدى زمني وليس هناك داع للقلق إذا حدثت إحدى التطورات قبل أو بعد أوانها بقليل، كما أن الاختلاف في النمو بين طفل وآخر يرجع إلى الاختلافات في العديد جداً من العوامل الغذائية والصحية والاجتماعية والنفسية.

الأكثر قراءة