العالم .. ووباء المخدرات

معاناة العالم مع المخدرات لم يسلم منها أحد وكل دول العالم تعاني هذا الداء الوبيل، ولكن هناك دولا مستهدفة بشكل مباشر في شبابها وأمنها ومنها دول الخليج العربي والشرق الأوسط عموما. والمملكة من أكثر الدول نجاحا في مواجهة المخدرات سواء من حيث القبض والضبط أو من حيث المحاكمة والعقوبات.
وهناك لجنة وطنية لمكافحة المخدرات يرأسها ولي العهد وزير الداخلية حيث تعقد اجتماعاتها وفق جدول أعمال يتابع الإنجازات ويعزز الدور الأمني في هذا المجال، وقد ترأس الاجتماع الخامس للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، وصرح أن المخدرات ظاهرة بشعة يجب مكافحتها بكل ما أوتينا من قوة، وأن الجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية والجمركية في ضبط مهربي ومروجي المخدرات بناءة، ودعا الجميع إلى توحيد الجهود لتوعية المجتمع لما فيه وقايتهم من هذا الخطر.كما وجه ولي العهد كل الجهات الأمنية والجمركية وغيرها من الجهات ذات العلاقة بمضاعفة الجهود من أجل الحد من تهريب المخدرات.
إن الأساليب والوسائل الشيطانية التي يبتكرها المهربون والمروجون، تكشف مدى استبسال أولئك المجرمين المحترفين لتجاوز نقاط التفتيش وعبور النقاط الجمركية، وإيصال تلك السموم القاتلة إلى المسوقين في الداخل، الذين هم جزء من مجموعة متكاملة تعمل وفق تنسيق معروف في تركيب الجريمة المنظمة، وهي بطبيعة الحال لا تقف عند أفراد، بل هي في النهاية مجموعة تعمل وفق أجندة دقيقة، وتتعامل مع الوضع بصورة تجارية، ولذا فإن الخفاء والسرية المطلقة والتكتم الشديد على المصادر الأصلية لتلك السموم، أهم عناصر نجاح تلك العصابات في الاستمرار، رغم ما يتم تجاه مَن يقبض عليهم.
إن التعاون الدولي في ميدان مكافحة المخدرات يضمن المواجهة الاستباقية في معركة مع أطراف خفية لها القدرة على الحركة السريعة، والتجديد الدائم في المواقع والأشخاص والأساليب، فهم يعرفون جيدا خصومهم، ولكن من الصعب تحديدهم على وجه تسهل معه مواجهتهم، لذا فإن التعاون الدولي يبدو أهم مراحل المواجهة مع مافيا المخدرات. ولقد كانت المصداقية التي تتعامل بها الأجهزة الأمنية السعودية مع دول العالم مثمرة في تحقيق نتائج إيجابية، فالدول تحتاج إلى المعلومات؛ لأنها الخيط الرفيع الذي يؤدي إلى التعامل الجيد مع الحالة، وهي مصلحة مشتركة، فالكميات التي يتم تهريبها لا يمكن القطع بالمكان النهائي لتسويقها، فضلا عن أن مرورها بإقليم أي دولة يحقق الجريمة كاملة وفقا للنظام القانوني في تلك الدول.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي