ارتفاع أسعار الأعلاف 50 %.. ومربو الماشية يفكرون في بيع أغنامهم
شهدت أسواق الأعلاف في عدد من مناطق المملكة ارتفاعا كبيرا في الأسعار نظير الطلب المتزايد على البرسيم، التبن، الذرة الخضراء، والنخالة، بسبب قلة المعروض من الشعير والذي يعد الغذاء الرئيسي للماشية، ووصل الارتفاع إلى أكثر من 50 في المائة.
وأسهم نقص المعروض من الشعير إلى ارتفاع الطلب على الأعلاف الأخرى البرسيم، الذرة، والتبن في سوق الأعلاف في رفحاء إلى أكثر من 50 في المائة هذا الأيام نظير الإقبال الكبير من قبل مربي الماشية عليها.
ووصل سعر ربطة البرسيم إلى 18 ريالا بعد أن كانت تباع في السباق بـ 12 ريالا، كما أرتفع سعر الذرة إلى 15 ريالا بدلا من عشرة ريالات في السابق، كما زاد سعر ربطت التبن إلى 11 ريالا بعد أن كنت تباع بخمسة ريالات في الأيام الماضية.
وتعاني سوق الأعلاف في رفحاء خلو الشعير في معظم الأيام، وقد تصل بعض الشاحنات المحملة بالشعير إلا أنها لا تلبي احتياجات الكثير من مربي الماشية المتواجدين بشكل كبير في السوق، ونظرا للإقبال الكبير على الشعير ونقص المعروض فقد وصل سعر الكيس إلى 50 ريالا.
"الاقتصادية" التقت عددا من مربي الماشية الذي قدموا إلى السوق من مسافات بعيدة بحثا عن الشعير في سوق رفحاء لإطعام ماشيتهم، حيث يقول سعود الشمري إنه قدم من منطقة رعوية تسمى عقارب تبعد عن رفحاء أكثر من 200 كيلو متر بحثا عن الشعير.
ويضيف أنه خلال الأيام الثلاثة الماضية وهو يتردد على السوق ولم يتمكن من الحصول على الشعير، وقال "إننا نحن أصحاب الماشية نعاني أزمة حقيقية في نقص الشعير نظرا لعدم تمكننا من الحصول عليه".
من جهته، قال راضي سعد مربي ماشية إنه يفكر جديا في بيع أغنامه والتخلص منها مرجعا ذلك للأوضاع التي وصفها بأنها لا تساعده على تربيتها في ظل الغلاء الحاصل في الأعلاف. وأكد أن أصحاب الماشية في ظل هذا الأوضاع سيتعرضون لخسائر كبيرة.
على الطرف الآخر، يفكر برجس حمود والذي قدم من الهبكة غرب رفحاء 190 كيلو مترا هو الآخر في بيع ماشيته والتي تعتبر مصدر رزقه، وذلك لعدم استطاعته توفير الأعلاف لها بهذه الأسعار المرتفعة والعالية.
وناشد مربو الماشية المسؤولين التدخل للحد من الارتفاع الجنوني في أسعار الأعلاف بأنواعها للحفاظ على الثروة الحيوانية في المنطقة.
وقال عيد مطر الشمري أحد مربي الماشية إن لديه نحو 500 رأس من الأغنام، وأنه يفكر حاليا في بيعها نظرا للارتفاع الكبير في أسعار الشعير والأعلاف الأخرى.
ويضيف أن أغنامه لا تستطيع الاستغناء عن الأعلاف حتى ولو ليوم واحد لعدم وجود بديل عن الأعلاف فالأرض جرداء ولا يوجد فيها كلأ يساعد المربين في الاستغناء عن الأعلاف بعض الوقت.
وأكد راشد عبد الله مربي ماشية أن ارتفاع أسعار الشعير والأعلاف هذه الأيام جعل الكثير من مربي الماشية يفكرون في بيع أغنامهم لأنهم غير قادرين على توفير الأعلاف لها بهذه الأسعار الكبيرة.
وأوضح أن الخروف يستهلك يوميا كيلو من الشعير، إضافة إلى أعلاف أخرى تضاف إليه من برسيم وغيره.
من جهة أخرى، تراوحت أسعار الشعير في سوق الأعلاف في حفر الباطن والتي تعد من أكبر أسواق الماشية في المنطقة ما بين 45 و50 ريالا للكيس الواحد سعة 50 كيلو جراما ما أدى إلى نشوء سوق سوداء تديرها عمالة وافدة أسهمت في جذب الشاحنات إلى خارج سوق الأعلاف الأمر الذي أدى إلى عدم وصول معظم الشاحنات إلى ساحة بيع الشعير ما يجعل المصطفين في طوابير الانتظار يطيلون الانتظار أكثر حيث تقف سياراتهم من الساعات الأولى من الفجر للحصول على عشرة أكياس من الشعير.
وأكد متعاملون في السوق أن أسباب ارتفاع أسعار الشعير وندرته هو انتعاش السوق السوداء التي تديرها العمالة الوافدة التي تعمل بتشجيع من بعض ضعاف النفوس الذين يمارسون شراء الشعير من الموردين ثم البيع بصورة عشوائية وغير منظمة.
وطالب المتعاملون بإيجاد حلول بديلة وتنويع مصادر استيراد الشعير من الأسواق العالمية، وكذلك توعية مربي المواشي بإيجاد البدائل الممكنة من الأعلاف المتوافرة في السوق وتعويضها عن الشعير.
وقدر المتعاملون عدد الماشية في حفر الباطن إلى 3.7 مليون رأس من الأغنام والإبل، مبينين أن هذه الأعداد الكبيرة يمكن أن تتعرض إلى سوء التغذية وفي الوقت نفسه تنعكس هذا الأضرار على أصحاب ومربي المواشي، عليه تجب معالجة هذه الأزمة بالسرعة الممكنة حتى لا تتفاقم ويصعب حلها والضحية تدني نمو الثروة الحيوانية في البلاد.
وفي القصيم تماسكت أسعار الأغنام رغم الارتفاع الكبير في الأعلاف دون استثناء حيث وصل سعر كيس الشعير الواحد إلى حدود الـ 50 ريالا ويعاني من شح في المصدر.
كما وصلت أسعار الأعلاف الأخرى إلى أرقام كبيرة جدا، حيث تراوح سعر البرسيم بين 18 إلى 20 ريالا للبنة الواحدة، بينما وصلت بقايا حصائد القمح إلى أكثر من 15 ريالا للحزمة الواحدة.
وأرجع عدد كبير من المتعاملين في سوق الأغنام أن تماسك أسعار الأغنام رغم ارتفاع أسعار الأعلاف يعود بسبب رمضان والذي يعد أهم المواسم في البيع، كما أن قرب دخول الوسمي في السعودية وهو موسم الأمطار أحد أسباب ارتفاع السعر وعادة ترتفع الأسعار قبيل دخول الوسم لتوقع هطول الأمطار والاستغناء عن جميع أنواع الأعلاف والاعتماد على ما تنبت الأرض خلال موسم يمتد إلى ستة أشهر. وعادة تهبط أسعار الأغنام في حالة ارتفاع أسعار الأعلاف بسبب عملية البيع من المربين خشية صرف مبالغ كبيرة عليها نتيجة ارتفاع مدخلات التغذية.
على الجانب الآخر يعتبر النصف الثاني من العام الهجري موسما جيدا للبيع والشراء حيث ترتفع الأسعار مع بداية دخول شهر رمضان المبارك لتصل إلى سعر كبير جدا يصل إلى 1300 ريال للأغنام المعدة للذبح قبيل عيد الفطر المبارك لتشهد فترة 30 يوما بعد شهر رمضان ركود في الأسعار لتعاود الارتفاع مرة أخرى مع دخول شهر ذي القعدة قبيل شهر ذي الحجة والذي يعد أحد أهم المواسم في العام وغالبا ينتظره المربون للبيع خلال شهر ذي الحجة حيث تصل الأسعار إلى حدود 2000 ريال للمعدة للذبح كضحية يقدمها المسلمون صباح يوم النحر في كل مكان وهو ما يرفع الطلب على أنواع مختلفة من الأغنام في جميع المواقع.
وشهدت أسواق الأعلاف في وادي الدواسر والسليل ازدحاما على شراء علف النخالة من قبل مربي الماشية، ما أسهم في تضاعف سعر الكيس من 17 إلى 35 ريالا للكيس الواحد، ساعد على ذلك قلة المعروض في الأسواق خلال الأيام الماضية بسبب ما وقع من نفوق للإبل خلال الفترة الماضية والتي أرجع البعض أسبابها إلى تناول علف النخالة.
يذكر أن مربي الإبل يعتمدون في تغذية إبلهم على النخالة "الشوار" بالإضافة إلى الأعلاف الأخرى كالبرسيم الذي شهد هو الآخر ارتفاعا في أسعاره خلال الأيام الماضية، ووصل سعر اللبنة إلى 17 ريالا بدلا من 12 ريالا، كما شهدت أسعار علف التمر المعروف بالحشف ارتفاعا حيث وصل سعر الكيس إلى 22 ريالا والذي كان في السابق يتراوح ما بين 10 إلى 15 ريالا.