أمريكا تبحث عن السعادة ... والشباب لا يضعون المال بين أسبابها
أنت عمرك يراوح بين سن 13 و24سنة ... فما الذي يسعدك؟
في الأغلب قد يظن الوالدان أن إجابة الأبناء لن تخرج عن الخيارات التالية: المال ... مفتاح سيارة جديدة أو الخروج في صحبة بعض أصدقاء السوء ...
لكن الإجابة الحقيقة مختلفة تماما لدرجة المفاجأة .. فقضاء وقت طيب مع الأسرة كان القاسم المشترك لإجابات الشباب والناشئة الذين شاركوا في استفتاء أجرته وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية للأنباء وفيه طرح ما يزيد على 100 سؤال على 1280 شخصا تتراوح أعمارهم بين 13 و24 تدور حول أسباب وطبيعة مفهوم السعادة لدى الشباب الأمريكي.
ويشير الاستفتاء إلى وجود اختلافات بسبب العراق حيث يشعر أصحاب البشرة البيضاء في الولايات المتحدة في مختلف الطبقات الاجتماعية بالسعادة أكثر سعادة مقارنة مع أصحاب البشرة الداكنة أو ذوي الأصول الإسبانية واللاتينية. ويشعر الكثير من الشباب بالتوتر، خاصةً أولئك المنتمون إلى الطبقة المتوسطة كما أن الإناث يشعرن بالقلق أكثر من الذكور. وبشكل عام فإن أغلب الناشئة يشعرون بالسعادة بالطريقة التي تسير بها حياتهم مع وجود فروق شخصية لا يمكن إغفالها. وقد يظن القارئ أن المال له ارتباط واضح ملموس بمفهوم السعادة وهنا تظهر المفاجأة ..
فإن أحدا لم يُجب تقريباً بذكر المال كسبب من أسباب السعادة . فتمتع الوالدين بمستوى تعليمي مرتفع يعد مؤشرا أقوى على السعادة من الدخل رغم أن الاستفتاء أظهر أن الأسر التي تتمتع بدخول مرتفعة أكثر سعادة من غيرها بشكل عام.
وهاهي مفاجأة أخرى فعكس كل ما يتوقعه الوالدان فقد وضع أغلب الناشئة المدرسة من بين أبرز الأسباب التي تحقق لهم السعادة أما الفئة الأكبر سنا فأعلنوا بوضوح وبأغلبية كبيرة أن الزواج سيحقق لهم السعادة. وهم يريدون الزواج الشرعي المستقر وأغلبهم يريد إنجاب الأطفال أيضاً. أما الجنس فإن النتائج تشير إلى أن النشاط الغريزي بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاماً يؤدي إلى سعادة أقل. إذا كنت بين 18 و24 من العمر، قد يؤدي النشاط الغريزي إلى المزيد من السعادة اللحظية، ولكن ليس عموماً. وتُعد العلاقات الرومانسية بصورة عامة مصدراً للسعادة، ولكن عيش علاقة لا يعني بالضرورة تحقيق المزيد من السعادة في الحياة بشكل عام.
تقول روساليس: "من الجميل أن يعيش المرء علاقة رومانسية، ولكن ما أكرّس نفسي له الآن هو رعاية نفسي". "قبل أن تلتزم بعلاقةٍ ما، عليك أن تعترف من أنت وما الذي تريده بالفعل". ونجد في النهاية أن الزواج يمثل هدفاً لمعظم الشباب، حيث قال 92 في المائة منهم إنهم سوف يتزوجون بصورة مؤكدة، أو أنهم ربما يريدون الزواج.
كما أن ما يقارب نصف من شاركوا في الاستطلاع أشاروا إلى أن الدين مهم في تحقيق السعادة .وقال أكثر من نصف المشاركين إنهم يؤمنون بقوة أعلى تحظى بتأثير في الأشياء التي تحقق سعادتهم. وأخيراً، حين طُلب منهم تسمية الأبطال في نظرهم ذكر نصف الخاضعين للاستفتاء تقريباً واحداً من والديهم أوكلاهما كقدوة وفازت الأم بالمركز الأول بفارق بسيط.
ومهما كان التعبير عن السعادة، أو مفهومها أو الشعور بها فإن نحو 65 في المائة من الذين خضعوا للاستفتاء قالوا إنهم سعداء بالشكل الذي تسير عليه حياتهم في الوقت الراهن.
أما عند رصد نسبة التوتر فقد أفادت دراسة سابقة أجريت عام 2006 زيادة نسبة التوتر عند الناشئة عن الشباب الأكبر سنا بمقدار 10 في المائة 2006. ويرى الصغار بين 13- 17 سنة أن المدرسة هي مصدر التوتر الرئيسي، أما بالنسبة لمن هم بين 18- 24 سنة، فإن العمل والأمور المالية هي مصادر التوتر الأساسية.ويشعر 29 في المائة من حديثي السن بالاطمئنان للسفر، كما يشعر 25 في المائة منهم بالاطمئنان الكامل إزاء الهجمات الإرهابية. ويقول معظمهم إن المخاوف من الإرهاب لم تؤثر كثيراً في حياتهم.
ويقول الخبير النفسي والأستاذ في جامعة سان دييجو جين توينجي: "هذه أخبار جيدة بأن تسمع الشباب الصغار يتحدثون بصورة منطقية حول ما يحقق لهم السعادة فعلاً". ويضيف قائلاً: "أظهر لنا البحث أن العلاقات أعظم مصدر وحيد للسعادة". وما يؤكد نتائج البحث الحالي أيضاً، حسب ما يقول توينجي، هو التوصل إلى حقيقة أن أطفال الآباء المطلقين يكونون على الأرجح أقل سعادة. وفي الأعمار التي تتراوح بين 13 إلى 17 عاماً، 64 في المائة من الذين يعيشون مع كلا والديهم، يقولون إنهم يستيقظون وهم يشعرون بالسعادة، بالمقارنة مع نسبة 47 في المائة من أطفال المطلقين. وتقول كريستيانا سانت جون التي تبلغ 17 عاماً من العمر من مدرسة كوينز الثانوية في ولاية نيويورك: " إن أمي تقول لي حتى وإن فعلت شيئاً سيئا ستظل تحبني مهماً كان. ومجرد معرفة هذا يجعلني سعيدة جداً، وراضية".
وأبدى المشاركون تفاؤلاً بأن يصبح صغار السن كباراً سعداء، حيث إن 62 في المائة منهم يعتقدون أنهم سيكونون أسعد في المستقبل مما هم عليه الآن ( أبدى من هم فوق سن 18 سنة تفاؤلاً أعلى). غير أن كثيرين منهم يعتقدون أنهم سوف يواجهون حياة أصعب مما واجهه آباؤهم.