سلمان قلب الرياض النابض يحقق المعادلة الصحية لعاصمة الطب

سلمان قلب الرياض النابض يحقق المعادلة الصحية لعاصمة الطب

إن التحديات التي تشهدها المملكة العربية السعودية في ظل عولمة الاقتصاد وضرورة الاهتمام والالتزام بتطبيق المعايير العالمية تحتم على المستويين الحكومي والأهلي مواجهتها من خلال العمل على تطبيق معايير الجودة الشاملة وإعادة الهيكلة والسعي للمزيد من الإصلاحات المؤسساتية من أجل رفع كفاءة وأداء تلك المؤسسات وفي مقدمتها المؤسسات الصحية.
ومن هذا المنطلق فإن منطقة الرياض تعد نموذجاً صحياً ربما لا يتوافر في أغلب الدول من حيث عدد السكان والمساحة الجغرافية، وأكبر مناطق المملكة نمواً حضارياً وسكانياً حيث تبلغ مساحة المنطقة 380 ألف كيلو متر مربع وتشتمل على 19 محافظة إلى جانب العاصمة الرياض كما أن عدد سكانها حسب آخر إحصائية للتعداد السكاني العام للمملكة بلغ 5.455.863 نسمة بما يوازي 32.5 من جملة سكان المملكة، بل إن هذه المنطقة ونتيجة لما تحقق فيها من تنمية اجتماعية واقتصادية ونهضة ملموسة على الأصعدة كافة في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين ملك الإنسانية الرشيدة وتحت توجيهات ورعاية أمير القلوب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز تشهد نمواً منقطع النظير، فعلى المستوى السكاني تشهد الإحصاءات الرسمية أن الهجرة السنوية من مناطق المملكة لمدينة الرياض وحدها تبلغ نحو 22 ألف مهاجر، ما يجعل استيعاب ذلك النمو على مستوى الخدمات الصحية بالصورة التي تغطي السكان كافة وعلى مستوى لوجستي عادل وبكفاءة عالية أمراً يحتاج إلى قيادة وإدارة حكيمة وتنفيذية.

مقارنة الخدمات الصحية بدول مجلس التعاون

لو عدنا إلى آخر إحصائية للمؤشرات الصحية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي في عددها التاسع لعام 1425هـ فإن عدد المستشفيات التابعة لوزارة الصحة فقط يبلغ 33 مستشفى ما يفوق عدد المستشفيات لثلاث دول هي الكويت، قطر، البحرين، البالغ عدد مستشفياتها 39 مستشفى، وقد طرأ بعد تلك الإحصائية تطور ملموس في مشاريع المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية، حيث من المتوقع أن تفتتح عدد من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية في القريب العاجل لاستكمال البنية التحتية للخدمات الصحية بما يتناسب والنمو في عدد السكان.
أما من ناحية مراكز الرعاية الصحية الأولية في منطقة الرياض فتبلغ 365 مركزا صحيا تمثل 18.9 من مجموع المراكز الصحية في المملكة، ما يفوق إجمالي عدد المراكز الصحية في دول الإمارات، البحرين، الكويت، قطر التي يبلغ عدد إجمالي مراكز الرعاية الصحية الأولية فيها 239 مركزا صحيا حسب المؤشر الصحي الحيوي لدول مجلس التعاون العدد التاسع عام 1425هـ الذي يصدره المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي.

قفزة في البنية التحتية الصحية

لقد واجهت المملكة والرياض بالأخص الكثير من التحديات أمام النمو في الخدمات الصحية، فقد تضمنت الخطط الخمسية الخامسة والسادسة والسابعة والثامنة، الكثير من المشاريع والخطط الاستراتيجية الصحية، إلا أن التحديات التي واجهتها المملكة من جراء حروب الخليج وانخفاض أسعار البترول، ما تتطلب نهج سياسة ترشيدية وإعادة هيكلة الأولويات أثر بدوره في نمو الخدمات الصحية مقابل النمو في عدد السكان والطلب على الخدمات الصحية. ومع تحسن إيرادات المملكة ونجاح سياسة الترشيد واستقرار المنطقة عسكريا ومن ثم اقتصاديا وانتهاج سياسة استقطاب استثمارية عادت الروح لاستكمال البنية التحتية الصحية، وقد كان لأمير القلوب وفكر الرياض سلمان بن عبد العزيز النظرة الثاقبة والفكر المتفتح لاختصار الزمن والاستفادة القصوى من الإمكانات والعقول وتوظيفها لصالح التنمية الصحية الشاملة في المنطقة، فقد شهدت ميزانية الشؤون الصحية الشاملة في منطقة الرياض قفزة كبيرة في مشاريع البنية التحتية للخدمات الصحية وإعادة هيكلة وصيانة المشاريع القائمة، إلى جانب شمولية توزيعها على جميع محافظات منطقة الرياض، وأصبحت المنطقة ورشة عمل لتلك المشاريع وهذا بدون شك لن تُجنى ثماره بين يوم وليلة، بل تحتاج إلى ما بين سنتين إلى خمس سنوات ما يتطلب توظيف قصارى الجهد للاستفادة من الإمكانات الحالية وزيادة فاعليتها حتى تتمكن من تقديم الخدمات لجميع المواطنين والمقيمين والزائرين للمنطقة، خاصة أن منطقة الرياض وبالذات العاصمة تعد حاضنة لجميع سكان المملكة كونها قلب المملكة النابض.

الاستثمارات الصحية

وقد حرص الأمير سلمان أمير منطقة الرياض، على دعم القطاع الخاص الصحي والاستثمار الصحي في المنطقة وقد أثمرت توجيهاته لوزارة الصحة بضرورة تسهيل إجراءات المستثمرين في قطاع الخدمات الصحية وتوفير الدعم الفني والإداري من أجل تحفيزهم للمشاركة في تقديم الخدمات الصحية إلى جانب ما تقدمه وزارة الصحة، وقد أسفر عن ذلك الدعم اللا محدود للقطاع الصحي الخاص افتتاح 162 مستشفى خاصا تقدم خدمات صحية للمواطنين والمقيمين إلى جانب 368 مستوصفا و291 مجمعا طبيا عاما وعيادات مجمعة، وبذلك يصبح إجمالي الخدمات التي تشرف عليها وزارة الصحة ممثلة في المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة الرياض، فيما يتعلق بالمستشفيات إلى 101 مستشفى حكومي وخاص، ومن المتوقع أن ترتفع نسبة الاستثمارات الصحية الخاصة إلى معدلات مرتفعة خلال السنوات القليلة المقبلة بفضل التسهيلات التي تقدمها إمارة منطقة الرياض ووزارة الصحة، علما أن تلك الإحصائيات لا تشمل المستشفيات الجامعية والمرجعية والفكرية وبعض القطاعات الحكومية الأخرى.

مجلس المنطقة وتحقيق الأهداف الصحية

وضع مجلس منطقة الرياض العديد من الأهداف الرامية لتطوير وتحسين أوضاع الرعاية الصحية والاقتصادية وقد ساهم بفاعلية في تقديم الكثير من الأخطار والمبادرات التي وجدت تفاعلا حميدا ونقاشا مسؤولا أثرى هذه المبادرات أعضاء مجلس المنطقة وتم إقرارها وتبنيها ودعمها من أمير منطقة الرياض ومن أبرز تلك المشاريع:
ـ مشروع رياضة المشي الذي جندت له الإمكانات من خلال توفير مضامير المشي في أغلب طرق وشوارع الرياض، وحول المؤسسات الحكومية وقد تم تصميمها بشكل حضاري وصحي وتوفير جميع الخدمات التي تشجع مستخدميها على المشي الصحي.
ـ مشروع رياضة السباحة من خلال استثمار المرافق العامة كالحدائق والمتنزهات لتوفير مسابح عامة لساكني منطقة الرياض، ما سيسهم في دعم رياضة السباحة، إلى جانب ما ستحققه من فوائد صحية واجتماعية وتوجيه الشباب نحو الاهتمام بهذه الرياضة لتبني جيل يستطيع المساهمة والمشاركة في السباقات المحلية والإقليمية والدولية.
ـ مشروع مكافحة السمنة لدى الأطفال بما لهذه المشكلة من ارتباط بأمراض السكري والضغط والأزمات القلبية وأمراض الجهاز التنفسي وغيرها من الأمراض التي تهدد النشء وقد تبنى مجلس المنطقة بدعم من الأمير سلمان هذا المشروع بمشاركة الذي سيقوم بحملات توعوية إلى جانب توجيه مشاركة مقدمي الوجبات السريعة وغيرها لتوفير وجبات صحية للأطفال.
ـ مشروع علاج المظاهر السلوكية لدى الشباب وتقديم الحلول الواقعية التي تكفل توجيه الشباب نحو الممارسات السلوكية الحميدة والتي تعود عليهم وعلى الوطن بالنفع إلى جانب وضع برامج لعلاج تلك المشاكل بمساهمة قطاعات المجتمع المختلفة من حكومية وأهلية ومجتمع والتوسع في المشاريع التي تستوعب الشباب من رياضية وترفيهية وغيرها من المشاريع التي توفر بيئة صحية متكاملة نفسية واجتماعية وصحية.
وقد تبنى المجلس برئاسة الأمير سلمان بن عبد العزيز، الكثير من المشاريع الصحية التي تحقق الرفاه للمواطن والمقيم وعدالة التوزيع النوعية في الخدمات إلى جانب تبني الكثير من الأفكار المبدعة وتطبيقها على أرض الواقع التي تحقق مفهوم متقدم لصحة الجميع. وهذا مؤشر فقط لبعض مساهمات مجلس المنطقة وتبني أميرها أسير القلوب لرفع مستوى وعي الناس ومساهمتهم في وقاية صحتهم والأخذ بأهم مبدأ من المبادئ الرئيسية للرعاية الصحية الأولية وهو الوقاية ومن تحقيق أحد أهداف اقتصاديات الحياة والصحة.

الأكثر قراءة