حملة علاقات عامة صينية لإقناع العالم بسلامة منتجاتها .. وربع الأمريكيين يعتريهم القلق
أطلقت الصين حملة علاقات عامة أمس الأول، لإقناع عالم أصبحت لديه شكوك كثيرة حول مدى سلامة منتجاتها حيث أظهر استطلاع جديد للرأي في الولايات المتحدة، أن نحو 48 في المائة من الأمريكيين يساورهم القلق حول سلامة المنتجات الصينية.
ونظم مجلس الدولة أو مجلس الوزراء زيارة أعد لها بعناية لمجموعة من المراسلين لمصانع أدوية في مدينة تيانجين المجاورة لبكين.
ومنيت سمعة المنتجات المصنعة في الصين بضربات موجعة بعد سلسلة من الفضائح شملت أدوية ملوثة ومعاجين أسنان وسحب كميات كبيرة من الألعاب الملوثة من الأسواق الأمريكية.
وبعد تقاعسها في بداية الأمر عن الإقرار العلني بالمشكلة أطلقت
الحكومة الصينية آلتها الإعلامية الضخمة للعمل.
وقالت يان جيانجيانح نائب رئيس إدارة السياسات والنظم في هيئة
الأغذية والأدوية الصينية "نأمل أنه بدعوة الإعلام الأجنبي إلى هنا حيث يمكنكم استخدام أيديكم وأفواهكم وعيونكم لنقل ما يجرى هنا بحق."
وقالت للصحافيين عقب جولة في مصنع جلاكسو سميث كلاين الذي يصدر منتجاته إلى أوروبا، أستراليا، وجنوب شرقي آسيا "وبذلك يمكنا نشر رسالة بأن بإمكانكم أن تثقوا في السلع المصنعة في الصين.. هذا ما نريده." وارتدى الصحافيون ملابس واقية خاصة للتمكن من دخول خط الإنتاج وسمح لهم فقط بالنظر عبر زجاج سميك على عمال يلبسون حلات من الرأس وحتى أخمص القدمين ويستخدمون أقنعة خاصة وهم يصنعون قطرة للعين وعقاقير أخرى.
وفي مصنع آخر تديره شركة تيانجين زونجكسين للأدوية سعى زيهانج بينج نائب رئيس المصنع لطمأنة الضيوف بتأكيد أن الشركة لا تستخدم عظام النمور أو قرون وحيد القرن.
ويقول خبراء بيئة إن الطلب من الصين صناعة أدوية من أجسام هذين الحيوانين يجعل حمايتها من الانقراض أمرا أكثر صعوبة. وقال للصحافيين " كان مسموحا لنا باستخدام عظام النمور قبل 30 عاما، ولكنها محظورة الآن. مازال لدينا بعض الصناديق منها في المخزن ولكننا لا نستطيع استخدامها."
وقال نحو 35 في المائة من المشاركين في استطلاع للرأي ومؤسسة زغبي في الولايات المتحدة ونشرت نتائجه أمس الأول، إنهم قلقون جدا بشأن سلامة الأغذية ومنتجات أخرى صينية.
وأجاب 43 في المائة إنهم قلقون إلى حد ما.
ويزور مسؤولون أمريكيون الصين حاليا لإجراء مباحثات من نظرائهم الصينيين حول سلامة الأغذية والأدوية.
على صعيد القضية نفسها، أظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة رويترز ومركز زغبي لدراسات الرأي العام ونشر أمس الأول، أن نحو 78 في المائة من الأمريكيين، يعتريهم قلق بشأن سلامة الواردات الصينية، وأن ربع الأمريكيين توقفوا عن شراء الطعام المستورد من الصين.
وقال نحو 35 في المائة من عينة الاستطلاع إنهم "قلقون للغاية"
بينما قال 43 في المائة إنهم "قلقون إلى حد ما" بشأن سلامة الغذاء
والمنتجات الصينية الأخرى. وجاء هذا الاستطلاع بعد سلسلة من التقارير المفزعة بشأن ألعاب الأطفال الصينية المطلية بالرصاص والمأكولات البحرية المحتوية على مضادات حيوية محظورة ومعجون الأسنان الملوث ومنتجات أخرى خطرة مستوردة من الصين أحد الشركاء التجاريين الكبار للولايات المتحدة.
وأفزع سحب مئات الآلاف من قطع ألعاب الأطفال الملوثة بطلاء الرصاص من شركة ماتيل صانعة لعب الأطفال الآباء.
وقال جون زغبي رئيس مركز زغبي لدراسات الرأي العام "الشيء الجوهري الذي يستحسنه الأمريكيون كثيرا ... أسعار المنتجات الصينية." لكنك "ترى ضررا" بين المستهلكين.
وقال 7 في المائة فقط من الأمريكيين إنهم ليسوا قلقين بالمرة من
المنتجات الصينية، وذلك وفقا لما أسفر عنه الاستطلاع الذي شمل عينة من 1011 أمريكيا وأجري بين 13 و16 من أيلول (سبتمبر) الحالي.
ووجد الاستطلاع مزيدا من القلق بين محدودي الدخل وبين النساء.
ومن أجل تهدئة مخاوف المستهلكين دعا الرئيس جورج بوش إلى تشكيل هيئة خاصة للسلامة للتوصية، بكيفية تحسين التنسيق بين الهيئات الحكومية وللتأكد من سلامة المنتجات حتى وهي في خط التجميع.
ويؤكد المسؤولون ضرورة أن تتخذ الشركات والدول الأجنبية خطواتها الخاصة، لأنه ليس بوسع الحكومة الأمريكية تفتيش كل شيء في وارداتها التي تقدر قيمتها بتريليوني دولار سنويا.
وكذلك هناك قلق في الكونجرس ولدى بعض المشرعين مثل السناتور ديك دربان عضو مجلس الشيوخ عن ولاية الينوي الذي يرغب في فرض رسوم على الواردات للمساهمة في تحمل تكلفة مزيد من أعمال التفتيش.
وإضافة إلى الطعام قال 23 في المائة من عينة الاستطلاع إنهم توقفوا عن شراء لعب الأطفال التي تحمل علامة "صنع في الصين" ولاسيما تلك المخصصة للأطفال الصغار.
كما يتفادى نحو 23 في المائة من الأمريكيين الآن منتجات صينية الصنع مثل معجون الأسنان، وذكر 16 في المائة أنهم يستبعدون الآن وبشكل كامل شراء أي منتجات صينية.
وكشف الاستطلاع مع ذلك أن نحو 36 في المائة من الأمريكيين، مستمرون في شراء المنتجات الصينية.