شاب سعودي يبتكر أقلاما ممغنطة لتحسين خطوط مرضى الرعاش

شاب سعودي يبتكر أقلاما ممغنطة لتحسين خطوط مرضى الرعاش

تمكن طالب جامعي سعودي، 20 عاما، من ابتكار تقنية جديدة لأقلام الكتابة هي الأولى من نوعها عالميا وتقدم العديد من المميزات الجديدة في هذا المجال.
وفي الخبر الذي كتبه الزميل عبيد السهيمي وأوردته صحيفة "الشرق الأوسط" تمكن مهند جبريل أبودية، وهو طالب في قسم هندسة الفضاء في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن من تصميم أقلام ذات نهايات ممغنطة تتفاعل مع ورق خاص، تمت إضافة بعض الأنسجة المعدنية إليه، حيث يمكن وضع هذه الأنسجة في الدفاتر العادية مما يحسن خط المستخدم لهذه التقنية بنسبة قد تصل إلى 60 في المائة. وبحسب "أبو دية" فإن هذا الابتكار يساعد الأطفال والمصابين ببعض الأمراض العصبية من الكتابة بتناسق مذهل.
وأكد المبتكر أبو دية للصحيفة التي أوردت الخبر أن هذه الفكرة راودته عندما حاول تصميم قلم فضائي لمساعدة رواد الفضاء والغواصين على الكتابة بشكل متناسق كحل للمشكلة الموجودة، ولكن ابتكار "القلم الممغنط" أظهر مميزات أخرى تجعله مهماً بشكل كبير لشريحة عريضة من المستهلكين فضلاً عن الاقتصار على رواد الفضاء. وأشار أبودية إلى أن القلم عندما تمت تجربته مبدئيا في المدارس الابتدائية بالمجمع التعليمي التابع لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ثبت أنه قادر على مساعدة الأطفال من سبع إلى عشر سنوات على الكتابة على السطر بمجرد الكتابة بهذا القلم الممغنط لمدة تتراوح ما بين 10 ـ 25 يوماً.
وتمت تجربة الابتكار خلال الفصل الدراسي الثاني من العام الماضي على طلاب المرحلة الابتدائية، وكان طلاب صف أول ابتدائي، هم المستهدفون في التجربة، وتم دراسة وتحسين الابتكار، خلال فترة التجربة، طوال العام الدراسي، وذلك من خلال ملاحظات الطلاب.
ويشير أبودية إلى أن أهمية القلم تتمثل في أن اللغة العربية بشكل عام تشكل صعوبة على الأطفال في كتابتها، حيث إن حروفها متصلة، مما يصعب على الطالب في بداية الأمر الثبات طول المسافة التي تحتاج إليها الكلمة لكي تكتمل على استقامة أفقية، مضيفاً أن الكتابة بواسطة القلم الجديد تجعل الأمر أكثر سهولة، وقال إن الابتكار ليس فقط خاصا بالكتابة باللغة العربية، بل لكل اللغات المكتوبة ما عدا بعض اللغات الشرق آسيوية التي تكون الكتابة فيها من الأعلى إلى الأسفل "إننا بصدد تصميم قلم خاص لتلك اللغات قريبا" وبين أبو دية أن المكفوفين يمكنهم الكتابة بواسطة هذا الابتكار من دون الخوف من عدم التناسق أو الخروج عن السطر. مضيفا أنه «عندما عرض ابتكاره على بعض الأطباء رأوا فيه الحل للمصابين بحالات الرعشة الحركية، كالباركنسون (شلل الرعاش)، وإصابات منطقة المخيخ، والذين يعانون عدم القدرة على الكتابة باستقامة".
ويطمح أبو دية مستقبلاً لعرض هذا الابتكار في مختلف المعارض العالمية وذلك من ضمن 22 اختراعاً قام بتنفيذها، وذكر أن الابتكار الأخير لم يتم تسجيل براءة اختراع به حتى الآن، وذلك لطول الفترة التي قد تصل إلى أربع سنوات للحصول على براءة الابتكار.
من جهته ذكر علي الغشيري المشرف العلمي للنشاط الطلابي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أن الابتكار تم اختياره لتمثيل الجامعة في الأسبوع العلمي الذي تقيمه الجامعات في مجلس التعاون الخليجي، في نوفمبر (تشرين الثاني) القادم.
وأضاف الغشيري أن التجارب التي تمت على الابتكار أعطت نتائج مهمة في تحسن الخط والثبات أثناء الكتابة، ما سيجعل تعلم الكتابة للأطفال أمراً سهلاً.

الأكثر قراءة