أسواق النقد تعاني شحا في السيولة والأنظار على قرارات الفائدة

أسواق النقد تعاني شحا في السيولة والأنظار على قرارات الفائدة

أبقت أستراليا أسعار الفائدة مستقرة أمس، ويتوقع المستثمرون القرار نفسه في منطقة اليورو وخفضا للفائدة الأمريكية في رد فعل على أزمة ائتمان عالمية. ولم تظهر أسواق النقد أي مؤشرات على انفراج أزمة السيولة الناجمة عن عزوف البنوك عن الإقراض خلال الشهر الماضي بينما تتدافع على حساب حجم تعرضها لحالات واسعة النطاق من التخلف عن السداد في سوق الرهون العقارية عالية المخاطر في الولايات المتحدة.
وعمدت البنوك المركزية في أنحاء العالم إلى ضخ المال في الأسواق لكن دون نجاح كبير. واقتربت أسعار الإقراض بين البنوك لأجل ليلة واحدة في منطقة اليورو من أعلى مستوياتها في ستة أعوام اليوم الأربعاء بعدما أخفقت عملية ضخ السيولة التي قام بها البنك المركزي الأوروبي أمس في إشباع الطلب على السيولة الفورية.
وفي بريطانيا لامست أسعار الفائدة على الجنيه الاسترليني لأجل ثلاثة أشهر أعلى مستوياتها في ثمانية أعوام ونصف بينما سجلت في أستراليا أعلى مستوى في عشرة أعوام.
وقال متعامل في منطقة اليورو "حقيقة أن القروض لأجل ليلة واحدة متداولة بهذا السعر المرتفع الآن تظهر أن السيولة ليست منتشرة في أنحاء النظام المصرفي... هناك مؤسسات تكابد لتلبية الحاجات قصيرة الأجل".
ولم يبرر بنك الاحتياطي الأسترالي قراره إبقاء الفائدة مستقرة لكنه يجاهد يوميا لضخ السيولة في النظام المصرفي مع ارتفاع أسعار الفائدة في السوق.
ويتوقع أن يسير بنك كندا المركزي على نهج أستراليا، ومن المنتظر أيضا أن يترك البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا أسعار الفائدة دون تغيير اليوم في حين تتوقف تهدئة اضطراب السوق بدرجة كبيرة على قيام مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بخفض متوقع للفائدة في 18 أيلول (سبتمبر).
وخفضت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية توقعاتها لنمو الاقتصاد الأمريكي أمس، وأوصت بخفض سريع في أسعار الفائدة الأمريكية للحد من تداعيات تدهور سوق الإسكان والرهون العقارية.
من جهة أخرى، ارتفع سعر الين بشكل عام أمس، إذ أدى تراجع أسعار الأسهم في الأسواق الآسيوية والأوروبية إلى الحد من الإقبال على الاستثمارات التي تنطوي على المخاطر مما دفع المستثمرين للتخلي عن عمليات الاقتراض بالين منخفض العائد لتمويل مشتريات أصول ذات عائدات أعلى.
وقال متعاملون إن الاضطرابات المتزايدة في أسواق المال الأمريكية والأوروبية مع تهافت المقترضين على زيادة أموالهم يزيد من إحجام المستثمرين عن المخاطر.
وفتحت البورصات الأوروبية على انخفاض متبعة خطى الأسهم الآسيوية.
وانخفض سعر الدولار الأمريكي أثناء التداولات 0.4 في المائة إلى 115.84 ين لكنه ظل أعلى بنحو أربع ينات من أعلى مستوياته في أربعة أشهر الذي سجله في آب (أغسطس).
وتراجع اليورو كذلك 0.6 في المائة أمام الين إلى 157.28 ين وهبط أمام الدولار إلى 1.3577 دولار. ويترقب المستثمرون مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية منها بيانات العمالة غير الزراعية المنتظرة يوم الجمعة ويترقبون اليوم البيانات الأسبوعية عن سوق الرهن العقاري وبيانات العاملين في القطاع الخاص وتقرير مجلس الاحتياطي الاتحادي عن الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
وسيعقد البنك المركزي الأوروبي اجتماعه لوضع السياسة النقدية اليوم، ويتوقع أغلب الاقتصاديين أن يبقى على سعر الفائدة دون تغيير عند مستوى أربعة في المائة بسبب مشكلات سوق الائتمان العالمية.
وهبط مؤشر نيكي للاسهم اليابانية 1.6 في المائة أمس مع هبوط أسهم الشركات العقارية مثل سوميتومو ريالتي آند ديفلوبمنت وسط قلق من تباطؤ السوق في حين أضرت المخاوف بشأن أزمة ديون الرهن العقاري عالي المخاطر بأسهم البنوك. كما أدت مبيعات كبيرة في السوق الآجلة إلى تراجع السوق الحاضرة في حين قال بعض المتعاملين إن المستثمرين ربما يقبلون على بيع الأسهم قبيل تسوية الدفاتر في نهاية النصف الأول من السنة المالية اليابانية في 30 أيلول (سبتمبر). لكن سهم سوني كورب خالف المسار النزولي للسوق وارتفع بعد أن قالت الشركة إنها ستسجل أسهم ذراعها المالية في بورصة طوكيو الشهر المقبل. وفقد مؤشر نيكي القياسي 262.02 نقطة ليغلق على 16158.45 نقطة. وانخفض مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.7 في المائة أو 27.27 نقطة لينهي اليوم على 1569.47 نقطة.

الأكثر قراءة