«بوكيمون جو» اختراق للخصوصية أم مجرد أوهام؟

«بوكيمون جو» اختراق للخصوصية أم مجرد أوهام؟
الانتشار الواسع للعبة سببه طابعها التفاعلي الاجتماعي.
«بوكيمون جو» اختراق للخصوصية أم مجرد أوهام؟
مشهور الدبيان
«بوكيمون جو» اختراق للخصوصية أم مجرد أوهام؟
محمد البسيمي

تعالت الأصوات خلال الأسبوعين الماضيين في شبكات التواصل الاجتماعي محذرة مستخدمي الهواتف والأجهزة الذكية، من استخدامهم لألعاب إلكترونية تحتوي على عناصر إجرامية على حد تعبيرهم تعتمد في عملها على مشاركة الموقع الجغرافي الذي اعتبره البعض اختراقا لخصوصية المستخدمين، وخاصة بعد توجه الكثير من المستخدمين إلى لعبة "بوكيمون جو" Pokemon Go.

وذلك لأن هذه اللعبة تعتمد على تقنية الواقع المعزز التي تضيف إلى الموقع الجغرافي معطيات للواقع الحقيقي الذي يظهر على الجهاز الذكي للمستخدم عبر استخدام الكاميرا بشكل اختياري، حيث تتحول الصورة النهائية إلى مزيج بين المشهد الحقيقي الذي ينظر إليه المستخدم عبر كاميرا جهازه الذكي إضافة إلى عناصر افتراضية لكي تظهر الصورة الحقيقية معززة بمعلومات إضافية، وهي أيضا ما يستخدم في مختلف المجالات كالألعاب، والهندسة، والصحة، والتعليم.

وما تستخدمه لعبة Pokemon Go هذه من تقنيات هي ذاتها التي يتم استخدمها في خرائط جوجل أو أي تطبيق خاص بالخرائط والملاحة أو حتى كاميرا الهاتف التي توفر ميزة حفظ الموقع الجغرافي لكل صورة لتذكر المستخدم بموقع التقاطه لها، أما تشغيل الكاميرا أثناء اللعب دون التقاط الصور فهو ذاته ما تقوم به العشرات من تطبيقات الهواتف الذكية الخاصة بالترجمة عبر الكاميرا وذلك بتوجيه الكاميرا نحو اللوحة أو النص المراد ترجمته، ليتم تحليله وترجمته وإظهار النتائج للمستخدم.

من جانبه، قال محمد البسيمي مختص الألعاب ومؤسس موقع True-Gaming "مع كل هذه الأصوات إلا أن اللعبة لم يتم إطلاقها بشكل رسمي في المملكة حتى الآن، لكن شغف الناس بها دفعهم للبحث عن هذه اللعبة التفاعلية عبر إنشاء حسابات أمريكية في متاجر التطبيقات الخاصة بالهواتف "فاللعبة لم تصدر لنا حتى الآن بل نحن من بحثنا عنها"، وبدأت في الانتشار شيئا فشيئا وذلك لأن اللعبة تحمل الطابع الاجتماعي التفاعلي فهي تتطلب التنقل والتفاعل والحديث مع الناس حول أبرز الأماكن في المدينة وما استطاعوا الإمساك به من بوكيمونات وإنجازاتهم، ولتميز اللعبة بالطابع الاجتماعي انتشرت وزاد عدد مستخدميها في فترة قصيرة جدا، لأن اللعبة تتميز بالطابع الاجتماعي".
#2#
وأكد البسيمي أن ما يتم تداوله من حيث اختراق اللعبة خصوصية المستخدمين غير صحيح وهو عبارة عن وهم يعيشه بعض المستخدمين الذين لم يفهموا آلية عملها أو حتى لم يكلفوا أنفسهم عناء تجربتها لإبداء الرأي الصحيح، ومن أشاروا إلى استخدام كاميرا الهاتف في اللعبة لإعطاء اللعبة طابع الواقع المعزز، فإن تشغيل الكاميرا في اللعبة أمر اختياري وليس إجباريا، ويمكن لأي مستخدم الدخول إلى متجر التطبيقات ومعرفة ما خصائص الهاتف التي سيسمح للتطبيق أو اللعبة بالوصول إليها مثل خاصية الكاميرا أو GPS أو جهات الاتصال أو ألبوم الصور، فكل ما يحصل في التطبيقات المختلفة يتم عبر موافقة المستخدم، أما التجسس وانتهاك الخصوصية فهو استخدام هذه الخصائص دون موافقة المستخدم.

وأبدى البسيمي تعجبه من الهجوم على اللعبة كونها تعتمد تقنية تحديد الموقع الجغرافي، متسائلا "هل اللعبة أول تطبيق يطلب معرفة الموقع الجغرافي للمستخدم؟! بالطبع لا فكل التطبيقات المنتشرة تملك معرفة الموقع الجغرافي للمستخدم مثل "تويتر" و"إنستجرام" و"واتساب" وخرائط "جوجل" وتطبيقات الملاحة كافة، وحتى متصفح الإنترنت يمكن له معرفة الموقع الجغرافي للمستخدم، فاللعبة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، ففكرة هذه اللعبة تقوم على عرض الموقع الجغرافي للمكان المحيط بالمستخدم لتعزيز مبدأ الواقعية من حيث معرفة الموقع، وكل ما يعتري المستخدمين هو وهم الخوف من الشيء الجديد سريع الانتشار.
#3#
وسلط البسيمي الضوء على نجاح شركة نيتيندو في توظيف تقنية Augmented Reality أو ما تسمى الواقع المعزز بشكل ناجح متقدمة بذلك على كل الشركات المستخدمة لهذه التقنية، وهذا ما سيفتح بابا أمام مطوري الألعاب لتطوير عديد من الألعاب الجديدة حول العالم، وفي الوقت ذاته تمكنت من صنع لعبة اجتماعية قوية، حيث إنها لم تقتصر على المستخدمين الأفراد بل حتى الشركات بدأت بالاستفادة منها وتوظيفها في مجال الإعلانات من قبل شركات الاتصالات والسيارات وحتى المطاعم التي بدأت بعروض محتوى "إذا أمسكت بوكيمون في المطعم فلك وجبه مجانية"، كما أنها لم تحدد عمرا معينا فتجد لاعبيها من جميع الفئات السنية.

من جانبه، قال مشهور الدبيان مؤسس موقع Saudi Gamer المتخصص في الألعاب الإلكترونية إن المستخدمين هم الذين بحثوا عن هذه اللعبة كأي لعبة ماتعة يريدون الاستمتاع بها، كونها مثل أي شيء جديد يبحث عنه المستخدمون لمعرفة الوصول إلى أعلى المستويات بأسرع وقت للحصول على مستوى متقدم، وهي في الأساس مجرد لعبة شأنها شأن جميع الألعاب إلا أنها اختلفت عن الألعاب الأخرى بلعبها في أماكن مختلفة على عكس الألعاب التقليدية التي يمكن لعبها في مكان واحد دون الحاجة إلى الحركة.

قال الدبيان إن كثيرا من التطبيقات تعمل باستخدام الموقع الجغرافي والكاميرا وحتى صلاحية الوصول إلى الصور والفيديو المحفوظ في الهاتف وحتى جهات الاتصال، وأبرز مثال على ذلك تطبيق "سناب شات" الذي يزيد على اللعبة برفعه لصور ومقاطع الفيديو الملتقطة من قبل المستخدمين على جهاز الخادم الخاص بالشركة وقد تكون المعلومات والصور المحفوظة في هذا الخادم أكثر خصوصية وحساسية من المعلومات المستخدمة في لعبةPokemon Go، وبسبب أن المستخدمين اعتادوا على هذه التطبيقات أصبح شيئا طبيعيا بالنسبة لهم، فاللعبة في الأصل تعتمد على خدمة الخرائط وتحديد المواقع من "جوجل" التي تحفظ معالم المدينة كاملة دون استثناء وكل المرافق، التي يستخدمها جميع المستخدمين للتنقل والوصول لأماكن أخرى أثناء القيادة ومشاركة إحداثياتهم لمعرفة أماكن الزحام والاختناقات المرورية.

وشدد الدبيان على أهمية ألا ينساق المستخدمون خلف الوهم، وأن يحرصوا على استقاء المعلومات من مصدرها ولا ينساقوا خلف الشائعات والحديث من قبل غير المتخصصين.

الأكثر قراءة