"سان دسك" اعتمدت على انتشار الكمبيوتر المحمول وتُراهن على شبكة الجيل الثالث للجوال
"سان دسك" اعتمدت على انتشار الكمبيوتر المحمول وتُراهن على شبكة الجيل الثالث للجوال
أصبح الاحتياج أكبر إلى الأجهزة الإلكترونية المحمولة مثل الكمبيوتر والهاتف الجوال والكمبيوتر الكفيّ PDA ومُشغل ملفات الموسيقى MP3 وغيرها، وهذا الإقبال يزيد في الوقت نفسه من الإقبال على وسائط التخزين الصغيرة لتخزين البيانات والصور التي يلتقطها بكاميرا الجوال وحتى يحتفظ بملفات الموسيقى التي يقوم بتحميلها من الإنترنت، إنه كم هائل من المعلومات ويحتاج إلى وسائل تخزين صغيره ذات سعات كبيرة.
اخترت اليوم الحديث عن شركة سان دسك إحدى الشركات الرائدة في تصنيع منتجات خاصة بتخزين البيانات على أقراص صغيرة متنقلة وتُباع في كل العالم ويستخدمها المُستهلكون من الأفراد وكذلك في المصانع والمستشفيات والتطبيقات العسكرية، وقد تأسست الشركة عام 1988 باسم آخر ثم غيرت اسمها إلى "سان دسك" في عام 1995 وأصبح مقرها الرئيسي في مدينة مليبيتاس في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، ويتم تداول سهم لشركة في بورصة ناسداك ويمكن مراقبة حركة السهم باستخدام الرمز SNDK.
منتجات الشركة
لدى الشركة منتجات أساسية تعتمد عليها وعرفت بها أكثر من غيرها هي "كومباكت فلاش" Compact Flash وأصابع الذاكرة التي نستخدمها كثيراً لنقـل ملفاتنـا وتُسمى USB Disk إضافة إلى بطاقات الذاكرة التي يتم تركيبهـا في الهاتـف الجوال مثـل Secure Disk SD وغيرها كثير، وتوسعـت الشركة في هـذه المنتجـات وجعلـتها بـسعات تخزينـية هائلة لتوفر الطلب المتزايد من قبل مُستخدمي الأجهزة المحمولة بأنواعها، وعرضت الشركة منتجات بنوعية أخرى أولها كان في عام 2004 وهو مشغل ملفات موسيقى رقمي سمته Sansa وفي بداية العام الحالي طرحت منتج USBTV يُمكن من عرض ملفات الفيديو المُخزنة في الكمبيوتر على جهاز التلفزيون، كما تقوم الشركة بترخيص استخدام تقنيتها لمُصنعين آخرين مثل شركة "إنتل" و"سامسونج" و"سوني"، ومن هذا الباب يتوافر لها مبيعات جيدة.
تنوع وتوسع المبيعات
عندما أعلنت الشركة قوائمها المالية عام 2006 تبين أنها حققت مبيعات بمقدار ثلاثة مليارات دولار وأن 89.8 في المائة من مبيعاتها تحقق من بيع منتجاتها بينما 10.2 في المائة هي من رسوم تحصلها من مُصنعين آخرين بموجب السماح لهم باستخدام تقنيتها، وتبين أن 44 في المائة من مبيعاتها تمت في الولايات المتحدة الأمريكية و6.6 في المائة في اليابان و24.9 في المائة تم بيعها في أوروبا والشرق الأوسط وبقية دول آسيا وأما بقية دول العالم فقد بيع لها 24.1 في المائة من منتجات الشركة، وبات معروفاً أن شركة سان دسك تستخدم موقعها الريادي في قيادة هذه الصناعة وتُساهم بشكل كبير في صياغة معاييرها.
فرصة 3G
شبكة الجيل الثالث التي يستخدمها الهاتف الجوال والوسائط المتعددة خلقت سوقا كبيرة لشركة سان دسك وما زالت تحمل لها الكثير حيث تُنتج الشركة بطاقات الذاكرة التي يتم تركيبها في الهاتف الجوال ويتبين من قوائم الشركة المالية السنوية والفصلية أن مبيعاتها لوسائط التخزين التي يشتريها مقتنو الكاميرات الرقمية انخفضت لصالح الزيادة في مبيعات وسائط التخزين التي يشتريها مقتنو الهاتف الجوال، حيث ارتفعت من 13 في المائة في عام 2005 إلى 28 في المائة في 2006.
كذلك وطدت الشركة علاقتها مع الشركات المُقدمة لخدمة الاتصالات المُتنقلة مثل Vodafone وVerizon وSprint وT-Mobile، لتبيع من خلالها منتجاتها، خاصة أن الشركة قدمت وسائط تخزين تُستخدم في الهواتف الجوالة ذات سعات تخزين كبيرة تصل إلى 8 جيجا بايت وهي ما تُسميها الشركة Micro-SD، وسيعمل جهاز iPhone الجديد من شركة أبل Apple على زيادة مبيعات شركة سان دسك، ذلك أن النهم الكبير من قبل المُستهلكين في العالم لامتلاك هذا الهاتف إضافة إلى جهاز الهاتف المُنتظر والخاص بشركة جوجل، الذي كثر الحديث عنه سيخلق سوقا أخرى قوية لصالح شركة سان دسك.
غريزة الاستحواذ
يبدو أن الاستحواذ على الشركات الصغيرة أصبح غريزة لدى الشركات حيث قامت شركة سان دسك بالاستحواذ على شركة Matrix للرقائق الإلكترونية الرائدة في مجال الدوائر الإلكترونية الثلاثية الأبعاد القابلة للبرمجة مرة واحدة، وساعد ذلك في زيادة المبيعات بمقدار 60 إلى 90 مليون دولار خلال عام 2006 وسيفتح الفرصة أمام الشركة حتى تُقدم منتجات جديدة يستفاد منها في الألعاب الإلكترونية وأجهزة تحديد الموقع الجغرافي GPS التي ستتوافر في كثير من السيارات، كما استحوذت على شركة msystems Ltd في تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 2006 وهي الشركة الرائدة في مجال أنظمة الذاكرة Flash المستخدمة في الهاتف الجوال والأجهزة المحمولة.
المؤشرات المالية
سنتناول قوائم الشركة الخاصة بعام 2006 التي صدرت علماً أن الشركة أصدرت في تموز (يوليو) نتائج الربع الثاني من العام المالي الحالي وسنُناقشها لاحقاً، وسجلت الشركة في عام 2006 الماضي مبيعات بلغت 3.5 مليار دولار، مُسجلة ارتفاعا بمقدار 20.2 في المائة مقارنة بمبيعات عام 2005، كما سجلت الشركة انخفاضا في الأرباح بنسبة 78 في المائة حيث وصل صافي الدخل إلى 96.05 مليون دولار، وبالنسبة إلى ربحية الشركة نجد أن نسبة صافي أرباح الشركة مرتفعة 2.9 في المائة وهو قريب جداً من نسبة صافي نمو الربحية لبقية الشركات العاملة في القطاع نفسه ومقداره 2 في المائة.
توجد ديون على الشركة ونسبة المديونية بالنسبة للملكية Dept/Equity 0.25 في المائة، أي أن ديون الشركة تُشكل 2.5 في المائة من حقوق الملكية وهذا رقم لا يُخيف إذا علمنا أن السيولة الجارية Current Ratio المتوافرة لدى الشركة تستطيع تغطية أي ديون عليها في حالة وجودها مستقبلا بمقدار ست مرات ونصف في حال طلب التسديد الفوري للفوائد. أما نسبة العائد إلى حقوق ملكية المُستثمرين ROE فهو 2.4 في المائة وهو أقل من العائد الذي تمنحه البنوك على إيداع الودائع بينما العائد على الملكية الذي يمنحه القطاع الذي تنتمي إليه الشركة أقل بكثير ويُقدر بـ 0.4 في المائة، أما قُدرة الشركة على الاستفادة من مبيعاتها في تغطية قيمة الأصول Asset Turnover بمقدار 0.6 مرة وهي نسبة متدنية، ونسبة دوران المخزون في مخازن الشركة هو 4.9 مرة في السنة وهي نسبة رائعة عند مقارنته بمعدل دوران المخزون لدى شركات القطاع نفسه وهو أربع مرات، مكرر الأرباح الحالي للشركة مرتفع جداً وهو 40 مرة ويُتوقع ارتفاعه أكثر في الفترة المقبلة حتى يصل إلى 75 مرة وهذا المؤشر المالي يُعد أحد المؤشرات المهمة في تقييم جدوى الاستثمار في سهم ما.
أخبار الشركة
من أهم أخبار الشركة الحديثة إعلانها عن نتائجها للربع الثاني في عام 2007 حيث سجلت الشركة مبيعات قدرها 827 مليون دولار، منها 720 مليون دولار ناتجة من بيع منتجاتها بينما 107 ملايين دولار من حق بيع رخص الاستخدام لتقنياتها حتى يستخدمها مُصنعون آخرون، وسجلت صافي ربح مقداره 28.5 مليون دولار وهذا ربح فاق توقعات المُحللين، وتوقعت إدارة الشركة أن تُحقق في الربع الثالث مبيعات تراوح بين 750 و825 مليون دولار من بيعها منتجاتها و105 إلى 115 مليون دولار من بيعها حق استخدام تقنياتها.
الخلاصة
تحدثت عن شركة سان دسك ومنتجاتها الحالية والمُستقبلية أكثر من التحدث عن أي مؤشرات مالية، ذلك أنها شركة ناجحة ومُستقبلها واعد فهي كانت تعتمد في منتجاتها على أن الطلب سيزداد على المنتجات التي تسمح للمُستهلك بالتنقل والتجوال، وبالمثل سيزداد على وسائط تخزين كبيرة وصغيرة تسمح بالتجوال، وهي الآن تضع رهانها على سوق الاتصالات الجوالة وأجهزتها التي تحتوي على كاميرات رقمية ومشغل ملفات صوتية وموسيقية في الوقت نفسه، وتعتمد على اتساع شبكات الجوال بتقنية الجيل الثالث في أن يخلق لها فرصة ضخمة تُعادل كل الفرص التي مضت، مع الأخذ في الاعتبار أن المنافسة على مثل هذا النشاط قوية حيث انخفضت أسعار وسائط التخزين الصغيرة مثل التي تبيعها شركة سان دسك، ولكن الشركة لم تُجار الوضع بتخفيض أسعار منتجاتها مما قلص شيئاً من حصتها في السوق.
صدرت تقارير استثمارية من محللين وشركات وساطة أخيرا رفعت من جدوى الاستثمار Upgrade وأخرى خفضت من جدوى الاستثمار ويبلغ عدد المحللين 23 محللاً منهم 13 محللا ينصحون بشراء سهم الشركة، بينما واحد يرى بيع السهم، وثمانية يقترحون الاحتفاظ بالسهم لمن يملكه في محفظته الاستثمارية، ويرون أن السعر الذي قد تستحقه الشركة وستصل إليه بين 51 و75 دولارا، علماً أن السهم أغلق يوم الجمعة الماضي عند 56.1 دولار، ولكن من وجهة التحليل الفني أرى أن السهم سيرتفع في الأجل المتوسط حتى 60 دولارا مع وجود بعض الضغوط تمنعه من الصعود على الأجل الطويل وإذا نجح السهم في تجاوز مستوى 60 دولارا بحجم تداول عال فهو مرشح للوصول إلى مستويات قريبة من 70 دولارا.