تداعيات أزمة الائتمان تواصل الضغط على أسواق الأسهم العالمية

تداعيات أزمة الائتمان تواصل الضغط على أسواق الأسهم العالمية

انخفضت الأسهم الأوروبية في أوائل المعاملات أمس، اقتداء بأسواق الأسهم الأمريكية وبقيادة بنك باركليز البريطاني الذي تراجع سهمه بعد أن نشرت صحيفة تقريرا عن خسائره المحتملة من استثمارات في أدوات دين.
وهبط مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي لأسهم الشركات الكبرى في أوروبا أثناء التداولات بنسبة 0.4 في المائة إلى 1510.63 نقطة بعد ارتفاعه في نهاية جلسات التداول السبع السابقة. وتنتظر السوق بيانات مؤشر معهد ايفو الألماني لتوقعات قطاع الأعمال. ويقول محللون إن بيانات المؤشر التي تحدد الاتجاهات في الأسواق الأوروبية قد تظهر إلى أي مدى أثرت الاضطرابات الأخيرة في القطاع المالي على التوقعات في القطاعات الأخرى.
وهبطت الأسهم اليابانية في نهاية تعاملات خفيفة أمس، إذ أقبل المستثمرون الذين تقلقهم تحركات العملات على بيع أسهم شركة تويوتا موتور وغيرها من شركات التصدير في أعقاب ارتفاع الين.
وانخفضت أسهم البنوك وشركات الوساطة المالية بعد هبوط نظيراتها في السوق
الأمريكية يوم الجمعة الماضي. لكن ارتفاع الين دعم مجموعة نيبون بيبر وأسهم شركات أخرى كانت قد تعرضت لضغوط لارتفاع تكاليف المواد المستوردة.
وصعدت أسهم شركة نيبون يوسن كي.كي وشركتين أخرتين بقطاع الشحن البحري بعد
أن رفعت شركة ستاندرد اند بورز تصنيفها لديون نيبون يوسن. وتراجع مؤشر نيكي القياسي 13.90 نقطة أي بنسبة 0.09 في المائة إلى 16287.49 نقطة. وانخفض مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.2 في المائة إلى 1584.60 نقطة.
من جهتها، فتحت الأسهم الأمريكية منخفضة أمس، في أعقاب تقرير أظهر استمرار هبوط أسعار المنازل في السوق الأمريكية.
وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأمريكية الكبرى 57.96 نقطة بما يعادل 0.44 في المائة ليصل إلى 13264.17 نقطة. وهبط مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الأوسع نطاقا 8.02 نقطة أو 0.55 في المائة مسجلا 1458.77 نقطة. وفقد مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 14.91 نقطة أو 0.58 في المائة إلى 2546.34 نقطة.
من جهتها، تعرضت العملات ذات العائد المرتفع لضغوط أمس بالتوازي مع تراجع الأسهم العالمية بعدما أثارت البيانات الضعيفة لقطاع المساكن في الولايات المتحدة مخاوف بشان صحة أكبر اقتصاد في العالم. واقتفت الأسهم الآسيوية والأوروبية أثر وول ستريت هبوطا عقب تقرير يوم الإثنين الماضي, الذي أظهر أن المنازل غير المباعة في الولايات المتحدة سجلت أعلى مستوى في نحو 16 عاما في تموز (يوليو) الماضي لتتفاقم المخاوف بشأن تباطؤ سوق المساكن وإضعاف إقبال المستثمرين على المخاطرة. كما شجع مزيد من التقرير بشأن بنوك مهددة بسبب رهون عقارية تنطوي على درجة عالية من المخاطرة على تقليص مراكز المستثمرين المحفوفة بالمخاطر.
وقال كريس تيرنر من اي.إن.جي "الناس قلقون بعض الشيء من صدور أي أنباء سيئة في أي لحظة وبصفة خاصة من القطاع المالي الأمريكي, يترددون في العودة لاقتراض الين لتمويل استثمارات بعملات ذات عائد أعلى". وتابع "أظهرت بيانات قطاع المساكن أن حركة التصحيح في قطاع المساكن قد تستمر لفترة أطول من المتوقع مما يؤثر في الإنفاق في المستقبل". وانخفض الدولار النيوزيلندي الذي يقدم أعلى سعر فائدة في العالم الصناعي بنسبة 1 في المائة إلى 0.7082 دولار أمريكي.
وانخفض الدولار الاسترالي والجنيه الاسترليني نحو ثلث نقطة مئوية مقابل الدولار.
ووجد اليورو دعما بعدما أظهر مسح أن الثقة بقطاع الأعمال في ألمانيا انخفضت أقل من التوقعات مما يظهر أن زخم النمو في أكبر اقتصاد في منطقة اليورو لا يتباطأ كثيرا. واستقر اليورو خلال تعاملات أمس عند 1.3648 دولار و 157.74 ين. وأججت الاضطرابات الأخيرة في سوق الائتمان التكهنات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) سيخفض سعر الفائدة على الأموال الاتحادية بعدما خفض سعر الخصم الذي يمكن أن تقترض به البنوك من البنك المركزي مباشرة بواقع 50 نقطة أساس إلى 5.75 نقطة في وقت سابق من هذا الشهر.
وفي أسواق آسيا, صعد الين بصفة عامة فيما هبطت بورصات الأسهم في آسيا عقب نزول الأسهم الأمريكية, وهو أمر يعكس تأثر العملات ذات العائد المرتفع بفتور الطلب على صفقات اقتراض العملات ذات العائد المنخفض لاستثمارها في عملات ذات عائد أعلى لينخفض الدولار النيوزيلندي انخفاضا حادا مقابل الدولار الأمريكي والين. وقال هيروكو شيمازو من "ميزهو سيكيوريتيز" "سيستمر دعم أسواق الأسهم الضعيفة للين"، مضيفا أن الكثير من المستثمرين قلقون من أن تشهد السوق المزيد من الاضطراب. وتراجع الدولار 0.2 في المائة أمام العملة اليابانية في آسيا إلى 115.50 ين من 115.85 ين في أواخر التعاملات في أمريكا أمس الأول. وانخفض اليورو 0.15 في المائة أمام العملة الأمريكية إلى 1.3620 دولار من 1.3645 دولار ونزل 0.3 في المائة أمام العملة اليابانية إلى 157.40 ين. ومنيت العملات ذات العائد المرتفع مثل الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي بأكبر خسارة. ونزل الدولار النيوزيلندي نحو 1.5 في المائة مقابل الدولار متراجعا من أعلى مستوياته في نحو أسبوعين والتي سجلها أمس الأول.

الأكثر قراءة