أثير النشمي: لست ساذجة لأكتب سيرتي في رواية
أثير النشمي: لست ساذجة لأكتب سيرتي في رواية
أكدت الروائية السعودية أثير عبدالله النشمي أن المثقف السعودي الغائب عن وسائل التواصل الاجتماعي أو المتكاسل فيها يفوته كثير مما يستحقه. وقالت «إنها تلقت عروضا لتحويل رواياتها إلى مسلسلات. لكنها رفضت بعضها لأسباب فنية وحقوقية، فيما لا تزال تفاوض بشأن عروض أخرى».
صاحبة روايات «فلتغفري»، «أحببتك أكثر مما ينبغي»، «ذات فقد»، «في ديسمبر تنتهي كل الأحلام» تحدثت لـ «الاقتصادية» عن صلة رواياتها بسيرتها الذاتية، ومشروعها الروائي المقبل.. فإلى نص الحوار:
عبد الرحمن منيف - يرحمه الله - كان يرى أن الأجيال القادمة ستحتاج إلى قراءة الروايات لمعرفة تاريخها. هل تعتقدين أن هذا صحيح؟
الرواية هي انعكاس للمشهد الحالي بما فيه من تغيرات ثقافية واجتماعية وفكرية، والدليل أنه من السهل على القارئ أن يُميز الرواية الحديثة عن الروايات الكلاسيكية، حتى من خلال لغة الرواية المكتوبة، عندما نقرأ رواية كلاسيكية نستطيع أن نتخيل ذلك المشهد البعيد، برائحته وحضارته وعمرانه وثقافته من خلال الوصف في الرواية، لذا أظن أن عبدالرحمن منيف أصاب فيما قاله.
تمتلكين لغة راقية أكسبتك جمهور القراء، كيف اكتشفتِ هذه الموهبة؟
أظن أن موهبة الكاتب ومدى تمكنه لغوياً وأدبياً، يلمسه من خلال مرئيات القراء وآرائهم. لطالما ظننت أن لغتي جيدة لأنني قارئة شغوفة بالشعر العربي، لكنني وجدت أن لغتي أكثر تأثيراً مما ظننت، وذلك من خلال آراء القراء.
#2#
هل يمكن اعتبار إحدى رواياتكِ سيرة ذاتية لكِ؟
لا أبدا، لستُ بساذجة لأكتب سيرتي في رواية، لكنني أضع في كل رواية أكتبها وكُل رواية سأكتبها ذات يوم، شيئاً مني وعني.
ما طقوس الكتابة لديك؟ هلا حدثتنا عن ذلك؟
طقوس الكتابة اختلفت بفعل التجربة والظروف، سابقاً كُنت لا أكتب إلا حينما أنفرد بنفسي تحت وطأة موسيقى مُعينة وفي مكتبي الخاص بالكتابة، الآن أنا أكتب في الهدوء وفي الضجيج وفي أي مكان، لكنني ما زلت أختار مقطوعة موسيقية لكل رواية، فلكل رواية مقطوعة معينة.
هل تعتقدين أن الرواية يجب أن تنقل مشكلات الواقع وتعالجها أم تسبح في فضاء الخيال؟
أرى أن الواقع الخالص يتعلق بالسير الذاتية، فن الرواية يقتضي أن يُمازج بين الخيال والواقع أو حتى الخيال المحض، الرواية هي ملاذ القارئ ليجرب العيش في حياة أُخرى، ولا أعتقد أن من مهام الرواية أن تُعالج قضايا واقعية بشكل مُباشر، لكنني مؤمنة بأن الأسئلة التي قد تخلفها الروايات قادرة على أن تجعل القارئ يتدبر في أمور كثيرة تتخلل واقعه.
عُرض عليكِ تحويل إحدى رواياتكِ إلى مسلسل. ما تفاصيل هذه التجربة؟ ولماذا لم تكتمل؟
عُرض عليّ أكثر من عرض. رفضت البعض لأسباب فنية وحقوقية. والبعض لا يزال التفاوض جاريا بشأنه.
في رأيك، هل تحويل الروايات إلى مسلسلات يعطيها مزايا وسمات متفردة؟
أرى أنه يزيد من انتشار الرواية، وشخصياً تجذبني الأفلام الروائية كثيراً، رُغم أنني غالباً ما أجد أن الرواية المكتوبة أكثر جماليات من الفيلم المصور، إلا أنني رغم ذلك أجد مُتعة في مشاهدتها.
ما مشروعك الروائي المقبل؟
المشروع الروائي المقبل، جاهز للطباعة والنشر، حيث كان من المفترض أن يصدر في أبريل الماضي، لكننا آثرنا الانتظار إلى نهاية العام حتى لا تظلم رواية "ذات فقد"، التي نُشرت في بداية العام الجاري.
في رأيك، ما دافع الشباب الموهوبين للتوجه إلى الرواية وليس الشعر؟
أرى أن التوجه إلى النصوص الشعرية أكبر بكثيرِ من التوجه إلى الرواية، نظراً لسهولة كتابتها ومدى انتشارها، والدليل أن طبعاتها تتخطى العشرين بسنتين أو ثلاث، وذلك لسهولة قراءتها كذلك.
دعيني آخذك إلى نقطة أخرى تتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي، حسابك على "تويتر" يتابعه نحو 17 ألفاً، كيف يمكن أن تخدم هذه المواقع الثقافة؟
الحقيقة أنا لستُ نشيطة على "تويتر" للأسف، أحياناً لا أغرد لأشهر طويلة، وأحياناً أغرد بشكل شبه يومي امتناناً لتواصل القراء، "تويتر" ووسائل التواصل الأخرى قطعاً خدمت الثقافة أو بمعنى أدق خدمت من يرغبون في أن تكون لهم أسماء ثقافية، خدمت انتشارهم بلا شك وخدمت نجاحاتهم، فالملاحظ في الفترة الأخيرة أن من يقومون بالنشر هم كُتاب انتشروا أولاً من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وعلى هذا الأساس تم انتشارهم ككتاب وشعراء لاحقاً، ولا أظن أن أحداً قادر على أن يتجاهل الأمر، أو أن يُنكره.
هناك من وصف مواقع التواصل الاجتماعي بأنها تعبث بثقافتنا. هل تتفقين معه؟
شخصياً أرى أن وسائل التواصل عبثت وتعبث في كُل شيء حالياً، ليس على صعيد الثقافة فحسب؛ وهو ثمن الحرية المطلقة التي أغدقت بها علينا تلك الوسائل بعد طول صمت.
المثقف السعودي الذي لا يتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي. ماذا خسر وماذا ربح؟
الحقيقة هي أن الانتشار حالياً للنشيطين في وسائل التواصل؛ ربما لأن ثقافتنا ضوضائية بشكل من الأشكال، ومن البديهي أن الغائبين عنها أو المتكاسلين فيها يفوتهم الكثير مما يستحقونه أكثر من غيرهم.
ما رأيكِ في مسابقات الرواية المحلية أو على مستوى العالم العربي مثل جائزة "البوكر"؟
هذه الجوائز تُفيد الرواية في الانتشار حيث تلفت القارئ إلى أسماء لا يعرفها، وإلى روايات لم تمر عليه، وهي ظاهرة إيجابية حتماً.