الأحساء: عودة للسوسة الحمراء وجدل بين المزارعين والوزارة

الأحساء: عودة للسوسة الحمراء وجدل بين المزارعين والوزارة

الأحساء:  عودة للسوسة الحمراء وجدل بين المزارعين والوزارة

أبدى بعض مزارعي النخيل في محافظة الأحساء تذمرهم وانزعاجهم من جراء تفشي سوسة النخيل الحمراء في مزارعهم, مطالبين وزارة الزراعة بإعادة النظر في الطريقة التي تعامل بها مع هذه الآفة سواء من حيث تكثيف جهودها وطرق مكافحتها للتخلص من آفة سوسة النخيل الحمراء.
أكد المزارع عبد الله العبد الله (أحد أصحاب المزارع التي تنتشر فيها سوسة النخيل الحمراء)، أن مزارع مدن وقرى وهجر محافظة الأحساء تشهد ارتفاع الإصابة بهذه السوسة, وذلك نتيجة أن مديرية الزراعة لم تتخذ الإجراءات الصارمة ضد أي مزارع يساعد على انتشار السوسة أوعدم إعطاء المزارعين كمية من المبيدات الحشرية المناسبة لرش مزارعهم المصابة ما يجعل البعض في حيرة من أمرهم, قلة الكوادر الوطنية والمتابعة من قبل المختصين والأجهزة الخاصة بمكافحة السوسة, إعطاء مواعيد طويلة لأصحاب المزارع المصابة لعلاج النخيل, نقل الفسائل من مواقع مصابة بحشرة سوسة النخيل الحمراء إلى مواقع خالية من هذه الحشرة, رمي المخلفات الزراعية خارج المزارع أو في المصارف من دون التخلص منها بالطرق السليمة سواء بالحرق أو برميها في الأماكن المخصصة, اتخاذ إجراءات صارمة ضد المزارع المغلقة فترات طويلة سواء برش المزارع بالمبيدات الحشرية المناسبة أو إزالة النخيل المهمل, التخلص من النخيل المهمل الذي يوجد بين ممرات المزارع, تكثيف التوعية الزراعية للمزارعين وتعليمهم كيفية العلاج والمكافحة ليقوموا بأنفسهم بالدور العلاجي.
ويشير المهندس أحمد بن عبدالله السماعيل مدير عام الزراعة في محافظة الأحساء إلى أن وزارة الزراعة بعد المتابعة لأوضاع سوسة النخيل الحمراء في المحافظة وما طرأ عليها, عملت على إيجاد عدة أمور للقضاء عل هذه السوسة التي من ضمنها تكثيف جهودها للتخلص من آفة سوسة النخيل الحمراء, وذلك عبر عدد من المحاضرات التي تقدم في أغلب قرى مناطق الأحساء الزراعية, إذ تعتمد الوزارة على زيادة وعي المزارعين بخطورة هذه الآفة لاقتلاعها من جذورها, إيجاد سيارة إرشادية ثابتة في منطقة الأحساء, مهمتها التنقل في قرى المنطقة للتوعية بأضرار سوسة النخيل الحمراء وطرق مكافحتها وإرشاد المزارعين وتوعيتهم بالأساليب والتقنية الزراعية الحديثة، أهم الأمراض والآفات الزراعية وطرق الوقاية منها ومكافحتها, رفع وعي المزارعين بأضرار سوسة النخيل الحمراء وطرق مكافحتها, الآفات التي يمكن أن تنتشر في المنطقة, و ذلك نظرا لما تحتويه من وسائل سمعية وبصرية وأجهزة كمبيوتر محمول وشاشة عرض, كما قامت المديرية بتولي سكرتارية لجنة ميدانية تسمى مخاطر المزارع المهملة يكون مقرها في مديرية الزراعة في الهفوف, إذ إن هذه اللجنة مكونة من مندوبي بعض الدوائر الحكومية ذات العلاقة بالمحافظة (مديرية الزراعة, هيئة الري والصرف, الشرطة, الدفاع المدني, وزارة الأوقاف, مكتب وزارة المالية, والبلدية), إذ تكون من مهام هذه اللجنة عمل المسح الميداني للواحة الزراعية للمحافظة بواقع يومين في الأسبوع لحصر مواقع المزارع المهملة وتحديد مواقعها بواسطة الإحداثيات ومعرفة الجهات العائدة لها تلك المزارع, العمل على إزالة ما يشكل خطورة فيها فورا بالإمكانات المتاحة مع التنسيق مع الجهات الأخرى, تذليل الصعوبات والمعوقات التي تؤثر في نظام التأجير للممتلكات العائدة لكل من فرع وزارة الأوقاف ومكتب المالية للعمل على إحيائها وعدم إبقائها مهملة, كما هناك خطة تتمثل في ترقيم مزارع الأحساء من خلال تقسيم المزارع إلى أقسام لتسهم في وصول المهندسين الزراعيين والمختصين حال الاتصال بهم للاطلاع ومشاهدة أي أمراض أو آفات تصيب لفحص ومعالجة المزارع المصابة بالأساليب والطرق الحديثة, توظيف 40 عاملا ضمن برنامج سوسة النخيل الحمراء, تم توزيعهم إلى عدة فرق تتجول بين مزارع المحافظة لمكافحة سوسة النخيل الحمراء. وأشار السماعيل إلى عزم وزارة الزراعة على تطبيق نقل فسائل النخيل دون شهادة صادرة من الوزارة تثبت خلو تلك الفسائل من الإصابات بسوسة النخيل الحمراء بشكل صارم, وأن وزارة الزراعة تمنع نقل الفسائل خارج المناطق الموبوءة, وتعد محافظة الأحساء من ضمن هذه المناطق, لذا يجب على المواطنين عند نقل الفسائل من منطقة إلى أخرى اتباع بعض الشروط التي من ضمنها أن تكون الفسيلة لها شهادة صادرة من وزارة الزراعة تثبت خلوها من الإصابات بسوسة النخيل الحمراء, مرصوصة بسلك معدني مختوم بختم مبرشم عليه وزارة الزراعة. ولفتت النظر إلى أن المادة29 من قانون نظام الحجر الزراعي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تنص على أن كل من قام بذلك يعد مخالفا لأحكام القانون والنظام سواء قام بها بنفسه أو بشكل غير مباشر. يترتب عليه غرامة لا تقل عن خمسة آلاف ريال ولا تزيد على عشرة آلاف على كل من ارتكب المخالفة المنصوص عليها وتتم مضاعفة الغرامة في حال تكرار ارتكاب المخالفة.
من جهة أخرى, أكد المهندس فاضل بن محمد الفهيد مسؤول الإعلام في اللجنة العامة لمكافحة سوسة النخيل الحمراء في وزارة الزراعة في المحافظة, أن سوسة النخيل الحمراء تعد من أخطر الآفات الحشرية التي تهاجم النخيل في المملكة, إذ تقضي جميع أطوارها في داخل جذع النخلة, ولا يمكن لهذه الآفة إكمال دورة حياتها على أنواع أخرى من الأشجار غير النخيل, وأن سوسة النخيل الحمراء تفضل مهاجمة النخيل الذي يقل عمرها عن 20 عاماً, إذ إن جذع النخلة يكون غضا وسهل الاختراق, لأن الطور اليرقي للسوسة هو الأخطر, ويتغذى على الأنسجة الحية في داخل جذع النخلة, ما يؤدي إلى موتها, كما أنه لا يمكن رؤية اليرقات وضررها الذي تحدثه في بداية الإصابة, إذ إنها تعيش في داخل الجذع, مشيرا إلى أنه توجد أعراض على النخيل تنذر بالإصابة بهذا المرض التي من ضمنها : اصفرار السعف الداخلي أو الخارجي, ظهور إفراز سميك القوام ولزج ويتميز لون الإفراز بداية من اللون الأبيض المصفر ثم يتدرج إلى اللون البني المحمر (ذي رائحة كريهة) نتيجة تخمر أنسجة الجذع المصاب , سقوط نشارة خشب على قاعدة النخلة من جراء قرض اليرقات للجذع, موت الفسيلة أو الراكوب في منطقة الإصابة , وعند الإصابة المتأخرة نلاحظ انكسار جذع النخلة وظهور تجاويف وحفر غائرة في جذع النخلة مع وجود أطوار الحشرة المختلفة, سماع صوت قرض اليرقات للأنسجة, ظهور شرانق الحشرات في آباط الكرب, خروج الأوراق بطريقة غير طبيعية, اصفرار قلب النخلة, وسقوط النخلة بعد هبوب رياح قوية. وأشار المهندس الفهيد إلى أن مكافحة سوسة النخيل الحمراء تتمثل في عدة طرق من ضمنها: التطبيق الصارم لقوانين الحجر الزراعي الداخلي والخارجي, وذلك بعدم السماح بنقل فسائل النخيل بين المناطق, إذ يعد من أهم العوامل التي تساعد على مكافحة هذه الآفة والحد من انتشارها, التخلص من النخيل الميت والنخيل المهمل والنخيل المصاب إذ يجب تقطيع جذع النخيل إلى أجزاء صغيرة وذلك للتخلص من الأطوار المختلفة من السوسة بداخل جذع النخيل المصاب على أن تحرق جميع الأجزاء, المكافحة الحيوية أو البيولوجية, إذ تعتبر إحدى محاولات إعادة التوازن البيئي على ما كانت عليه, ويقصد بها تشجيع وإكثار الأعداء الحيوية الطبيعية الموجودة في البيئة نفسها أو استيرادها ومحاولة أقلمتها ثم نشرها على قطاع واسع وذلك لخفض تعداد الآفة إلى مستويات أقل, وتشمل الأعداء الحيوية النافعة على الطفيليات والمفترسات ومسببات الأمراض مثل (البكتيريا, الفطريات, والفيروسات), نظافة قمة النخلة "الجمارة" باستمرار وحماية إبط السعف من المواد العضوية المتحللة, تجنب جرح النخلة, عند قطع السعف يجب أن يُقطع على مسافة 120سنتيمترا من القاعدة,عدم ترك بقايا النخيل, استخدام مبيدات الفطريات المناسبة لعلاج الإصابة بفطريات تعفن الأوراق والبراعم حيث إنها تجعل النخلة مهيأة للإصابة بالسوسة, التخلص من النخيل المهمل والنخيل الميت وذلك بتقطيعه إلى أجزاء صغيرة وحرقها, المكافحة بالمبيدات الكيماوية المناسبة وكذلك غمر النخلة أيضاً بهذه المبيدات تعد إحدى الطرق لمنع دخول الآفة إلى النخلة, تعاون المزارع وذلك بتعريفه بهذه الآفة ومدى خطورتها وأيضاً تدريبه على إجراء عمليات المكافحة المختلفة بنفسه شخصياً وكذلك العاملون معه.
من جانبه, قال المهندس سلمان بن محمد البراهيم مشرف المنطقة الوسطي إن استخدام المصائد الفرمونية الغذائية لجذب سوسة النخيل الحمراء من أهم العوامل لتقليل أعداد هذه الآفة, كما يؤدي استخدام هذه المصائد إلى التخلص من أعداد كبيرة من الآفة, للدلالة على وجود الآفة, وهو بوضع مصايد في كل مزرعة بواقع مصيدة لكل 100 شجرة, على أن تعمل هذه المصائد بانتظام, ويتم تغيير مكوناتها مرة كل شهر وتغير المادة الغذائية مرة كل عشرة أيام بانتظام وفي الأوقات المحددة. وأشار المهندس البراهيم إلى أن هناك عوامل تساعد على انتشار سوسة النخيل الحمراء التي من ضمنها: نقل الفسائل من مواقع مصابة بحشرة سوسة النخيل الحمراء, رمي المخلفات الزراعية في المزارع أو خارجها أو في المصارف من دون التخلص منها بالحرق, ترك مكان فصل الفسائل والكواريب مكشوفة دون معاملتها بالمبيدات الحشرية أو تغطيتها بالرمل, عدم إزالة النخيل المجذب سواء القائم أو المرمي على الأرض والتخلص منه عن طريق الحرق, النخيل المهمل, المزارع المغلقة, والإبلاغ عن أي اشتباه أو إصابة بحشرة سوسة النخيل الحمراء لأقرب مديرية عامة لوزارة الزراعة .
من جهته, بين المهندس عباس العبد رب النبي مسؤول إزالة النخيل المصاب بسوسة النخيل الحمراء, أن جميع أطوار سوسة النخيل الحمراء تعيش متجمعة داخل جذع النخلة الواحدة, حيث يمكن للأكثر من 50 من أطوارها المختلفة العيش معاً, وأن الطريقة الوحيدة الناجحة في الوقت الراهن لمكافحة سوسة النخيل الحمراء هي الإزالة والتخلص من النخيل المصاب, وذلك بقطع جذع النخيل المصاب والتخلص من جميع أطوار الآفة المختلفة, إذ إن حرق جذع النخلة دون تقطيع لا يفي بالغرض المطلوب, حيث إن أطوار الآفة الموجودة بوسط الجذع لا تتأثر ويمكنها إكمال دورة حياتها, لذا لا بد من تقطيع أجزاء النخيل المصاب إلى قطع صغيرة ومن ثم حرقها, مشيرا إلى أن أهم الصعوبات التي يتعرض لها مسؤول إزالة النخيل المصاب بمرض سوسة النخيل الحمراء بعدم اقتناع المزارعين وأصحاب المزارع المصابة بعملية الإزالة والتخلص من النخيل المصاب.

الأكثر قراءة