تساؤلات حول قدرة أسواق الأسهم الأمريكية على البقاء مرتفعة في ظل أزمة الرهن العقاري
ارتفعت مؤشرات أسواق الأسهم الرئيسية بشكل قوي مما جعلها تُغلق بنسبة تتجاوز 2 في المائة وأكثر المؤشرات الرئيسية ارتفاعاً كان مؤشر "ناسداك" الذي حقق 2.9 في المائة ارتفاعاً بينما ارتفع مؤشرا "داو جونز" وS&P 500 ارتفاعاً بنسبة 2.3 في المائة، حدث هذا الارتفاع بالرغم من الأخبار الجديدة السيئة عن مشكلة الرهن العقاري. ولعل هذا دليل على أن السوق قد تشبعت بمثل هذه الأخبار، التي لا تؤثر مثلما حدث في السابق وأن أغلب المُتداولين في السوق وجدوا حسب اعتقادهم فرصاً يُمكن أن يقتنصوها ويُغامروا ويشتروا بعض الأسهم وقد يقومون ببيعها في وقت قصير ويجنون أرباحهم، كما أن الخطوة التي قام بها البنك المركزي الأمريكي يوم الجمعة قبل الماضية رفعت معنويات المُتداولين وتفاءلوا بأن السيد "بن برنانكي" قد يُقدم على تخفيض سعر الفائدة فهل يكسبون رهانهم أم أنه هذا بعيد المنال وسيقذف بالسوق في غياهب الهبوط من جديد عندما لا يُصدر مثل هذا القرار.
من أخبار الرهن العقاري المُحبطة قيام "ثورنبيرج مورتاج" ببيع محفظة تعمل في سوق الرهن العقاري ومُصنفة على أنها من درجة الائتمان AAA وبقيمة 20.5 مليار دولار للحصول على سيولة نقدية، كما قامت "كابيتال ونّ المالية" بإغلاق نشاطها في سوق الرهن العقاري الثانوي، ومن المؤسسات المالية الكبيرة "ليمان بروذر"، التي أعلنت إغلاقها وحدتها العاملة في سوق الرهن العقاري المُسماة BNC وخفضت عدد موظفيها ومثله بنك HSBC الموجود في لندن.
من الأخبار الإيجابية إعلان بنك أمريكا نيته الاستثمار بملياري دولار في صندوق "كانتري وايد" للرهن العقاري، كما نقلت صحيفة "وول ستريت" خبرا عن وجود محادثات بين شركتين للوساطة المالية هما "آمري تريد" و"إي تريد" للاندماج بينهما وكذلك قامت شركة دبي العالمية بتملك حصة 9.5 في المائة في شركة "إم جي إم ميراج" للترفيه. وأما على صعيد البيانات الاقتصادية فقد كانت التقارير الصادرة خفيفة ومنها تقرير عن السلع المُعمرة لشهر تموز (يوليو) ومبيعات المساكن الجديدة وكذلك صدرت النتائج المالية لشركات مهمة مثل "تارجت" Target و"جاب" Gap.
الأسبوع الحالي
سيصدر هذا الأسبوع وتحديداً يوم الثلاثاء ملخص اجتماع لجنة السياسات المفتوحة، الذي عُقد في السابع من آب (أغسطس) الحالي، الذي كان أعلن حينها محافظ البنك المركزي أن التركيز منصب على التضخم ولا يهم المُتداولين هذا الكلام بل تهمهم النقاشات التي دارت وقتها عن مشكلة الرهن العقاري.
البيانات والمؤشرات الاقتصادية عددها لا بأس به ولكن أهميتها تأتي من كونها تتعلق بثقة المُستهلك وإنفاق الفرد ودخله في ظل الأزمة الراهنة، وتتركز على شهر تموز (يوليو) ومن هذه التقارير مبيعات المساكن الجديدة وذلك يوم الإثنين وقد تنخفض بشكل طفيف لتُصبح 5.7 مليون وحدة سكنية بدلاً من 5.75 مليون وحدة في حزيران (يونيو)، يعقبها يوم الثلاثاء صدور بيانات عن ثقة المُستهلك في آب (أغسطس) حيث يُتوقع انخفاضها والسبب معروف طبعاً، وسيزداد الاهتمام بالتقارير التي ستصدر عن إنفاق واستهلاك الفرد في تموز (يوليو)، وأما على صعيد نتائج الشركات فأهم شركة تُعلن نتائجها في قطاع التكنولوجيا هي شركة "ديل" Dell و"نوفيل" Novell و"سينا" Ciena.
التحليل الفني
يبدو أن تصريح محافظ البنك المركزي الأمريكي بخفض سعر الخصم في الجمعة قبل الماضية أدى إلى رفع معنويات المتداولين وجعلهم يأملون بأن يقوم البنك المركزي بخطوة أخرى تؤدي إلى خفض سعر الفائدة في اجتماع اللجنة المفتوحة وذلك في الثامن عشر من أيلول (سبتمبر) المقبل، ودخل في غمار هذا الكثير من المُتداولين المُغامرين، الذين هم مقتنعون بأن بعض أسعار الأسهم منخفضة القيمة وأنها فرصة للشراء ورأينا كل هذا الارتفاع حيث عاد مؤشر "ناسداك" للارتفاع والإغلاق فوق متوسط حركة متوسط مائتي يوم على الرغم من أن "ناسداك" أغلق يومين متتالين تحت هذا المتوسط وهذا الإغلاق حسب التحليل الفني هو إشارة للخروج من السوق ولكن بفضل خبر تخفيض سعر الصرف تغير اتجاه "ناسداك" على الأجل المتوسط.
إذن على الأجل المتوسط وحسب الرسم بالشكل (1) سيتحرك "ناسداك" بين متوسط حركة 50 يوما الواقع عند 2600 نقطة الذي يعمل كمقاومة ومتوسطات الحركة البسيطة القصيرة الأجل وهي متوسط حركة عشرة و20 يوما اللذين يدعمان "ناسداك" بشكل قوي كأنهما يحتضنانه عند 2515 و2537 نقطة على التوالي، كما أن متوسط حركة مائتين يعمل كدعم عند مستوى 2505 نقاط. ومن المتوقع أن يبقى يتحرك بين هذه حتى اجتماع اللجنة المفتوحة في الثامن عشر من أيلول (سبتمبر) وفي أحسن الأحوال سيلامس مستوى 2628 نقطة، واحتمالات الصعود على الأجل المتوسط قوية ولكن ليس بالضرورة أن يتجاوز مستوى 2627 نقطة.