صفقات الاستحواذ تدب مجددا في أسواق المال العالمية وتحجب أزمة الائتمان

صفقات الاستحواذ تدب مجددا في أسواق المال العالمية وتحجب أزمة الائتمان

صفقات الاستحواذ تدب مجددا في أسواق المال العالمية وتحجب أزمة الائتمان

عكست أسواق المال العالمية خلال اليومين الماضيين (الأربعاء والخميس) حدوث انفراج في أزمة التمويل العقاري الأمريكي وانحسار المخاوف من هذه الأزمة على الاقتصاد العالمي بشكل عام والبورصات تحديدا. وواصلت البورصات في أمريكا وأوروبا وآسيا أمس مسيرة الصعود المتزن بعد ثلاثة أسابيع من التراجعات التي كادت تتسبب في انهيار بعضها. لكن مراقبين يؤكدون أن أزمة القروض العقارية عالية المخاطر في أمريكا التي تسبب في تراجعات أسواق المال خلال الأيام الماضية, لم تنته بعد وسيكون لها تأثيرات لاحقة, واصفين الصعود المتتالي للأسواق في اليومين الماضيين بأنه انعكاس للإجراءات المؤقتة التي اتخذتها البنوك المركزية مدعومة أيضا ببيانات بعض الشركات.
وارتفعت الأسهم الأوروبية في معاملات أمس متشجعة بالمكاسب القوية التي حققتها الأسهم الأمريكية في تعاملات البارحة الأولى مع استمرار موجة الانتعاش في أسواق الأسهم بعد التصحيح النزولي الأخير الناجم عن مخاوف بشأن الأزمة الائتمانية. وارتفع مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي لأسهم الشركات الكبرى في أوروبا 1.1 في المائة إلى 1521.59 نقطة ليواصل الارتفاع لخامس جلسة على التوالي. ومرة أخرى قادت شركات التعدين الأسهم الصاعدة وارتفع سهم "أنجلو أمريكان" 2.7 في المائة وزاد سهم "ريو تنتو" 2.6 في المائة. وارتفع سهم شركة الأسمنت السويسرية "هولسيم" نحو 3 في المائة بعد أن أعلنت أرباحا قوية. وأسهم قرار بنك أوف أمريكا كورب بضخ ملياري دولار في مؤسسة كانتروايد فاينانشيال كورب أكبر بنك أمريكي للرهن العقاري للمساعدة على دعم وضعه المالي في مواجهة أزمة سيولة في تهدئة مخاوف السوق من الآثار المحتملة لمشكلات سوق القروض العقارية عالية المخاطر في الولايات المتحدة.
وقال متعاملون إن الأنباء ساعدت على انتعاش أسهم مؤسسات مالية تضررت أخيرا مثل بنك نورذرن روك البريطاني للرهن العقاري الذي ارتفع سهمه نحو 5 في المائة متشجعا أيضا بالحديث عن عرض شراء.
وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي أمس أنه ضخ سبعة مليارات دولار من الاحتياطيات المؤقتة في القطاع المصرفي من خلال اتفاقات إعادة شراء مدتها 12 يوما. وقال المجلس إن الضمانات المقبولة للاتفاقات شملت ما قيمته 1.057 مليار دولار من أذون الخزانة وما قيمته ثلاثة مليارات دولار من وكالات و2.943 مليار دولار أوراق مالية متعلقة برهون عقارية. وقدمت طلبات قيمتها 55.85 مليار دولار. وتجاوزت المبالغ التي ضخها البنك منذ بداية الأزمة حتى الآن 100 مليار دولار.
وبدأت الأسواق الأمريكية أمس تعاملاتها مرتفعة بعد أن تعززت ثقة المستثمرين بضخ بنك أوف أمريكا ملياري دولار في شركة الرهن العقاري كانتري وايد. وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأمريكية الكبرى 40.81 نقطة أي بنسبة 0.31 في المائة إلي 13276.94 نقطة فيما صعد مؤشر ستاندارد اند بورز الأوسع نطاقا 6.17 نقطة أو 0.42 في المائة إلى 1470.24 نقطة. وقفز مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 11.32 نقطة أو 0.44 في المائة إلى 2564.12 نقطة.
وفي آسيا ارتفعت الأسهم اليابانية في بورصة طوكيو أكثر من 2 في المائة مع صعود أسهم الشركات الكبرى وشركات التصدير مثل "تويوتا موتور" مدعومة بتراجع الين بينما ارتفعت أسهم البنوك مع انحسار المخاوف في أسواق الائتمان.
وقفزت أسهم "بريدجستون" 5.6 في المائة إلى 2445 ينا بعد أن قالت أكبر صانعة إطارات في اليابان إنها ستستثمر 188 مليون دولار لزيادة الإنتاج في مصانع في الهند وإندونيسيا لتلبية الطلب المتزايد. وارتفع مؤشر نيكي 6.7 في المائة حتى الآن هذا الأسبوع مستعيدا نحو 70 في المائة من خسائر الأسبوع الماضي. وهوى المؤشر 9 في المائة الأسبوع الماضي مسجلا أكبر هبوط له من حيث النسبة المئوية منذ سبعة أعوام. وأنهى مؤشر بورصة طوكيو تعاملاته أمس مرتفعا 2.61 في المائة, وانساق هذا الوضع على بقية البورصات في آسيا الباسفيك, حيث ارتفعت بورصة شنغهاي "الصين" 1.05 في المائة, فيما بلغ الارتفاع في بورصة هونج كونج 2.77 في المائة.

الأكثر قراءة