«إنترنت الأشياء» .. كل الأجهزة المتصلة في خدمة الشركات
«إنترنت الأشياء» .. كل الأجهزة المتصلة في خدمة الشركات
من كان يتوقع أن يأتي اليوم الذي ستتمكن فيه الشركات من الاستفادة من كل الأجهزة المتصلة بالإنترنت سواء كانت أجهزة كمبيوتر أو هواتف أو حتى أساور وساعات ونظارات ذكية يستخدمها عملاؤها، بغرض التعرف على سلوكياتهم، لتقدم له هذا الشركات خدمة أفضل، وكل ذلك عبر الاستفادة من تقنية العصر أو ما يسمى "إنترنت الأشياء"
وعند الحديث عن "إنترنت الأشياء"، فإن قطاع الأعمال ستكون له الفائدة الكبرى من هذه التقنية، حيث كشفت شركة "شنايدر إلكتريك" المتخصصة في نظم إدارة وأتمتة الطاقة في تقرير الأعمال الخاص بإنترنت الأشياء كيفية استفادة المؤسسات الضخمة من تقنية إنترنت الأشياء كأداة أعمال فعالة بحلول عام 2020.
وكشفت التوقعات أن تأثر تقنية إنترنت الأشياء على الموجة الجديدة للتحول الرقمي للمؤسسات موحدة عالمي تقنيات التشغيل وتقنية المعلومات، ومشعلة قوة عمل تتكامل مع التقنيات الرقمية والجوالة. وستحتل تقنية إنترنت الأشياء الصدارة مع توسع مزيد من الشركات وزيادة تعمقها بتحول برامجها نحو البيئة الرقمية على مستوى المؤسسة ككل. وستفعل هذه الموجة الجديدة من التحول بالمستشعرات المتصلة ذات التكلفة المعقولة، والذكاء المدمج والتحكم، وشبكات الاتصال الأسرع والأكثر شمولية، والبنية التحتية السحابية، والقدرات المتقدمة على تحليل البيانات.
كما ستترجم تقنية إنترنت الأشياء البيانات التي لم يكن بالإمكان الاستفادة منها في السابق إلى رؤية تسمح للمؤسسات نقل تجارب عملائها إلى المستوى التالي. ولدى التفكير بالقيمة المفترضة لتقنية إنترنت الأشياء، تتوجه عديد من قطاعات العمل نحو الكفاءة وخفض التكاليف كفوائد رئيسة. إلا أن الوصول إلى البيانات التي تتضمن تلك التي لم يكن بالإمكان الاستفادة منها في السابق، والقدرة على ترجمتها إلى رؤية يمكن العمل على تحقيقها، والسمة المميزة لتقنية إنترنت الأشياء، هي عوامل من شأنها إيصال تحول أكبر لخدمات العملاء وتقديم فرص جديدة لبناء العلامات التجارية وولاء الخدمات والرضا.
وتروج تقنية إنترنت الأشياء لاستخدام نهج حوسبة مفتوح وهجين يعمل على عدة نظم، وستحتضن تعاونا بين القطاعين الصناعي والحكومي على مستويات معايير المعمارية العالمية لتلبية مخاوف الأمن الرقمي. وفي حين تنمو شعبية حلول تقنية إنترنت الأشياء المعتمدة على السحابة، إلا أنها لم تحتكر معمارية حوسبة واحدة لتنفيذ تلك التقنية، بل بالعكس؛ ستزدهر التقنية عبر النظم، سواء على الأطراف أو داخل موقع المؤسسة كجزء من السحابة الخاصة أو العامة، وسيساعد توفير تقنية إنترنت الأشياء عبر بيئة حوسبة غير متجانسة على تبني المستخدمين النهائيين لحلول هذه التقنية بالطريقة التي تتناسب أكثر مع احتياجاتهم فيما يتعلق بالأمن والتوافر الدائم، مع تقديم طريق منطقي تقدمي للمؤسسات التي تستخدم بنية تحتية تقنية قديمة، ما يسمح لها بالتحول مع مرور الوقت.
وتوقع التقرير أن تصبح تقنية إنترنت الأشياء مصدرا للابتكار وتغيير نموذج العمل والنمو الاقتصادي لقطاع الأعمال والحكومات والاقتصادات الناشئة. وتماما كما كان للثورة الصناعية دور بارز في تطوير العالم، فإن لميلاد الإنترنت وثورة الأجهزة المحمولة وانطلاق تقنية إنترنت الأشياء دورا مماثلا من حيث قيادة التطور والابتكار والازدهار. وستقدم المؤسسات والمدن خدمات جديدة مبنية على تقنية إنترنت الأشياء، مع بروز نماذج عمل جديدة، وعلى الأخص وجود فرصة بالغة الأهمية للاقتصادات الناشئة للاستفادة بسرعة من هذه التقنية دون القلق حول البنية التحتية القديمة، وتجاوز الوسائل القديمة، تتوقع شركة "مكينزي" للاستشارات أن ما نسبته 40 في المائة من السوق العالمية لحلول إنترنت الأشياء ستكون من الدول النامية.
ويمكن الاستفادة من حلول تقنية إنترنت الأشياء لمواجهة التحديات الاجتماعية والبيئية الرئيسة، حيث ستساعد التقنية الدول والاقتصادات على مواجهة أكبر التحديات التي تواجه الكوكب، بما فيها الاحتباس الحراري وشح المياه والتلوث، كما اختار قادة الأعمال الذين شملتهم الدراسة تطوير استخدام الموارد كالفائدة الأفضل للمجتمع ككل جراء استخدام هذه التقنية. وستحتضن الحكومات هذه التقنية بعد تبني القطاع الخاص لها، وذلك بهدف تسريع ورفع كفاءة المبادرات الحالية لتذليل العقبات الناجمة عن انبعاثات غازات المنازل الدفيئة (الزجاجية) تماشيا مع اتفاقية COP21 الثورية للمناخ، التي تعهدت فيها 196 دولة بالحفاظ على مستويات الاحتباس الحراري تحت حد الدرجتين مئويتين.
لخصت نتائج الدراسة أن 75 في المائة من الشركات متفائلة فيما يخص الفرص التي تقدمها تقنية إنترنت الأشياء في هذا العام، حيث ستقدم تجربة أفضل للعملاء وذلك لأن 63 في المائة من المنظمات تخطط لاستخدام تقنية إنترنت الأشياء لتحليل تصرفات العملاء خلال العام الجاري مع وضع حل أسرع للمشكلات، وخدمة عملاء أفضل، ومستويات رضا أعلى ضمن قائمة الفوائد الخمس المحتملة لقطاع الأعمال، وكانت الشركات قد ركزت على أتمتة المباني، والصناعات بنسبة 63 و62 في المائة على التوالي وتمثل أكبر فرص لتوفير التكاليف السنوية، وهذا ما دفع 42 في المائة من المشاركين في الدراسة إلى عقد العزم على أتمتة نظم أعمالهم ومبانيهم والاستفادة من إنترنت الأشياء خلال العامين المقبلين.
كما تخطط شركتان من بين كل ثلاث شركات أي ما نسبتها 67 في المائة من المشاركين لتبني تقنية إنترنت الأشياء عبر تطبيقات الأجهزة المحمولة خلال العام الجاري، وستبدأ 32 في المائة باستخدام تقنية إنترنت الأشياء في تطبيقات الأجهزة المحمولة خلال الأشهر الستة القادمة، وذلك لخفض التكاليف بنحو 59 في المائة كهدف رئيس لهم، ويشعر 81 في المائة من المشاركين بإمكانية مشاركة المعرفة التي سيحصلون عليها من البيانات والمعلومات التي تنتجها تقنية إنترنت الأشياء بفعالية عبر المؤسسة، وتوقع 41 في المائة من المشاركين أن تشكل مخاطر الأمن الرقمي المرتبطة بتقنية إنترنت الأشياء مصدر تحد رئيسا لقطاع الأعمال.
ومن جانبه قال "بريث بانرجي"، مدير قطاع التقنية في شنايدر إلكتريك "لقد تجاوزنا نقطة التساؤل حول ما إذا كانت تقنية إنترنت الأشياء ستقدم القيمة، ويحتاج قطاع الأعمال الآن إلى اتخاذ قرارات مدروسة لوضع نفسه في موقف الاستفادة القصوى من القيمة التي تضيفها هذه التقنية إلى المؤسسات. وصمم تقرير الأعمال الذي أطلقناه كدليل لتطبيق تقنية إنترنت الأشياء والابتكار لمساعدة العملاء على جني فوائدها خلال عملية تطور السوق خلال الأعوام الخمسة المقبلة، ويعكس التقرير التزامنا نحو تقديم تقنيات تحقق جوهر شعارنا Life Is On في كل مكان ولكل شخص في أي لحظة".
وتابع بانرجي: "حصلت تقنية إنترنت الأشياء على أعلى الاهتمامات لفترة ليست بالقصيرة، ولكن نتائج دراستنا أظهرت أنه بمقدور هذه التقنية تقديم قيمة حقيقية في قطاع الأعمال عبر القطاعات والمناطق المختلفة".
يذكر أن النتائج قد بنيت على دراسة عالمية في مجال تقنية إنترنت الأشياء لـ3000 قائد من قادة قطاع الأعمال في 12 بلدا، إضافة إلى خبرات "شنايدر إلكتريك" في مجال حلول تقنية إنترنت الأشياء" والملاحظات التي حصلت عليها الشركة من العملاء والشركاء، القيمة الفورية التي يمكن الحصول عليها لكل من القطاعين العام والخاص.