تركي الحميان: الصورة الفنية الرائعة تختصر جهد المصمم.
يجمع أفكاره، ويؤلف عناصر لوحته مستعيناً بما وهبه الله من موهبة ومعرفة بأسرار التقنية التي فتحت أبواباً جديدة وفناً حديثاً يعشق الصورة ولكنها لا تعبر عما في داخله، يتخذها وسيلة لإنتاج عمل فني بتوقيع المصمم تركي الحميان. "الاقتصادية" حاورته حول هذا الفن والمشهد الثقافي البصري فإلى التفاصيل.
* نريد أن نعرف شيئا عن بداياتك في هذا المجال؟
بداياتي كانت منذ الطفولة حيث إن الوالد خطاط و الوالدة رسامة خجولة، وكان لهذا الجو الذي تربيت فيه دور فاعل في تكوين شخصيتي الفنية فكنت في البداية أرسم بأقلام الفحم لأني كنت شغوفا جدا بفن التجريد الأسود والأبيض، ومع التطور وحبي للكمبيوتر وخصوصا برامج التصميم التي جعلتني انجذب لها بشكل أكبر ولقلة المصادر التعليمية في هذه المجال دفعني ذلك للبحث عن المعلومة بحرص اكبر ومع مرور الوقت والاحتكاك مع المبدعين في مجال التصميم الالكتروني وخصوصا المدارس الفرنسية التي كان لها الريادة في هذا المجال اكسبني كثيرا من الخبرة التي وصلت إليها ولله الحمد
* أين يجد تركي الحميان نفسه مع الكاميرا أم أمام الكمبيوتر وبرامج التصميم؟
أجدها مع الجمال الذي أراه بعيني و من خلالها تكون نافذة ليرى العالم ما أشاهده من جمال عبر صوري، ولكنني دائما أجد نفسي أمام الكمبيوتر لأن المصمم يصور ما يدور في خياله ولا يكون تحت رحمة الصور التقليدية.
* لكل فن أُسس وقواعد، ما الأسس التي يعتمد عليها فن التصميم؟
صحيح لكل فن مدرسة وقواعد وفن التصميم له مدارس ولكل مدرسة قواعدها فهناك مدرسة تصميم الشعارات، و مدرسة تصميم الإعلانات، ومدرسة تصميم الأغلفة، ولكن هناك أسسا يركز عليها كل مصمم وهي : تناسق الألوان وضوح الكتابة، أن يكون التصميم ذا معنى سهل الفهم.
* في بعض التصاميم نجد حضوراً للكلمة لتكمل المعنى، كيف نفسر ذلك؟
أي تصميم له ركائز متكامل يقوم عليها وهي: الصورة، الكلمة، اللون، ربما لا تكون هذه موجودة في جميع التصاميم، ولكن كل تصميم تجتمع فيه هذه الركائز يعتبر تصميما متكاملا، يوصل الفكرة بشكل واضح وصريح ونستطيع أن نقول: الكلمة هوية التصميم للتعريف به.
* هل يحتاج المصمم إلى صورة ناجحة فنياً ليقدم تصميماً ناجحاً؟
نعم، وهذا ما نلمسه في وقتنا الحاضر في الإعلانات التي نراها يوميا، فالصورة تجعل الرسالة الإعلانية سهلة الفهم، فربما يكون المصمم بارعا في استخدامه لأقوى برامج التصميم، ولكن يستطيع أن يختصر جهده هذا بصورة فنية رائعة.
* كيف يتعامل الفوتوغرافيون مع هذا الأسلوب الذي يقدمه تركي الحميان من استخدام لبرامج الكمبيوتر في النتيجة النهائية للصورة؟
انقسم الفوتوغرافيون ما بين مؤيد و معارض على الرغم أن هذه الفكرة كانت مستخدمة من قبل المصورين الذين يستخدمون الأفلام وقبل ظهور التصوير الرقمي، أي أنه فن قديم قائم بذاته ولكن بقي الجدال عليه، فمنهم من يرى أن الجمال بإخراج الصور كما هي من دون أن تدخل فيها وتغيير بواسطة برامج الكمبيوتر، وآخرون لا يرون في ذلك عيبا أو انتقاصا من جمال الصورة عند إضافة التعديلات عليها، فهي أداة كبقية الأدوات التي يستخدمها المصور من فلاتر وغيرها.
*هناك حراك ثقافي يتمثل في تأسيس جمعية للتشكيليين وأخرى للفوتوغرافيين، هل الوقت مناسب لإيجاد جمعية للمصممين؟
نعم وبشكل اكبر من قبل لأنه أصبح فنا قائم بذاته فهو يربط مخيلة التشكيلي و براعة المصور.
* يعتمد فن التصميم على الفكرة والخيال، كيف يمكن للمصمم المبتدئ أن يطور من نفسه ويوسع خياله؟
أولا: المثابرة وهي قاعدة كل نجاح، ثانيا: أن يتعلم ممن سبقوه يقرأ التصاميم الأخرى ويدرس الأفكار الرائعة التي يراها ويبحث عن مواطن الجمال والتميز فيها، و يبدأ بأعمال مشابهة لها، ثم يحاول أن يبتكر جديدا و يوسع خياله بالقراءة و التجريب.
الجدير بالذكر أن الفنان تركي الحميان حاصل على دبلوم في الحاسب الآلي والشبكات والدعم الفني، وشارك في المعرض الأول لأصدقاء الضوء 2004م. و معرض الخيول العربية العالمي، و معرض أصدقاء الضوء الثالث في الجنادرية 2005م، ومعرض أصدقاء الضوء الدولي الرابع يونيو 2005.