التوفيق كوسيلة لتسوية منازعات الاستثمار بالمركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار

التوفيق كوسيلة لتسوية منازعات الاستثمار بالمركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار

يعد المركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمارInternational Centre for Settlement of Investment Disputes- ICSID، إحدى هيئات البنك الدولي، الذي أنشئ وفق اتفاقية واشنطن 1966، والغرض من إنشاء هذا المركز حسب نص الفقرة الثانية من المادة الأولى من الاتفاقية هو تسوية منازعات الاستثمار بين المستثمر والدولة المضيفة للاستثمار عن طريق التوفيق والتحكيم. ما يميز هذا المركز هو أن مكانة البنك الدولي بين الدول تعطي نوعا من الضمان لتنفيد التوصيات والأحكام الصادرة عن هذا المركز، كما أن المركز لا يسمح باللجوء إلى التحكيم إلا بعد فشل عملية التوفيق بين المتخاصمين، الأمر الذي يؤدي إلى إيجاد نوع من الودية والوفاق بين أطراف المعاملات الاقتصادية. يهدف التوفيق إلى تسوية الخلاف وديا بين الأطراف المتنازعة وذلك بالاتفاق على اختيار طرف محايد (الموفق) للقيام بالتقريب بين المتنازعين، فمهمة الموفق هنا تكمن في تقريب وجهات النظر المتباينة بغية الوصول إلى تسوية ودية، ولهذا؛ فإن ما يصدره الموفق من توصيات لا ترقى إلى مرتبة الأحكام أو القرارات الملزمة ولا تكون ملزمة للطرفين إلا بعد قبولها والتوقيع عليها. يتسم التوفيق في المجال الاقتصادي والتجاري بعديد من المزايا التي جعلت كثيرا من الأطراف يفضلون اللجوء إليه بدلا من اللجوء إلى التحكيم، أهم هذه المزايا هو أنه يجنب طرفي النزاع إجراءات التقاضي المعقدة وتكاليفه الباهظة، فالموفق عادة ما يصل إلى تسوية في وقت قصير مقارنة بالتحكيم والقضاء، إضافة إلى ذلك؛ فإن الحل الذي يصل إليه الموفق عادة ما يكون نهائيا، وبالتالي عند قبول الأطراف المتنازعة اقتراحات التسوية التي اقترحها الموفق، يتم توقيع اتفاق التسوية بين الأطراف المعنية، ويصبح هذا الاتفاق ملزما وواجب التنفيذ، ومن ثم لا يحق لأحد الأطراف اللجوء إلى القضاء للطعن في وثيقة التسوية.
مستشار قانوني

الأكثر قراءة