هومر سيمبسون يقتحم هوليود مصحوبا بأفضل كوميديا لهذا الصيف
ربما هو من سيكون الملك المتوج لموسم الصيف السينمائي بلا منازع، وربما يكرس فيلمه طويلاً كما هو ها الحال مع مسلسله الشهير ذي الثمانية عشر موسماً حتى الآن. لكن الأكيد أن هومر سيمبسون، الرجل الأمريكي الشره والغبي والجدلي والمضحك حد الإعياء، وجد مكانه المناسب هذا الصيف، وسيحتله لفترة طويلة.
هومر سمبسون هو الأب الأصلع والمضطرب لعائلة أمريكية مكونة من خمسة أشخاص: هومر، الأب. مارج، الأم. بارت، الابن الشقي المشابه لوالده. ليزا، الفتاة الصغيرة العبقرية والمثقفة جداً التي تعيش في العائلة الخطأ، بالإضافة إلى ماغي، الرضيعة التي لم تغير ثيابها الزرقاء وتعابيرها منذ بدء المسلسل. هذه العائلة الكرتونية ظلت ضيفة خفيفة ورائعة على مشاهدي أمريكا والعالم ابتداء من عام 1989م، عندما أنتجت شركة () الموسم الأول من المسلسل الفكاهي الأطول (أنتج حتى الآن 18 موسماً) والأكثر نجاحاً على الإطلاق.
وعلى غرار مسلسلات كرتونية أخرى (تستهدف شريحة الراشدين)، مثل south park وRugrats، كانت فكرة الانتقال من التلفزيون إلى الشاشة الكبيرة تغري على الدوام القائمين على المسلسل، على الأرجح منذ عام 1990م، كما تقول تقارير صحافية، لكن إنتاج فيلم لعائلة سمبسونز المختلة والمشاكسة، ظل أمراً مؤجلاً منذ ذلك الحين. حتى عام 2003م حيث أخذ مبتكر المسلسل والشخصيات مات غرونينق ومجموعته على عاتقهم جدياً فكرة الفليم، وبدؤوا العمل عليه.
فيلم the simpsons movie نزل لصالات السينما في السابع والعشرين من شهر يوليو، وسط صيف حافل بالأفلام الكوميدية المنافسة، وأفلام الرسوم المتحركة ذات الإنفاق الدعائي الضخم، مثل shrek the third و Ratatouille. فيلم "سيبمسونز موفي" لم يقم بالكثير للدعاية، باستثناء مقاطع دعائية عرضها مبكراً موقع Apple.com لمستخدمي أجهزة الآي بود وعرضتها وسائل إعلام أخرى تباعاً. الفيلم اعتمد على شهرة بطله (هومر سيمبسون)، الذي يؤدي صوته الشهير الممثل الأمريكي دان كاستلانت إلى جاني أصوات شخصيات أخرى، واعتمد أيضاً على "المعجبين المخلصين" الذين تابعوا المسلسل على مدى الثمانية عاماً التي تشكل عمره حتى الآن.
سبرينقفيلد.. ميدان المغامرات
تعيش العائلة في ضاحية سبرينقفيلد، ذات المسمى الفضفاض الذي قد يدل على أي مكان في أمريكا. يحمل هومر، الأب، كل التناقضات الممكنة التي اكتسبها من مؤلفي حلقات المسلسل الخارقين الذين جعلوا من هومر شخصية فاسدة وصالحة في آن واحد: والد جيد ومهتم رغم أنه مدمن احتساء جعة (دف) وكسول ولا تتعدى اهتماماته، كما تقول زوجته في إحدى الحلقات، أكثر من الحصول على طبق التحلية بعد العشاء مرتين. يشغل وظيفة حساسة في مفاعل سبرينق فيلد النووي تحت رحمة مدير شرير، لكن هومر رغم ذلك يغفو طوال الوقت ويصطحب معه كعكة (دونت) أينما ذهب. هذا ليس كل شيء، فمؤلفو المسلسل يستخدمون علاقته مع الأشخاص والأشياء وموجودات مدينته لخلق ضحكات أكثر تعقيداً. وبالتأكيد كوميديا لا تنسى خلفت معجبين تاريخيين لا يرتبطون فقط بوقت الحلقة القصير البالغة عشرين دقيقة.
في الفيلم لا يحدث الكثير بالنسبة لمتابعي المسلسل والعارفين ببواطن أمور البطل: يفسد هومر الأمور ويقلبها رأساً على عقب. لكنه في هذه المرة يتعدى نطاق الضرر زوجته أو ابنه أو ابنته أو العائلة مجتمعة، إنما يشمل مدينته بأسرها والعالم. ويكون عليه مواجهة الأهالي الغاضبين وإصلاح خطئه قبل أن تتدخل جهات عليا، ممثلة في رئيس وهمي للولايات المتحدة اسمه شوارزنجر (إشارة مستقبلية ساخرة للنجم السينمائي وحاكم ولاية كاليفورنيا الحالي أرنولد شوارزنجر)، وتأمر بتدمير المدينة لتجنيب العالم خطراً أكبر.
يختار الفيلم القضية البيئية الأكثر طرحاً هذه الأيام، لتمرير فكرة مجنونة وخلاقة تقول: هومر سيمبسون، صدقوا أو لا، هو من سينقذ العالم! إنها لعبة التناقضات التي تصنع الضحك العارم المصاحب لظاهرة هومر سيمبسون، الشكل العالمي الجديد للكوميديا.
هومر سيبسون.. بطل هوليود الجديد
في تصريح لمجلة النيوزويك في مايو الماضي، بمناسبة قرب تدشين الفيلم، قال آل جين، المنتج وأحد كتاب المسلسل الذين رافقوه منذ البداية: "هومر يجسد نظرة البلدان الأخرى لأمريكا"، في تعليق لاستفتاء أجرته هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي عام 2003 على نطاق عالمي وتم فيه اختيار هومر سيمبسون كـ "أعظم أمريكي" وجاء ابراهام لنكولن في المرتبة الثانية (!!)، يقول جين للمجلة: "التصويت لهومر كان أشبه بالقول: تبا لك يا أمريكا، وهذا جزء من نجاحنا".
وفي إحدى حلقات المسلسل، يواجه هومر معضلة كبيرة أثناء زيارته لإنجلترا، تتمثل في عدم اعتياده استخدام نظام السير الإنجليزي. هومر يحل المشكلة بطريقته عندما يتخذ قراراً لا رجعة فيه: "سأتصرف كما يحلو لأمريكا أن تتصرف، بشكل أحادي". قراره هذا يجره إلى سلسلة هائلة من المتاعب هي ما يواجهه أب أمريكي، مثل هومر، قرر أن يخرج من بيته إلى العالم.
هومر هو أعظم أمريكي إذن، وهو الذي، بحسب الفليم، جر مدينته والعالم كله إلى كارثة بيئية. هل هذا ما يقوله الفليم؟ نعم. ويقول أيضاً إن الشخص الأحمق نفسه، الذي يصحب كعكته الشهيرة معه هو أينما ذهب، هو من قاد مدينته وقادنا إلى بر الأمان. شكراً هومر، شكرا قبل ذلك على الكوميديا المبتكرة على مدى 18 عاماً، وعلى الفيلم الاستثنائي الذي يتوقع أن يحصد 200 مليون دولار من شباك تذاكر أمريكا والعالم، والمرشح لإحدى جوائز إم تي في لأفلام الصيف، وبالتأكيد لجوائز أخرى لاحقة.