بصمات

بصمات

بصمات

فؤاد سليم حداد من مواليد 28 أكتوبر 1928. تعلم في مدرسة الفرير ثم مدرسة الليسية، كانت لديه رغبة قوية للاطلاع على التراث الشعري الذي وجده في مكتبة والده. اعتقل لأسباب سياسية عدة مرات. خرج من السجن ليكتب في شكل جديد لم يكن موجودًا في الشعر العربي. أصدر 33 ديوانا منها 17 أثناء حياته والباقي بعد وفاته. سمي بفنان الشعب وغنى على أفواههم واستلهم منهم الملاحم العظيمة مثل أدهم الشرقاوي وحسن المغنواتي. توفي - رحمه الله - في أول نوفمبر 1985م.
يعتبر فؤاد حداد ذو الأصول الشامية رائد شعر العامية وشاعرها الأول في مصر وصاحب أول ديوان في شعر العامية أصدره عام 1947م وهو ديوان "أحرار وراء القضبان". وقد ارتبط مسار حياته بالحركة الوطنية الديمقراطية المصرية وأمضى فترات في المعتقل أيام حكم الملكية، وبعد ثورة 23 تموز (يوليو) 1952م في عهدي الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات. وقد استطاع عند ظهور أول أعماله في الأربعينيات نقل الشعر الشعبي المصري من مساحة الزجل الذي يستهدف النقد الاجتماعي إلى مرحلة الشعر الصافي المرتبط بالقضايا الوطنية والمؤسس على جماليات جديدة، واستفاد فيها من ميراث الشعر العربي التقليدي ومن الأدب الشعبي المصري والشامي والعربي بأشكاله المختلفة.
وتمكن الراحل فؤاد حداد من التأثير في الأجيال التي عاصرته مثل صلاح جاهين الذي توقف عن الكتابة بالفصحى وبدأ الكتابة بالعامية تأثرا بشعر حداد، إضافة إلى من جاء بعده مثل عبد الرحمن الأبنودي وسيد حجاب وفؤاد القاعود. وكان فؤاد حداد شاعرا غزير الإنتاج ومن أبرز أعماله "المسحراتي"، وهي قصائد غناها السيد مكاوي في برنامج إذاعي شهير مازال يذاع في شهر رمضان من الستينيات وحتى الآن. ومن أعماله أيضا "ريان يا فجل" و"أيام العجب والموت"، و"يا أهل الأمانة" و"الحضرة الزكية"، إضافة إلى "من نور الخيال وصنع الأجيال في تاريخ القاهرة" الذي كتبه ردا على نكسة يونيو (حزيران) 1967م قدمته الإذاعة عام 1969، وديوان "النقش باللاسلكي" الذي كتبه عن مجزرتي صبرا وشاتيلا عندما كانت فلسطين تشكل القضية المحورية في شعره.
أحمد فؤاد نجم قال عنه: فؤاد حداد أستاذ الأساتذة.. يعني لو أنه هناك أكاديمية لشعر العامية المصرية سيكون "حداد" عميد الأكاديمية.. وفي رأيي أنه لا يقل شاعرية عن عباقرة الفصحى والمتنبي وأبي تمام وغيرهما.. وهو صاحب اختراعات وأشهر كشاف لمعاني الكلمات والتراكيب وشعره عظيم لكنه ليس بسيطا.. هو غابة ومتاهة.
جمال الغيطاني قال عنه: أحيانا أتساءل هل من قبيل المبالغة لو قلت إن فؤاد حداد أشعر من خطا فوق أرض مصر بعد المتنبي وأبي نواس وشوقي، كلما عدت إلى قراءته أتأكد من صدق الإجابة في الإيجاب.

الأرض بتتكلم عربى وقول الله
إنَّ الفجر لمن صلاه
ما تِطْوَلش معاك الآه
الأرض بتتكلم عربى
***
المطرقة ناحت على السندان
انقسمت كتل الحديد قضبان
الرأسمالي بيملك الآلة
الرأسمالي بيسجن الإنسان
الرأسمالي بيملك الآلة
أغلال على استغلال على بطالة
يجعل حياتك يا فقير عاله
ويموتك ويبيع لك الأكفان!!
***
بينى وبينك بلاد وإحنا فى بلد واحده
دول أربعين ضلع وإلا أربعين جلده؟

***
فلت عياري
مش باختياري
ضاعت دياري
ولم أضع
***
مات اللي كان حالف يموت ولا يقطع دابر..
أمل المساكين في الأكابر!!
***
مين زيًّى قلبه انعصر في أنة الناي مين؟
مع كل ريح مال غَنّى شمال و غَنّى يمين
شقانا يا قلبى.. و حلفت بشقانا يمين
يشب زرعي على هدهد العزب و بُناي
و ينزلوا في عيني أبناء العرب و ابناى
عشنا وغنينا بأوتار العصب وبناى
ليالي لو هيّه حلم تفزع النايمين!!

الأكثر قراءة