الرهن العقاري الأمريكي يهبط بأرباح الصناديق السعودية للأسهم العالمية 23 %
مُشكلة الرهن العقاري التي أقلقت وما زالت تُقلق الاقتصاد الأمريكي امتد أثرها والخوف منها إلى بقية أسواق العالم إلا سوقي الأسهم الصيني والسعودي على حد علمي، نعم الخوف والتوتر والقلق هبطت بأداء البورصات العالمية تأثراً وتحسباً لما قد يُصيب الاقتصاد الأمريكي، وقد انعكس هذا الهبوط على أداء الصناديق السعودية للأسهم العالمية التي بلغت نسبة أرباحها منذ بداية العام إلى تموز (يوليو) قرابة 14.65 في المائة ولكنها مع بدء آب (أغسطس) هبطت أرباحها إلى 11.26 في المائة أي هبطت بفارق نسبته 23 في المائة.
الصناديق السعودية للأسهم الصينية والهندية لم تتأثر أرباحها ولم تهبط بل سجلت ارتفاعاً في أرباحها التي وصلت إلى 26.9 في المائة حتى الآن وأقل الصناديق تراجعاً هي صناديق أسهم جنوب شرق آسيا حيث انخفضت أرباحها من 25.74 في المائة التي حققتها في تموز (يوليو) إلى 22.49 في المائة في آب (أغسطس)، أما الصناديق السعودية للأسهم اليابانية فلا حرج عليها فهي تتقدم شهراً وتتراجع شهراً آخر لا يقر لها بال كمد وجزر البحر. وأكثر الصناديق هبوطاً هي صناديق الأسهم الأمريكية التي هبطت بفارق نسبته 48 في المائة حيث كانت أرباحها في تموز (يوليو) 9.5 وأما في آب (أغسطس) ووصلت إلى 4.9 في المائة ولكن من المُتوقع أن تعود المياه إلى مجاريها ولنا عبرة في الهبوط القوي للأسواق العالمية في شباط (فبراير) الماضي بسبب هبوط بورصة الصين.
صناديق الأسهم الأمريكية
للأسبوع الثالث على التوالي تهبط أسواق الأسهم الأمريكية والمُتهم الأول في هذا الهبوط مشكلة الرهن العقاري والقروض الشخصية ذات التصنيف المرتفع الخطورة والقلق من تأثير ضعف أداء قطاع المساكن في الاقتصاد الأمريكي، والمؤشرات الرئيسية أنهت تعاملات الأسبوع الماضي على انخفاض فأغلق مؤشر "داو جونز" على انخفاض بنسبة 0.6 في المائة ومؤشر "ناسداك" وS&P 500 على انخفاض بنسبة 2 و1.8 في المائة على التوالي، وصدر تقرير عدد الوظائف الجديدة لشهر تموز (يوليو) بعدد أقل من المُتوقع وهذا بدوره أربك المُستثمرين وعلق آمالهم أكثر باحتمال خفض الفائدة في اجتماع البنك المركزي الذي عُقد يوم الثلاثاء بعد كتابة هذا التقرير.
هبطت أرباح الصناديق السعودية للأسهم الأمريكية بشكل قوي مع نهاية النصف الثاني ومطلع آب (أغسطس) لأسباب معروفة هي مُشكلة الرهن العقاري التي أضرت بالأسواق العالمية وكان الهبوط في أرباح الصناديق موجعاً حتى وصلت إلى 4.9 في المائة بعد أن وصلت في تموز (يوليو) الماضي إلى مستويات هي قريبة من 9.5 أي انخفاض 50 في المائة وهذا يُبرز بشكل واضح حجم المُشكلة، ويبقى صندوق "السعودي الهولندي" للأسهم الأمريكية هو الأفضل حيث حقق منذ بداية العام وبعد هذا الهبوط إلى 8.7 في المائة يليه صندوق "الأهلي" بأرباحه 8.4 في المائة ولم يُسجل خسارة سوى صندوق واحد هو صندوق النمو الاندفاعي من "سامبا" ولكنها خسارة طفيفة وصلت إلى 0.2 في المائة.
صناديق الأسهم الأوروبية
ما زال ارتفاع "اليورو" يضغط على أسهم الشركات الأوروبية التي تعتمد على تصدير مُنتجاتها خارج أوروبا لأن هذا يجعل المنتجات الأوروبية أغلى سعراً مقارنة بالمُنتجات الأمريكية وحتى اليابانية في الأشهر الأخيرة، كما أن ضعف بيانات الوظائف الأمريكية التي صدرت الجمعة ومُشكلة الرهن العقاري التي ستؤثر في الاقتصاد الأمريكي امتد تأثيرها السلبي في أسواق الأسهم الأوروبية وعلى صعيد نتائج الشركات فقد أظهرت نتائج إيجابية مثل شركة الطيران البريطانية British Airways.
كذلك هبطت الصناديق السعودية للأسهم الأوروبية ولكن بنسبة أقل حيث بلغت أرباحها منذ بداية العام 9.3 في المائة علماً أن أعلى مستوى أرباح حققته في تموز (يوليو) كان 15.32 في المائة. جدير بالذكر أنه قبل حدوث التأثر بمشكلة الرهن العقاري في الولايات المُتحدة كانت أرباح الصناديق تتجه نحو التباطؤ بعد أن بلغت أوجها، وأفضل الصناديق أداءً هو صندوق بنك الرياض الذي بلغت أرباحه حتى الآن بعد الهبوط 10.9 في المائة ومن بعده صندوق "الأهلي" بنسبة أرباح 9.1 في المائة ولم يُسجل أي صندوق خسائر مثلما حدث في الصناديق السعودية للأسهم ألأمريكية ولم نأخذ في الاعتبار صندوق العربي عند المفاضلة حيث إن بياناته كالعادة لم تُحدث لذلك لا تعكس النمو الحقيقي بعد الهبوط في الأسواق العالمية.
الأسواق الآسيوية
شدة التقلب في حركة الأسهم الآسيوية هو السمة الغالبة بين أسواق آسيا وبدا عزم شركات التصدير مثل شركة سوني اليابانية هو العزم الأقوى نحو الصعود نهاية الأسبوع الماضي تحديداً بينما هبطت الشركات العاملة في قطاع المصارف والمؤسسات المالية، وبالنسبة لمؤشر "نيكاي 225" فشل في البقاء فوق مستوى 17 ألف نقطة بعد أغلق عند مستوى 17289.30 نقطة يوم الجمعة بينما سجل مؤشر "شينجهاي" مستوى مرتفعا جديدا هو 4560.77 نقطة، وكما أثرت مشكلة الرهن العقاري في أسواق المال الأمريكية فإن تأثيرها امتد إلى أسواق آسيا ذلك أن كثيراً من شركات آسيا تعتمد في صادراتها على المُستهلك الأمريكي وشركاته ومصانعه فلو تأثر الاقتصاد الأمريكي فإن التأثير سيُصيب الشركات الآسيوية ويبدو أنها ستبدأ الغطس بعد التحليق الذي أبدعت فيه خلال النصف الثاني.
صناديق الأسهم اليابانية
كعادتها أرباح الصناديق السعودية للأسهم اليابانية بين مدّ وجزر وها هي تتراجع أرباحها من 2.27 في المائة في تموز (يوليو) إلى 0.92 في المائة فقط في بدايات آب (أغسطس) الحالي علماً بأن أفضل أداء لهذه الصناديق مجتمعة وصل إلى 2.5 في شهر شباط (فبراير) الماضي وأفضل الصناديق أداء هو صندوق "مؤشر الأسهم اليابانية" من بنك ساب ثم صندوق "الرياض" للأسهم اليابانية بأرباح 1.4 في المائة، ولم نأخذ في الاعتبار صندوق "العربي" عند المفاضلة حيث إن بياناته كالعادة لم تُحدث لذلك لا تعكس النمو الحقيقي بعد الهبوط في الأسواق العالمية.
صناديق أسهم جنوب شرق آسيا
انخفضت قليلاً أرباح صناديق جنوب شرق آسيا مُجتمعة لتُصبح منذ بداية العام 22.49 في المائة حتى بداية آب (أغسطس) الحالي ولم تتراجع كثيراً من أعلى مستوى وصلته أرباحها خلال العام وهو 25.74 في المائة في تموز (يوليو) الماضي وهذا يعكس قوة أداء أسواق جنوب شرق آسيا وأفضل الصناديق ضمن هذه المجموعة كعادته هو صندوق بنك الرياض ولكن أرباحه هبطت من 44 في المائة في تموز (يوليو) إلى 38.5 في المائة حتى بدايات آب (أغسطس) يليه صندوق النقاء من البنك السعودي الفرنسي بأرباح وصلت إلى 22 في المائة علماً أن أرباحه في تموز (يوليو) كانت 29.8 في المائة، ولم نأخذ في الاعتبار صندوق "العربي" عند المفاضلة حيث إن بياناته كالعادة تتأخر في التحديث لذلك لا تعكس النمو الحقيقي بعد الهبوط في الأسواق العالمية.
صناديق أسهم الصين والهند
الصناديق السعودية لأسهم الصين والهند تسير في طريقها وتأخذ موقع السيادة بين الصناديق فالأرباح القوية التي تتحقق من ارتفاع الأسهم الصينية تحديداً تعكس كل الموازين وهي تُذكرني بالأسهم السعودية في شباط (فبراير) الماضي القريب عندما كانت كل الأسواق العالمية تهوي بسبب هبوط بورصة "شينجهاي" الصينية والسوق السعودية مرتفعة وتغرد وحدها خارج السرب.
حققت الصناديق السعودية للأسهم الصينية والهندية مُجتمعة أرباح بنسبة 26.9 في المائة وهي أفضل أرباح تحققت للصناديق منذ بداية العام والأفضلية كالعادة ضمن هذه الفئة لصندوق الأسهم الصينية والهندية من "ساب" الذي وصلت أرباحه 36.6 في المائة بعد أن سجلت 33.6 في المائة في تموز (يوليو) ومن بعدها صندوق "ازدهار" بأرباح نسبتها 25.7 في المائة حتى نهاية تموز (يوليو) ولم يتأثر صندوق الراجحي وارتفعت أرباحه من 11.6 في المائة في تموز (يوليو) إلى 18.4 في المائة في آب (أغسطس).