وجع من المنفى

وجع من المنفى

صباح هذا اليوم
أيقظني منبه الساعة
وقال لي: يا ابن العرب
قد حان وقت النوم

بهذا المقطع الشعري "العميق"، اختزل العربي "أحمد مطر" عقلية العربي في التعامل مع مآسيه، هذا اليوم الذي يقصده مطر كان 2/8/1990م يوم الغزو العراقي على جارته الكويت. كان هكذا واستمر هكذا وسيظل هكذا، يختزل الوجع العربي في جمله الشعرية الساخرة والمبكية في آن.
ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينيات في قرية "التنومة"، إحدى نواحي
"شط العرب" في العراق. بدأ يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب، فألقى بنفسه، في فترة مبكرة من عمره، في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، كانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت، مشحونة بقوة عالية، الأمر الذي اضطر الشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة.
وفي الكويت عمل في جريدة "القبس" محرراً ثقافياً، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده, وفيها أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد. وفي رحاب "القبس" عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فكان يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة. ثم صدر قرار نفيهما معاً، وترافقا إلى لندن منذ عام 1986م. وهو مستمر بكتابة وجع العربي البسيط حتى الآن.

الأكثر قراءة