قصة الشاعر "الفصكي".. والفزعة التي تحولت إنجازاً شعرياً!

قصة الشاعر "الفصكي".. والفزعة التي تحولت إنجازاً شعرياً!

قصة الشاعر "الفصكي".. والفزعة التي تحولت إنجازاً شعرياً!

[email protected]

ليس ببنت البكار وحدها يعرف الشاعر المحكي، ولكن ذلك كان كافياً للتعرف على أحد الشعراء المشاركين في مسابقة "أمير الشعراء"، ولا يمكنني أن أؤكد أن هذه المشاركة جاءت ترسيخاً لاتجاهات متنامية ظهرت في الشعر المحكي تقوم على التداخل مع المفردة الفصيحة، كما لا أستطيع الجزم بأن "التشخيصة" يمكن أن تكون معياراً مفيداً للجنة التحكيم في عملية إجازة صاحبنا!
الذي توحي به المشاركة للوهلة الأولى هو أن الشاعر طيب الذكر كان يقدم أوراق اعتماده رسمياً كسفير لبرنامج "شاعر المليون" لدى "أمير الشعراء"، ليس تماماً على طريقة "مفيش حد أحسن من حد"، وليس بالضرورة من أجل الفوز باللقب، ولكن من باب النخوة الشعرية المحكية -إذا صح التعبير- ضمن ما يمكن اعتباره ترحيباً بالنسخة الفصيحة من البرنامج المعروف.
وأياً كان السبب، أجزم أن الشاعر قد نجح في تحقيق ما يريد وأكثر، فقط لأنه شارك بحسن نية وبشهامة إنسانية بالدرجة الأولى، وبغض النظر عن كونه قام باستخدام الحيلة "الشاعرمليونية" الشهيرة في "تشريه" لجنة التحكيم بكم بيت في نهاية القصيدة، فالنجاح الأهم والذي لم يكن يشعر به صاحبنا "راعي الواجب" أنه أول شاعر في الشرق الأوسط ودول عدم الانحياز، يثبت عملياً عدم صحة الكلام المستهلك عن أزمة الفصيح والمحكي، ليس لأنه شارك فهذا أمر طبيعي، بل لأنه الشاعر الوحيد على حد علمي الذي يلقي شعراً فصيحاً بلهجة محكية، وبالتالي فقد ألغى الفوارق النقدية والحواجز الاستيعابية دون أن يدري، ونتمنى من الجهات المعنية إخباره بذلك الإنجاز الجديد ومنحه براءة اختراع النص "الفصـ .. ـكي"! فإلى مزيد من الابتكارات الأدبية، وإلى الأمام يا شاعرنا الفذ، وإلى اللجنة سلامي واحترامي "أساتذةُ فطاحلة ُ كرامُ"، و"جاد الله على من تكلف"، و"صب القصيدة ياولد"!

الأكثر قراءة