إنستجرام.. والتطور السريع للمحتوى والنص
إنستجرام.. والتطور السريع للمحتوى والنص
هذه الشبكة التي تعتمد على نظام مختلف عن فيسبوك وتويتر في التواصل الاجتماعي، حيث تقتصر على الصورة مع نص فقط، وأخيرا– في يونيو 2013- سمحت بإضافة فيديو قصير جدا 15 ثانية.
إذا قسمنا المحتوى إلى (سمعي – بصري – سمع بصري – نصي)، فإن شبكة إنستجرام تكون “بصري” بالدرجة الأولى ثم سمعي، إذ يوتيوب هو سمع بصري، ولا يمكن أن يكون إنستجرام– بما يسمح من 15 ثانية فقط – مثل يوتيوب سمع بصري.
بكل حال، هناك توجه كبير وتحد على استغلال الـ 15 ثانية، ومن يتسابق على إدراج محتوى متكامل فيها، تماما كما كان التحدي على 140 حرفا في تويتر، ونجح كثير في هذا التحدي حتى غدا عادة طبيعية.
لا يزال كثير يعاني قصر الفيديو على إنستجرام، بدعوى أنه قصير جدا والمحتوى لا يكفي لإيصال الرسالة بهذه المدة، لكن فعلا هناك من استطاع أن يأتي بمحتوى مفيد وسريع ويتحدى الـ 15 ثانية.
#2#
هناك صحف خصصت نشرات إخبارية بحيث يتم تكثيف الخبر من دقيقة أو دقيقتين إلى 15 ثانية، كأخبار الطقس والأخبار السياسية وموجز سريع عن كل خبر على حدة.
ولا يزال التحدي قائما على من يبدع في هذه الـ 15 ثانية، ويأتي بمحتوى مميز وكامل.
هناك توجه من بعض شركات التسويق إلى إنتاج مقاطع دعائية (درامية) من 15 ثانية مواكبة لمحتوى إنستجرام، هو ليس بالأمر السهل لأنه يحتاج إلى تكثيف كبير جدا للأفكار وسرعة في كتابة السيناريو ثم اكتمال الفكرة من خلال ثوانٍ معدودة.
السباق مع الزمن أصبح أمرا مميزا في كل تطور تقني جديد، حاليا حتى الأفكار البرامجية التلفزيونية تميل بشكل كبير إلى سرعة البرنامج وقصره واختصاره.
الوقت لم يعد يسمح بطول النشرات الإخبارية أو البرامج الحوارية أو المقاطع الدعائية، عصر السرعة يتطلب منك أن تكون أسرع بكثير، والسرعة قد يواجهها كثير من الأخطار كالاختصار المخل أو الأفكار الناقصة أو المعاني غير المكتملة وهذا كله من التحدي.
التسويق على إنستجرام حاليا وسابقا يعتمد على المشاهير فقط في عالمنا العربي، لأن سياسة الشبكة مقتصرة على كونها شبكة اجتماعية بين الأفراد، ولكن إنستجرام تريد أن تستفيد من هذا التضخم الكبير في شبكتها، حيث بلغ عدد مشتركي إنستجرام النشطين ما يزيد على 300 مليون مشترك، وبالفعل هذا ما قررته إنستجرام أخيرا من إتاحة فرص الإعلان عبر شبكتها، بشكل قريب جدا مما فعلته تويتر من فكرة الترويج، حيث سيرى الشخص وهو يتصفح (home) الخاص به وجود صور لحسابات لم يكن مشتركا بها.
وكما ذكرنا في المقدمة، أن التدوين على إنستجرام عبر الصور أو الفيديو القصير جدا مع إتاحة نصوص مفتوحة الحجم، وهذا أكثر ما يستهوي النساء، لذا فإن النساء هم الأكثر تواجدا وحضورا فيه، وذلك لأغراض عديدة، لعل أهمها حب النساء للتصوير وإبراز أفضل ما لديهن بصور من حياتهن اليومية، كما أن التسويق النسائي على إنستجرام يشهد نموا كبيرا جدا، فهناك عديد من الحسابات التي تقدم خدمات متنوعة كبيع الاكسسوارات والعطورات والحلويات وغيرها، وتجني منه أرباحا مجزية!
يمكن استخدام شبكة إنستجرام تسويقيا بشكل كبير جدا لكل مؤسسة تريدها، فهو في الدرجة الأولى مميز للمطاعم والفنادق والاكسسوار وغيرها، لأن هذه الأشياء أفضل ما يعبر عنها بصورة لا بنص، وهي تلائم طبيعة إنستجرام، لذا ستجد أن الشبكات الإخبارية على سبيل المثال في فيسبوك وتويتر أكبر حضورا، وبالمقابل تجدها في إنستجرام ضعيفة الحضور والمتابعة.
لكن هذا لا يعني أن شبكات الأخبار والصحف ليس لها حظ من إنستجرام، بالعكس هناك بعض الصحف عملت معها على تطوير الأخبار عبر إنستجرام، وتحدي الوقت - 15 ثانية- لإضافة نشرات أخبار، وهذا بالفعل ما حصل!
في كل شيء جديد لا بد أن يكون لك لمسة إبداعية في مواكبته، ومن الخطأ الكبير أن تقول سأقتصر على شبكة دون أخرى، فهذا ليس من صالحك، لأنك أنت بحاجة للجمهور ويجب عليك أن تسير في رغبته وفي المكان الذي يستهويه، لذا من المهم اكتشف كل شبكة جديدة وبدء التخطيط لاستثمارها والعمل على الاستفادة منها. ولا تعرف متى سيذهب جمهور شبكتك أغلبهم إلى شبكة جديدة وناشئة فتجد نفسك في آخر الركب، وتخسر جمهورا عريضا كنت فرحا به!
بعض الأرقام والحقائق حول إنستجرام:
• نسبة استخدام النساء له تتجاوز الـ 60 في المائة.
• يتم رفع قرابة مليون صورة يوميا.
• يوجد في إنستجرام ما يزيد على 100 مليون صورة مرفوعة.
• اشترت فيسبوك إنستجرام بنحو مليار دولار، وكان عدد موظفي انستجرام حينها 13 موظفا فقط.
• الولايات المتحدة الأمريكية هي في مقدمة الشعوب الأكثر استخداما لانستجرام.
• السعودية هي أكثر الدول استخداما لانستجرام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
• بعد إتاحة انستجرام إضافة فيديوهات على شبكتها، تم رفع خمسة ملايين فيديو في غضون 24 ساعة فقط.