النتائج و"لعبة المحافظ" والمضاربين تعمق من هبوط الأسهم الإماراتية

النتائج و"لعبة المحافظ" والمضاربين تعمق من هبوط الأسهم الإماراتية

أجمع محللون ماليون على أن نتائج الشركات عن النصف الأول من العام، التي جاءت غالبيتها أقل من توقعات المستثمرين ساهمت في تعميق حالة الهبوط التي تمر بها الأسواق والتي أضافت إلى خسائرها بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي 4.3 مليار درهم ليصل إجمالي الخسائر في أسبوعين ومنذ بدء إعلان الشركات لنتائجها إلى 15.8 مليار درهم.
وانخفض المؤشر العام لسوق الإمارات الأسبوع الماضي بنسبة 0.71 في المائة إلا أن السوق حافظت على الجزء الأكبر من المكاسب التي تحققت منذ بداية العام حيث لا تزال مرتفعة بنس بة11.3 في المائة, وتراجعت أحجام التداولات بنسبة 48.7 في المائة إلى 3.2 مليار درهم مقارنة بـ 6.3 مليار درهم وأنخفض معدل التداول اليومي إلى 655.5 مليون درهم مقارنة بمعدل 1.277 مليار درهم تقريباًً الأسبوع قبل الماضي.

تفاعل معاكس في الاتجاه

وقال الدكتور همّام المستشار الاقتصادي في شركة الفجر للأوراق المالية الشماع، إن ظاهرة التفاعل السلبي مع الإفصاحات الجيدة لمعظم الشركات قلبت الموازين رأساً على عقب خلافاً لكل التوقعات، ففي سوق أبو ظبي أفصحت حتى يوم الخميس الماضي29 شركة لم تتراجع أرباح سوى خمس منها (بالقياس إلى النصف الأول من 2006)، وهي "دار التمويل "بنسبة ـ61 في المائة، بنك أبو ظبي التجاري بنسبة ـ 15.1 في المائة وبنك الإتحاد ـ14 في المائة، "رأس الخيمة العقارية" -22.6 في المائة ، و"الوثبة للتأمين" -33.92 في المائة، في حين حققت 24 شركة أخرى معدلات نمو في الأرباح قياساً بالفترة المناظرة من العام الماضي راوحت 18.1 في المائة لشركة رأس الخيمة للعلف والدواجن كأعلى نسبة نمو في سوق أبو ظبي، و5.71 في المائة لبنك أبو ظبي الوطني.
وأوضح أن التفاعل المعاكس في الاتجاه مع إفصاحات الأرباح ومضاعفات الربحية المنخفضة هو نتيجة طبيعية لانخفاض قيمة التداول في السوق والتي جعلت السيولة المحدودة تتحكم في اتجاهه صعوداً أو نزولاً مضيفاً أن ما يمكن أن نسميه بالسيولة الساخنة في الأيام التي تكون فيها السيولة الداخلة إلى السوق محدودة من حيث القيمة, يمكن أن تمارس تأثيرا يفوق بكثير قدرتها على التلاعب في السوق في الأيام الاعتيادية.
لكن يبقى السؤال المهم: لماذا انحسرت السيولة في أيام الإفصاحات الجيدة وتركت الفرصة للسيولة الساخنة أن تتحكم في اتجاه السوق سواء بالانخفاض في أبو ظبي أو بالارتفاع في دبي نهاية تعاملات الأسبوع؟
يحمل همام جزءا من المسؤولية على حد وصفه للمحللين الماليين الذين بدأوا بوصف ما جرى منذ يوم الثلاثاء قبل الماضي على أنه عملية تصحيح دخلت فيها السوق قد تستمر عدة أسابيع نتيجة ارتفاعات دامت عدة أشهر مما ولّد قناعةً لدى شريحة واسعة من المستثمرين للخروج والانتظار وزاد من هذه القناعة أن الجلسات الخمس التي أعقبت إفصاح "إعمار" كانت بمثابة التعبير النفسي عن عدم الرضا وعن قلة الشفافية التي خلفت حالة من التردد لدى البعض في حين دفعت آخرين لبيع مكثف استطاع بعضهم تعويضه بالأرخص بينما فضّل آخرون الانتظار لفترة أطول ريثما تستقر الأمور من وجهة نظرهم.

لعبة المحافظ

وأكد أن الهبوط زاد الأسبوع الماضي بفعل مثل هذه التحليلات مما أسهم في أحداث عمليات بيع واسعة خصوصاً يوم الأربعاء قبل الماضي حيث انخفض المؤشر بنسبة 1.4 في المائة مما دفع العديد من المستثمرين لاتخاذ موقف المترقب الحذر المنتظر لانقشاع الحالة الضبابية فيما راحت المحافظ المؤسساتية والكبيرة التي يديرها خبراء على دراية بالسوق يمارسون استراتيجية معروفة في التعامل مع حالة الارتداد الهبوطي وهي البيع بالرخيص والشراء بالأرخص والتي بدورها أدت إلى تعميق الهبوط, ولعل ما يدل على ذلك هو انخفاض حجم التداول إلى مستويات متدنية تؤشر الموقف المحايد المترقب لمعظم السيولة في السوق طيلة أيام الأسبوع.
وأضاف أن عمليات البيع المكثفة التي قام بها صغار المستثمرين سحبت سيولة كبيرة من السوق قد لا تعود إلا بعد مرور وقت كاف يتأكد لهم فيه الاستقرار وريثما يزول الأثر النفسي المتولّد عن حالة لم تكن متوقعة في أسواق لا تزال فيها ذكريات 2006 ماثلة أمام المستثمرين الذين يحاولون التعلم من درس الماضي القريب غير أن مستويات الأسعار هي الآن مغرية للشراء خصوصاً للأسهم ذات المضاعفات المنخفضة التي يزيد عددها على 52 شركة في سوقي أبو ظبي ودبي منها حسب مضاعفها المرجح وقيمة تداولها الموزون, كل من شركة الدار العقارية, رأس الخيمة العقارية, صناعات أسمنت الفجيرة, أبوظبي الوطنية للفنادق, الإمارات لتعليم قيادة السيارات, الجرافات البحرية, بنك أبوظبي الوطني, دبي للاستثمار وبنك دبي الوطني ناهيك عن سهم إعمار، الذي يعتبر سعره عند مستويات شراء جاذبة.

تراجع المضاربات

أرجع المحلل المالي محمد على ياسين مدير الإمارات للأسهم والسندات الانخفاض الكبير في أحجام التداولات إلى تراجع نشاط المضاربين اليوميين نتيجة عدم تجاوب الأسواق معهم في محاولاتهم المضاربة على الأسهم المعتادة، مضيفا " كلما حاول المضاربون القيام بعمليات شراء سريعة في محاولة لرفع أسعار بعض تلك الأسهم، انهالت عليهم عروض البيع بسعر السوق لتعيد الأسعار إلى ما كانت عليه، مما أكد وجود نيات بيع للبعض على تلك الأسهم غير معروضة على الشاشات ولكنها حاضرة للبيع عند حدود سعرية معينة.
وأكد أن إعلانات النتائج النصفية للعديد من الشركات القيادية جاءت مماثلة أو أقل من توقعات المحللين مما أدى إلى فقدانها أي تأثير إيجابي في الأسواق المالية كما أفقدها قوة الدفع التي كانت في انخفاض متواصل منذ أسبوعين ماضيين على الرغم من أن المستثمرين تقبلوا هذا الهدوء، حتى الآن، ولم يستعجلوا القيام بعمليات بيع طالما استمرت الأسواق في التحرك بالنطاقات السعرية الضيقة الحالية لتوقعهم مثل هذا الهدوء، مما قد يفسر انخفاض أحجام التداولات.

الأكثر قراءة