هل يخترق النفط حاجز 78 دولارا خلال الأسبوع الجاري؟

هل يخترق النفط حاجز 78 دولارا خلال الأسبوع الجاري؟

يتركز انتباه السوق هذا الأسبوع على إذا ما كان سعر البرميل سيواصل تقدمه إلى 80 دولارا واختراق حاجز 78 دولارا للبرميل، خاصة إذا تمكنت العقود المستقبلية من الاستمرار في تحقيق قفزات مثلما فعلت في صيف العام الماضي. ويلعب وضع الإمدادات من خارج منظمة الأقطار المصدرة للنفط (أوبك) دورا رئيسيا في إبقاء الأسعار قوية ودفعها إلى أعلى، خاصة مع تبني المنظمة موقفا يقوم على عدم ضخ المزيد من الإنتاج. فالتقديرات السائدة وآخرها من "باركليز كابيتال" أنه ليس هناك نمو في الإمدادات من خارج الدول الأعضاء في أوبك خلال العام المقبل، هذا إذا لم يحدث تراجع في واقع الأمر عن المعدل الحالي.
ويلعب هذا الوضع دورا في أبقاء الأسعار في وضعها المرتفع الذي لم تبلغه منذ 11 شهرا، بل ودفعها إلى أعلى خاصة مع النمو القوي في الطلب في الصين، حيث بلغ معدل النمو الاقتصادي خلال الربع الثاني من العام 12 في المائة، الأمر الذي دفع البنك المركزي إلى رفع سعر الفائدة للمرة الثالثة خلال هذا العام لضبط الاتجاهات التضخمية وذلك رغم تحسن نسبة تشغيل المصافي ووجود مخزون معقول من النفط الخام والمنتجات المكررة رغم القلق بشأن إمدادات البنزين. كما أن هناك مؤشرات قوية على عودة العديد من صناديق الاستثمار إلى الاهتمام بعقود النفط المستقبلية.
إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقريرها الأسبوعي أشارت إلى تراجع في مخزون البنزين بمعدل 2.3 مليون برميل إلى 203.3 مليون خلال الأسبوع المنتهي في الثالث عشر من الشهر الحالي. مخزونات النفط الخام تراجعت 500 ألف برميل إلى 352.1 مليون خلال الفترة نفسها. المقطرات من جانبها فقدت 200 ألف برميل إلى 122.2 مليون برميل، بينما تراجع المخزون من المنتجات المكررة إلى أقل من متوسط خمس سنوات، على أن الطلب على البنزين يظل قويا بسبب فصل الصيف وصعد إلى 9.71 مليون برميل يوميا، وهو رقم قياسي. والمؤشرات لهذا الشهر تشير إلى تحقيق أعلى معدل للطلب حتى الآن.
من جانبه أشار معهد البترول الأمريكي إلى أن إنتاج البنزين حقق معدلات مرتفعة للغاية خلال النصف الأول من هذا العام رغم الأسعار العالية للنفط الخام. فالإنتاج حقق زيادة 3.4 في المائة إلى 8.9 مليون برميل يوميا، بينما الواردات من البنزين بلغت 9.2 مليون. أما نشاط التكرير فتراجع بنسبة 0.4 في المائة في غضون فترة عام إلى 15.3 مليون برميل، كما تراجع استغلال الطاقة التشغيلية بنسبة 1.1 في المائة إلى 87.6 في المائة من الطاقة التصميمية، وتلك القابلة للتشغيل الفعلي زادت 0.8 في المائة إلى 17.5 مليون برميل يوميا.
ولهذا قامت "باركليز كابيتال" بزيادة توقعاتها بالنسبة لسعر البرميل من خام ويست تكساس الأمريكي الحلو الخفيف وأنه سيرتفع العام المقبل بأكثر من ستة دولارات إلى 73.90 دولار للبرميل في المتوسط والأمر نفسه بالنسبة لخام برنت الذي يتوقع أن يزيد بنحو 7.40 دولار إلى 73.60 دولار للبرميل.
سلة أوبك من جانبها واصلت ارتفاعها للأسبوع الثالث عشر على التوالي ووصلت في المتوسط إلى 72.82 دولار للبرميل في أول يوم تداول الأسبوع الماضي، وهو ما يزيد بنحو 15 سنتا على السعر القياسي الذي بلغته في آب (أغسطس) من العام الماضي، الأمر الذي يشير إلى مزاج السوق المتجه نحو الارتفاع.

الأكثر قراءة