اكتشاف مدينة سكنية عمرها أكثر من 4000 عام في الواحات المصرية
أعلن المجلس الأعلى للآثار المصرية الاثنين أن بعثة مصرية ـ تشيكية مشتركة عثرت على موقع سكني يعود إلى الأسرة القديمة في الواحات البحرية التي تقع في قلب الصحراء الغربية وعلى مسافة 400 كيلو متر غربي القاهرة. ويعد هذا أول اكتشاف من نوعه في هذه المنطقة ويرجع تاريخ الموقع السكني إلى ألفي عام قبل الميلاد. وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار زاهي حواس: "تم الكشف عن مدينة سكنية من عصر الدولة القديمة (2687 - 2191 قبل الميلاد) عثر بداخلها على أسوار ومبان وأوان فخارية في منطقة جارة الأبيض في الواحات البحرية قريبا من المنطقة التي عثر
فيها على وادي المومياوات الذهبية". والأواني التي عثر عليها مستديرة الشكل كانت تستخدم في تقديم الطعام إلى جانب أكواب من الفخار وسلال للخبز وموقدين لطهي الطعام. وعد حواس أن هذا الاكتشاف من بين الاكتشافات المهمة في الواحات البحرية وذلك لأنها المرة الأولى التي يعثر فيها على موقع أثري يعود إلى الأسرة القديمة وهي حلقة كانت مفقودة في سلسلة تطور هذه المنطقة التي عثر فيها على آثار تعود إلى العصر الحجري ثم إلى عصر الدولة الوسطى التي جاءت بعد الدولة القديمة بـ 200 عام".
ويعلم علماء الآثار بالفعل أن منطقة الواحات البحرية كانت مزدهرة بالنشاط العمراني خلال العصور الحجرية القديمة نتيجة توافر الظروف المناخية الملائمة للرعي والزراعة بسبب كثرة الأمطار والمراعي الخضراء. وكانت البعثة الأثرية المصرية التشيكية عثرت في منطقة الواحات على العديد من المواقع الأثرية التي تعود إلى العصور الحجرية خصوصا بالقرب من واحة الحيز وهي المنطقة التي قامت البعثة بمسحها اثريا. واشتهرت الواحات في العصرين اليوناني والروماني بتصدير نوعيات فاخرة من النبيذ وهي التجارة التي جعلت أهالي الواحات يعيشون في رخاء ورفاهية كبيرة كما ظهر من خلال كميات الذهب التي غطت مومياوات وادي المومياوات الذهبية بالقرب من عاصمة الواحات واحة الباويطي. ومن أهم المواقع الأثرية أيضا في هذه المنطقة مقبرة حاكم الواحات في الأسرة 26 جد "خنسو أويف عنخ" إلى جانب مقابر الأشراف خلال عصر الأسرة 26 ومعبد الإسكندر الأكبر.