أمل التويجري: أرى نفسي في الصحراء مع الخيول العربية الأصيلة
يسبق العلم السعودي أعمالها في كل مسابقة فنية خارجية تشارك فيها، لتؤكد مدى التطور الذي حققته المرأة السعودية بشكل عام وفي مجال الفنون وخاصة فن الرسم على البورسلان، تمد يديها لتعلم هذا الفن للراغبات والمهتمات، وتقدم لهن الدورات داخل منزلها. تتطلع لإقامة معرض خاص بها وبطالباتها حيث ترى أهمية كبرى لإبراز الفنانات المبتدئات والتعريف بهن، كما تستعد للمشاركة في المعرض الدولي الذي سيقام في الإسكندرية.الفنانة أمل التويجري حققت العديد من الجوائز في كثير من المشاركات آخرها المركز الأول في إيطاليا. كان لـ "الاقتصادية" هذا الحوار معها لإلقاء الضوء على فن البورسلان ومشوارها الفني فإلى التفاصيل:
* يعد فن الرسم على البورسلان من الفنون الحديثة على المجتمع السعودي كيف كانت بدايتك مع هذا الفن؟
فن البورسلان جديد عهد في المملكة فقد بدأ منذ نحو 15 سنة، وكانت بدايتي عام 96 على يد الفنانة الإيطالية ماريا جراسيا فلم تكن في ذلك الوقت معاهد وإنما يتم تدريس هذا الفن داخل المنازل، وبعد ذلك تلقيت عددا من الدورات في معاهد دولية في سويسرا وفرنسا وحصلت على عدة دبلومات ثم أصبحت عضوا في جمعية فناني الرسم على البورسلان في أمريكا IPAT، وما زلت أتلقى دورات مستمرة في هذا المجال وفي مجال الرسم على الزجاج وتشكيله FUSSING.
* تواجه الإنسان في بداية مشواره بعض الصعوبات والمشاكل، ما العقبات التي واجهتك أثناء الدراسة وبعدها؟
الحمد لله لم أواجه أي صعوبات تذكر وإنما هناك منافسة فقط، ففي البداية واجهت صعوبة في الحصول على الخامات مثل قطع البورسلان الجيد والألوان والزيوت، ثم بعد ذلك أصبحت أستوردها من الخارج مثل فرنسا وسويسرا وهي أجود الخامات وأفضلها.
*كيف تختارين القطع التي ترسمين عليها؟
يتم اختيار قطع البورسلان حسب جودتها من حيث اللون، والوزن. فكلما كانت أخف كانت أجود في الصناعة، وكذلك شفافية القطعة، وما تنتجه المصانع الفرنسية و الدنماركية يعد من أرقى الأنواع، ودائما أحرص على التعامل مع قطع البورسلان وكأنها قطعة مني، و أن تكون ليموج Limmoges فلا شيء يضاهي هذا النوع.
* نجد المفردة التراثية حاضرة في أعمالك، ماذا تريدين أن تقولي من خلالها؟
فعلاً أعمالي الأخيرة فيها الطابع التراثي، لأني وجدت نفسي استمتع وأنا أرى نفسي في الصحراء و النفود مع الخيول العربية الأصيلة، وهي تعبر عني كفنانة سعودية تنتمي إلى هذا التراث، وقد لاحظت إعجاب الفنانين الأجانب بهذا النوع من الفن خصوصاً بعد حصول قطعة البورسلان التي تمثل العروس الخليجية في ليلة الحناء على المركز الثالث في المعرض الدولي بمدينة كومو الإيطالية 2004م و كذلك فوز الخيول العربية من الليموج (جياد من ريح وطيور بلا أجنحة) بالمركز الأول في المعرض الدولي التاسع في مدينة كومو الإيطالية مايو 2006م، كما وجدتُ حب وشغف الأجانب المشاركين بتراثنا العربي وهوسهم به.
* هل هناك ألوان خاصة لفن الرسم على البورسلان، وما مميزاته؟
بالطبع توجد ألوان خاصة متفاوتة في الجودة. وهي جميعها تأتي بصورة بودرة يتم مزجها بالزيوت الخاصة بها، وبعد ذلك توضع في أفران خاصة بالبورسلان حيث تتفاوت درجات الحرارة من 750 إلى 900 درجة هذه الألوان تحتوي على الرصاص بنسب متفاوتة والبعض يحتوي على الذهب
كما توجد خامات أخرى متداولة استخدمت من القرن السادس عشر مثل الرسم بماء الذهب المطفي واللامع والأصفر والأبيض، ومن خلال تجربتي في معهدي الخاص وجدت أن الألوان الأوروبية هي الأفضل جودة فهي مكلفة لكنها تعطي نتائج أفضل.
* تتدخل الآلة في جميع عناصر الحياة، كيف يواجه فنانو الرسم على البورسلان هذا التدخل؟
نعم الآلة ضرورة في حياتنا لكن عندما أتحدث عن الرسم على البورسلان فيجب أن نفرق بينه وبين الخزف فأنا لا أصنعه في معهدي لكن أستورده بصوره المختلفة كأطباق. وفازت وأكواب وتعليقات مجوهرات بشكلها الأبيض و تكون من أجود الأنواع، ثم يتم الرسم عليها وإدخالها الأفران التي منها العادي اليدوي و الأوتوماتيكي وهو الأفضل على الإطلاق، أما الرسم فكله يدوي بأنامل بشرية رائعة.
* تعد قطع البورسلان مكلفة مادياً، كيف ترين الإقبال على هذا الفن؟
بالطبع البورسلان أنواع فهناك الغالي وكذلك الرخيص الذي نجده بكثرة في الأسواق، ومع الأسف أجد صعوبة في إيصال معلومة الفروق في صناعة البورسلان فقطعة من البورسلان (اليلموج) الفرنسي قد تصل ثمنها إلى 800 ريال بينما نجد مثيلتها أقل جودة سعرها المتداول 600ريال، ولكن الحمد لله استطعت أن أرى الكثير من السعوديات يقبلن على هذا المجال بسخاء مادي، ففي البداية كنت أخشى أن لا يتطور هذا الفن لتكلفته المادية العالية إلا أنني وجدت إقبالا منقطع النظير من جميع الفئات والطبقات والأعمار أيضاً.
ماذا ينقص محبو هذا الفن داخل المملكة؟
تحتاج الفنانات إلى الدعم المعنوي والتشجيع وإقامة الدورات التدريبية، فهذا المجال يتطلب الاطلاع والحضور المكثف للمعارض الدولية لمعرفة الجديد، فكل يوم نرى خامات جديدة وتقنيات وخطوط فنية خاصة بفنانين عالميين لهم بصمة واضحة في مجال فن الرسم على البورسلان.
* نرى الإقبال على هذا الفن من قبل الفنانات دون الفنانين ما سبب ذلك في رأيك؟
اعتقد أن فن الرسم على البورسلان وجد إقبالا شديداً من قبل المرأة السعودية وهذا ما لاحظته من خلال تجربتي مع طالباتي وذلك لوجود متسع من الوقت لديهن فعندما يجربنه يرتبطن به ويبدعن، وللرجال نصيب من هذا الفن فهناك فنانون عالميون ارتبطت أسماؤهم بجوائز عالمية.
* ماذا عن مشاركتك العالمية، وهل هناك فكرة لإقامة معرض خاص؟
الحمد لله شاركت في العديد من المعارض الدولية والمحلية التي كان لها أثر رائع في نفسي ولكن الأهم. حصولي على المركز الأول في معرض كومو في إيطاليا 2006م، والمركز الثالث في معرض كومو في إيطاليا أيضا 2004م، وشاركت في المعرض الدولي الأول والثاني في الشرق الأوسط في القاهرة 2000 حصلت على شهادة تقدير، وكذلك شاركت في معارض دولية في مدن مختلفة من العالم كمونتوكارلو، ومدينة ساوباولو في البرازيل وفي مدينة ليزبونة في البرتقال.