بنك بريطاني يطرح منتجاجديدا يتوافق مع الشريعة لإدارة الثروات
من منتجات التأمين إلى منتجات المصرفية الإسلامية... كلها تحت سقف واحد. بنك غربي تقوده خبرته العريضة بالنظام المصرفي التقليدي لدمج ذراعه التأمينية مع المصرفي ليخرج لنا بعد ذلك بمفهوم جديد "هجين" عن الصرافة الإسلامية. ليس هذا فقط، بل بدأ بنك HSBC في تأسيس مصارف إسلامية مستقلة عن التقليدية في محاولة لتقليد ما تقوم به بعض البنوك السعودية التقليدية على نحو متدرج في الآونة الأخيرة.
طرح بنك HSBC ماليزيا Bhd منتجا متكاملا جديدا تحت اسم" أمانة لإدارة الثروات". حيث تقدم هذه الخدمة مجموعة متكاملة من المنتجات التي تتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية في مجالات المدخرات، والاستثمارات والحماية وتوزيع الثروة. وتضم هذه المجموعة تشكيلة من المنتجات الإسلامية كالتكافل، والاستثمارات المهيكلة، وصناديق الوحدات، وكتابة الوصايا، وخدمات الودائع.
يعلق محمد روس المسؤول التنفيذي في البنك، حول هذه الخدمة قائلاً: "نريد أن نكون مصرفاً يقدم جميع الخدمات، بحيث لا يحتاج عملاؤنا للذهاب إلى البنوك الأخرى. "حيث تمت الاستعانة بخبرة ذراعه التأمينية الإسلامية HSBC TAKAFUL من أجل ترميم ما يعرف الآن بالمنتج المتكامل.
ويتابع "إننا أول مصرف في السوق (من بين البنوك الأجنبية) يستطيع تقديم هذه المجموعة من منتجات التخطيط المالي التي تناسب المسلمين وغير المسلمين على حد سواء، وذلك من أجل راحة عملائنا والتسهيل عليهم".
ويواصل: "بإمكان عملائنا زيارة أي من فروعنا الـ 40 المنتشرة في جميع أنحاء ماليزيا والتقدم بالطلب للحصول على المنتجات التي يريدونها من بين الخدمات التي يقدمها منتجنا Amanah Wealth Management.
التحول التدريجي
من ناحية أخرى, يخطط بنك HSBC، وهو أكبر بنك أجنبي يقدم الخدمات المصرفية الإسلامية في ماليزيا، لتأسيس وحدة مستقلة في ماليزيا لخدمة المسلمين الذين يتنامى عددهم في آسيا.
وعلى هذا الصعيد، تقدم مصرف "أمانة إتش إس بي سي"، وهو ذراع بنك HSBC الذي يقدم الخدمات الإسلامية المصرفية ويتخذ من كوالالمبور مقراً له، بطلب إلى بنك ماليزيا المركزي بغية الحصول على رخصة تسمح له ببيع منتجات إدارة الثروات، والصناديق المشتركة والمنتجات التقاعدية للبلدان الإسلامية الكبرى كإندونيسيا.
وفي هذا الصدد قال محمد روس، في مقابلة أجرتها مع بلومبرج: "إذا كنا نستطيع أن نفعل ذلك بنجاح هنا، إذن، دعونا نرى ما يمكن أن نفعله في إندونيسيا، وبنجلادش وبروناي. إننا نشهد انفجاراً في خدمات التمويل الإسلامي في العالم، كما أن عدد المسلمين ينمو أسرع من أي طائفة أخرى".
فئة الشباب
وكشفت ذراع المصرفية الإسلامية لبنك إتش إس بي سي ماليزيا النقاب في الأسبوع الماضي عن منتج ادخار تم تصميمه ليكون مناسباً للمجموعة الرئيسية التي يستهدفها- وهي عملاؤه من الشباب الذكي الذي لديه وعي ومعرفة بتقنية المعلومات.
ويعد حساب"سمارت" الذي يمكن فتحه لدى البنك البريطاني نوعاً من حسابات الادخار والحسابات الجارية. ويمكن استخدامه عبر بطاقة الصراف الآلي التي تعطي حاملها بعض الامتيازات في بعض المحال التجارية المختارة، وهذه الامتيازات تشبه تلك التي تمنحها كثير من البطاقات الائتمانية الآن.
ويشجع هذا المنتج أيضاً العملاء الشباب على الادخار ويغرس في نفوسهم عادة الادخار عبر تزويدهم بخطة للادخار وإعطائهم نسب فائدة أعلى.
ويمكن لأصحاب هذا الحساب أن يفتحوا حتى عشرة حسابات فرعية خلال الخدمات المصرفية التي تقدم عبر الإنترنت، بل حتى استخدام هذه الحسابات لتوفير المبالغ التي تلزمهم لقضاء عطلة، أو تقديم دفعة مقدمة من ثمن منزل يريدون شراءه أو من أجل تعليم أبنائهم، كما قال روس خلال حفل الغداء الذي أقيم في كوالالمبور لهذه المناسبة في الأيام الماضية.
الجدير ذكره أن بنك أمانة إتش إس بي سي يعمل على تنمية المنطقة الجغرافية التي يخدمها في آسيا على النحو الذي تفعله البنوك المنافسة له من قبيل ستاندارد تشارترد ومصرف ABN Amro الهولندي، وشركة التأمين Allianz AG، التي تعد أكبر شركة تأمين في أوروبا، وذلك على صعيد توسيع المنتجات التي تقدمها وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية.
وهناك فرص وفيرة لبيع منتجات المصرفية الإسلامية في آسيا، التي يوجد فيها ما لا يقل عن نصف سكان العالم من المسلمين البالغ عددهم 1.6 مليار نسمة. حيث من المنتظر أن تتوسع الاقتصادات الناشئة في آسيا بنسبة 8.4 في المائة هذه السنة مقارنة بنسبة 2.2 في المائة للولايات المتحدة، وفقاً لما ذكره صندوق النقد الدولي في نيسان (أبريل). وتجدر الإشارة إلى أن أكبر خمسة بنوك في العالم من حيث الموجودات تقدم خدمات مصرفية إسلامية. أما هذه البنوك فهي بنك UBS ومقره في زوريخ، وبنك إتش إس بي سي، وبنك باركليز Plc في لندن، وبنك BNP باريباس وبنك سيتي جروب إنك في نيويورك.