«روكيت» .. شركة التكنولوجيا الأعلى قيمة في أوروبا

«روكيت» .. شركة التكنولوجيا الأعلى قيمة في أوروبا

«روكيت» .. شركة التكنولوجيا الأعلى قيمة في أوروبا
«روكيت» .. شركة التكنولوجيا الأعلى قيمة في أوروبا

يدعي "شوبامان" أنه موقع للتعارف مختلف. يقول مؤسسوه إن عملياته "الجديدة والثورية" توفر "التحرر من التعارف عن طريق الإنترنت" لأن الفرد الذي ينوي التعارف يسمح له فقط الاتصال بشخص على الموقع بعد أن يكون قد أدرجه في "عربة تسوقه".
يعتبر شوبامان واحدا من اثنين من مواقع التعارف الإلكترونية - الآخر يدعى "الصديق الإلكتروني" - اللذين تمتلكهما "أفينيتاس"، وهي شركة مقرها برلين تأسست في عام 2008. ويمكن تعزيز أنموذج الأعمال فيها كتطور في مواقع التعارف عبر الإنترنت، لكن في الواقع هناك مواقع أخرى شبيهة له حول العالم.
بهذه الطريقة، تعتبر "أفينيتاس" أنموذجا لشركات التجارة الإلكترونية التي دافعت عنها "روكيت للإنترنت"، حاضنة المشاريع الناشئة الألمانية التي تعتبر واحدة من مستثمريها الرئيسيين. مع رسملة سوقية بلغت خمسة مليارات يورو، تعد "روكيت" شركة التكنولوجيا الأعلى قيمة في أوروبا. ثقة المستثمرين بهذه الشركة ليست مبنية على تطبيقات رائجة، أو خوارزمية، أو تكنولوجيا، وإنما على فكرة أن مختصيها يمكنهم، بنجاح، إجراء نسخ متماثل لنماذج الإنترنت القائمة حاليا، مثل أنموذج شركة أوبر، تطبيق خدمات سيارات الأجرة، وإعدادها بسرعة لترسيخها في أسواق جديدة. المنتقصون من شأنها يطلقون عليها "مصنع الاستنساخ".
تقول الشركة، بقيادة أوليفر ساموير، إن هذه الصيغة تغذي صعودها لتصبح "أكبر منصة إنترنت في العالم خارج الولايات المتحدة والصين".
لكن بعض المستثمرين شككوا في أنموذج أعمال "روكيت" وهيكلها، معتبرينه معتما بلا داع. و"أفينيتاس" تعتبر مثالا على ذلك. فقد سميت ذات مرة "جاد 853" Jade 853، وهي تبدو واحدة من مجموعة الشركات الوسيطة الاحتياطية المسماة "جادس" Jades، و"برليانتس"، و"جويلز". ومثل أغلبية الشركات التي تستثمر فيها "روكيت"، ربما تنمو إيراداتها لكنها تفيد بوجود خسائر أيضا.
يقول محلل تكنولوجيا مقره في أوروبا: "تدعي "روكيت" أن بإمكانها جني أموال مضمونة من خلال التجارة الإلكترونية. لكن ليس هنالك أي شيء مضمون عبر شبكة الإنترنت".

قاعدة الإطلاق
في مقرها في برلين، يبين المخطط الموجود على الجدار عملية استغرقت 100 يوم تدعي "روكيت" أن الشركة تحتاج إليها عادة لتأسيس وإطلاق أعمالها التجارية في أي سوق، سواء أكانت سوقا ناشئة أو غير ذلك. وخلافا لسائر أصحاب المشاريع الذين يناضلون من أجل التحايل على البيروقراطية، أو تأسيس وإعداد سلاسل توريد في الأسواق النامية، مثل الهند، تقول "روكيت" إن بإمكانها تنفيذ عمليتها بشكل مماثل تماما في أي سوق.
ومنذ أن تم تأسيسها في عام 2007، نمت "روكيت" وهي توظف أكثر من 30 ألف شخص عبر شبكتها من الشركات التي تعمل في أكثر من 110 بلدان في ست قارات. وهدفها هو جذب 5.4 مليار عميل وثلاثة أرباع مستخدمي الهواتف المحمولة في العالم.
لتحقيق ذلك الهدف، استثمرت في مجموعة واسعة من الأعمال التجارية عبر العالم. وهذا يشمل جوميا، شركة السلع الاستهلاكية في نيجيريا، وويستوينج، شركة تجارة التجزئة لتأثيث المنازل في ألمانيا، وإيزي تاكسي، تطبيق طلب سيارات الأجرة المستخدم في 420 مدينة في جميع أنحاء العالم.
وسط هذا التوسع النشط في الخارج، تواجه "روكيت" تحديا في تقييم أداء وإمكانات استثماراتها - جزئيا بسبب ندرة المعلومات التي توفرها.
عندما أدرجت الشركة نفسها في البورصة قبل عام، لم تكن نشرتها الخاصة بالاكتتاب خجولة. بصرف النظر عن المجموعة الصغيرة من الشركات التي تصفها "روكيت" بـ "الفائزين المؤكدين"، قالت الشركة إنها لا تستطيع "تقدير الخسارة الإجمالية بشكل موثوق" للشركات الأخرى التي تشارك فيها. حتى الفائزون المؤكدون، الذين سجلوا عائدات بلغت 989 مليون يورو خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام، خسروا 523 مليون يورو خلال تلك الفترة. و"روكيت" نفسها خسرت 46 مليون يورو هذا العام.
تمتلك "روكيت" مئات من الشركات الوسيطة الاحتياطية، إضافة إلى حصص أقلية في الشركات التي لا يتم دمجها في الشركة الأم. الجريدة الرسمية الاتحادية الألمانية، مسجل الشركات، تدرج بعض، لكن ليس جميع، مقتنياتها الفرعية. ومن الصعب فك رموز الحصص المتشابكة حتى بالنسبة للمحللين الماليين.
يعترف ساموير، مؤسس "روكيت" ورئيسها التنفيذي، بدرجة الصعوبة لكنه يشير إلى أن ذلك علامة على طبيعة الأعمال التجارية.
يقول في مقابلة أجريت معه: "نعم، نحن شركة أعتقد أنها أكثر تعقيدا من الوضع الطبيعي. أعتقد أنها شركة لها أيضا إمكانات أكبر بكثير. من يمكنه إخبارك القيمة الحقيقية لكل من (جست إيت) أو (آسوس) أو (أمازون)؟".
ويجادل بأن المستثمرين يحتاجون فقط إلى قضاء بعض الوقت في "الحسابات الرياضية" لفهم "روكيت" وموجوداتها بالشكل الصحيح.
وأسس الرجل الذي يبلغ من العمر 43 عاما "روكيت" مع أخويه، مارك وأليكساندر، بعد العمل مع eBay، التي باعوا لها "آلاندو"، شركة الإنترنت الناشئة خاصتهم. كذلك باع الإخوة الثلاثة في عام 2004 شركة إنترنت ناشئة أخرى هي "جامبا".
في ألمانيا، يعتبر ساموير بطلا وقدوة. فجميع "وحيدات القرن" الخمس في ألمانيا - شركات تكنولوجيا ناشئة بقيمة تصل أكثر من مليار دولار للواحدة - هي مشاريع حالية أو شركات سابقة ل"روكيت". في برلين يقترب الناس منه ومن موظفيه غالبا في الشارع بحثا عن عمل. وهو فخور بمكانة "روكيت" بوصفها قصة نجاح لتكنولوجيا إقليمية نادرة. يقول: "نحن اللاعب الأوروبي الوحيد الذي يمتاز بحجم كبير لبناء شركات كبيرة في أوروبا والاحتفاظ بحصة كبيرة فيها".

أمل أوروبي
إن فكرة شركة التكنولوجيا الأوروبية سريعة النمو تعد فكرة جذابة. ويشمل أهم مساهمي "روكيت" - إضافة إلى شقيقي ساموير اللذين يملكان أكثر من ثلث المجموعة - شركة هاتف المسافات الطويلة في الفلبين، وشركة كينيفيك الاستثمارية السويدية، وهي شركة عائلية. وقد اجتذبت الشركة أموالا من أسماء بارزة منذ أن ظهرت علنا، مثل صندوق الثروة السيادية السنغافوري "تيماسيك" وبيلي جيفورد، شركة لإدارة أصول.
يقول ساموير إن دعم مثل هؤلاء اللاعبين يظهر مدى الإيمان الذي يوجد لدى المستثمرين الجادين في أنموذج أعماله التجارية. بالتأكيد، بدا بعضهم سعيدا من نمو المبيعات المثير للإعجاب - غالبا ما يصل إلى طبقات الجو العليا - الذي تظهره بعض شركات "روكيت"، حتى لو كانت تلك الأرباح في علم الغيب. المصارف، أيضا، كانت حريصة على ربط نفسها مع ما كان يبدو وكأنه بطل تكنولوجي أوروبي حقيقي.
لكن أحد المصرفيين السابقين ممن عملوا في أحد المصارف الاستثمارية المشاركة في عروض الاكتتاب العام الأولي ل"روكيت"، يقول إنه شعر بأن زملاءه كانوا حرصاء جدا على الاقتناع بتفاؤل ساموير وكانوا غير قادرين على رؤية الواقع المالي بسبب الكاريزما الخاصة به. يقول هذا الشخص: "نظر الناس إلى الطاهي، وليس لما كان يطهوه".
ويدافع آخرون شاركوا في عملية تعويم الشركة عن اجتهاد ومثابرة المصارف، التي يقولون إنها كانت شاملة وواسعة النطاق.
عند إدراجها في أيلول (سبتمبر) 2014، كان الاكتتاب العام الأولي بقيمة 6.7 مليار يورو هو الأكبر في ألمانيا منذ عام 2007. وانضمت المجموعة للسوق الصغرى، سوق "داكس إنتري ستاندر" Dax Entry Standard، المصممة بهدف تسهيل الأمر على الشركات الصغيرة لزيادة رأس المال وتخليصها من الالتزامات الأكثر صرامة للتقارير المالية التي يتطلبها مؤشر سوق الأسهم الرئيسي.
#2#
ويمكن لشركات داكس إنتري تقديم التقارير بموجب قواعد المحاسبة الألمانية، بدلا من المعايير الدولية للتقارير المالية، المطلوبة من معظم الشركات العامة الكبيرة. وفي وقت الاكتتاب العام الأولي، قالت "روكيت" إنها قد تنتقل إلى المعايير الدولية للتقارير المالية خلال الشهور الـ 18 إلى الـ 24 المقبلة. وفي أيلول (سبتمبر)، أعلنت صافي الدخل وإيرادات النصف الأول من عام 2015 بموجب المعايير الدولية وقالت إنها قد تنتقل إلى سوق الأسهم الألمانية الرئيسية خلال عام واحد.
عندما تفعل ذلك، سوف تخسر ميزة واحدة للإدراج المصغر. تقريبا جميع فروع "روكيت" تخسر المال، لكن بموجب قواعد المحاسبة الألمانية، عليها فقط أن تدرج جميع تلك الخسائر ضمن بياناتها المالية الموحدة عندما تحصل على 50 في المائة، أو أكثر من الشركة. بموجب المعايير الدولية للتقارير المالية، يكون مدى الرقابة أقل أهمية، ومن المرجح أنه على المجموعة الإبلاغ عن مزيد من الخسائر، بحسب ما يقول المحاسبون. وبحسب ساموير، الضجة حول المعايير المحاسبية ل"روكيت" توضح الفهم القليل لشركته من قبل المستثمرين. ويقول: "لا يوجد أي رأي موحد حول "روكيت". علينا أن ننظر إلى أكبر عشر شركات لدينا وربما الشركات العشر الأسرع نموا التالية كي نفهم حقا قيمة هذه الشركات".
التحدي هو كيف نحدد ما هي تلك القيمة حقا. كانت "روكيت" قادرة على زيادة قيمة الشركات التي تستثمر فيها من خلال ارتفاعات متكررة في رأس المال، تقودها هي وغالبا ما يشارك فيها مساهمو "روكيت". في حزيران (يونيو) 2014، جمعت 50 مليون يورو لشركة خدمات إيصال الطعام لديها "هالو فريش" بقيمة تصل إلى 130 مليون يورو. وبعد مضي سبعة أشهر، ساهمت "روكيت" بمبلغ 100 مليون يورو من خلال جمع أموال بلغت 110 ملايين يورو- هذه المرة بقيمة تصل إلى أكثر من 600 مليون يورو. نتيجة لذلك، حققت الشركة مكسبا يقدر بـ 270 مليون يورو في قيمة حصتها في شركة "هالو فريش" القائمة حاليا. وفي الشهر الماضي، قدرت المجموعة قيمة "هالو فريش" بـ 2.6 مليار يورو، بعد أن ضخت بالي جيفورد، وهي واحدة من أكبر مساهمي "روكيت"، 75 مليون يورو مقابل حصة تبلغ 3 في المائة.
ولأن "هالو فريش" تخسر المال مثل غيرها من شركات "روكيت"، يستند تقييمها إلى التفاؤل بالربحية في المستقبل. وبعض المحللين متشككون في حجة الاستثمار هذه "المستعصية في المستقبل وغير المستعصية الآن أبدا".
يقول ساموير إن "روكيت" لن تعلق تحديدا على ربحية أي من موجوداتها. ويضيف أنها تمنح المديرين الحرية "لاتخاذ القرار الصائب". ولن تنشر أيضا معدل إنفاقها للنقدية على مستوى المجموعة، لأن حيازات "روكيت" كما يقول، تمر بمراحل مختلفة من الدورة ومن الممكن أن يشوه معدل "حرق النقود" الصورة الحقيقية للعبة.

الفائزون
يبدو من الواضح، رغم ذلك، أن "الفائزين المؤكدين" ل"روكيت" هم في مرحلة مشابهة جدا من التطور: نمو في المبيعات، وخسارة للمال وكما يحذر المحللون، حرق للنقدية بوتيرة مثيرة للإعجاب.
يقول نيل كامبلنج، المحلل لدى "أفييت جلوبال": "أجد من المستحيل إعطاء قيمة". ولدى كامبلنج خبرة في جولات التمويل المبكر في فيسبوك، لكنه يقول إن "روكيت" "معقدة جدا ومنظمة بطريقة يصعب من خلالها الحصول على قيمة مالية وإجراء تحليل معقول. من المستحيل نوعا ما أن نعرف بالضبط مكان وجود بعض الشركات، أو بناء أنموذج الأعمال التجارية على أساس تناول كل قضية بشكل منفرد".
منذ الإدراج، نفذت "روكيت" جولتين من جولات جمع الأموال على مستوى المجموعة، ما أدى إلى جمع نحو 600 مليون يورو في إصدار أسهم حقوق في شباط (فبراير)، و550 مليون يورو في إدراج سندات قابلة للتحويل في تموز (يوليو). هرع المستثمرون للاندفاع فورا، وامتلكت الشركة في أيلول (سبتمبر) 1.7 مليار يورو نقدا في ميزانيتها العمومية، تعززها جولات من جمع الأموال. وبالتالي لن ينفد منها المال في المستقبل القريب.
لكن استعداد المستثمرين لدعم محاولة ساموير المحفوفة بالمخاطر يشير إلى أنهم يعتقدون أن مستثمري رأس المال في المشاريع الاستثمارية التي لا تحصى في الماضي - الذين يكون معدل تحويل شركاتهم الناشئة إلى أعمال تجارية مربحة أقل بكثير مما ينسبه رؤساء "روكيت" لشركتهم - فهموا الموضوع بشكل خاطئ. يقولون إن "روكيت" اكتشفت قالبا يتيح لها تجنب أخطاء الآخرين.
يقول ساموير إنه لا يوجد "عصير سحري" لتفسير سبب نجاح نماذج "روكيت". بدلا من ذلك، يصفها بأنها "مزيج رائع" ذو مكونات مختلفة. وهذه المكونات تشمل برمجياتها ذات الملكية الحصرية، وبرامجها التدريبية، وثقافتها "الموضوعية والحقيقية".
في يوم المساهمين في أيلول (سبتمبر)، وعد ساموير وكبير المسؤولين الماليين لديه، مصرفي بنك جولدمان ساكس السابق بيتر كيمبل، بمعالجة وتناول بعض اهتمامات المحللين. قالا إن الخسائر التشغيلية الخاصة بفائزيها المؤكدين قد تبلغ الذروة في عام 2015، وهناك ثلاثة منهم سوف يحققون نقطة التعادل خلال عامين. "روكيت" لن تخفض حصة المساهمين من الأرباح أكثر على مستوى المجموعة لمدة ثلاث سنوات، وقد تعلن أحد فائزيها المؤكدين خلال الشهور الـ 18 المقبلة.
ليس من الصعب إيجاد الفجوات في وعود "روكيت" الأخيرة. إن عدم تخفيض حصة المساهمين على مستوى المجموعة لا يستبعد المزيد من زيادات رأس المال في الشركات التي تمتلك فيها "روكيت" حصصا. وبلوغ إجمالي خسائر التشغيل للذروة لا يعني أن الربحية آتية قريبا. لكن تمت طمأنة المساهمين ـ وارتفعت قيمة أسهم "روكيت".
يقول ساموير إن التمحيص الحاسم الذي تعرض له هو و"روكيت" منذ الاكتتاب العام الأولي يعزى إلى تقلب أسعار الأسهم: "دعونا نعبر عن ذلك بالطريقة التالية: حاليا أعتقد أن تلك التساؤلات لم تكن موجودة عندما كان السعر 60 يورو".
لكنه وغيره من الآخرين المقربين من الشركة يقرون بأن العودة إلى السوق منذ اكتتابها العام الأولي من أجل عمليتي جمع لرأس المال، وليس عملية واحدة، إلى جانب إطلاق صندوق لرأس المال المغامر، يجعل المساهمين يتوقفون للتفكير كثيرا. وهو يقر أيضا بأن إدارة "روكيت" بحاجة الآن إلى عرض حجتها بصورة أفضل من قبل.
ويقول: "لا بأس في أن تكون ذا تركيبة معقدة، لكننا بحاجة إلى أداء أفضل من حيث الشرح والتفسير".
لكن أية إشارة إلى أن هناك انتقادات مشروعة يمكن توجيهها نحو أنموذج الأعمال في "روكيت" يتم رفضها بقوة. ويقول: "لا أعتقد أن علينا أن نغير أنموذجنا الناجح بسبب المساهمين العامين. ما الذي يدعونا إلى التنازل عن حصتنا السوقية، وما الذي يدعونا إلى القيام بهذا العمل لمجرد أنكم تريدون منا أن نظهر بشكل بسيط؟".

الأكثر قراءة