2139 ترخيصا للمساحات المكتبية المشتركة في السعودية.. تبدأ من 60 ريالا للساعة

في الماضي كان رواد الأعمال بحاجة إلى مكاتب، لكن الآن لم يعد الأمر يحتاج أكثر من هاتف محمول وموقع إلكتروني، وعند الضرورة استئجار مساحة مكتبية لساعة أو ساعتين لعقد اجتماعات العمل سواء داخل الشركة أو مع عملاءها. ومع هذا التوجه نمت سوق المساحات المكتبية المؤجرة في العاصمة السعودية الرياض خلال الآونة الأخيرة، بل وبدأت تنتشر المساحات المكتبية في المقاهي وبعض المطاعم.

المساحات المكتبية المشتركة في السعودية تشهد إقبالا متناميا من رواد الأعمال والمحامين وموظفي الشركات الخاصة، حيث أصبحت خيارا عمليا يجمع بين المرونة وتكلفة التشغيل الأقل مقارنة بالمكاتب التقليدية.

شركة "سيرفكورب" التي تشغل مكاتب مجهزة وافتراضية، كشفت أن قطاع تقنية المعلومات يستحوذ على 30% من العملاء، يليه قطاعا المقاولات ورواد الأعمال بـ 20% لكلا منهما، فيما يشكل المحامون 10% من مجموع المستفيدين. وتضيف أن متوسط مدة بقاء العميل يتراوح بين عام وعامين، لافتا إلى أن فرع الشركة في البوابة الاقتصادية يضم نحو 250 شركة.

على المستوى التنظيمي، يوضح وكيل الوزارة للتراخيص في وزارة البلديات والإسكان محمد الملحم، أن عدد التراخيص السارية حتى الآن بلغ 2139، تتصدرها الرياض بـ 1038 رخصة، تليها جدة بـ 327، ثم الشرقية بـ 313.

الملحم أشار إلى أن اشتراطات الحاضنات تشمل أن تكون في مواقع مخصصة للاستخدام التجاري أو المختلط، بحيث لا تقل مساحة الحاضنة في المباني القائمة عن 250 مترا مربعا، وفي حال كانت مستقلة يجب ألا تقل عن 450 مترا، بينما حددت المساحة الدنيا للمكتب المستقل داخل الحاضنة بـ 7 أمتار مربعة، مع وجوب توفير الخدمات الأساسية من مكاتب إدارية وغرف اجتماعات وخدمة عملاء لتسهيل ممارسة الأعمال.

60 ريالا للغرفة الصغيرة في الساعة
رصدت "الاقتصادية" في جولة ميدانية تفاوت أسعار تأجير غرف الاجتماعات بالساعة في الرياض، إذ تبدأ من 60 ريالا للغرفة الصغيرة، وتصل إلى 350 ريالا للغرف الأكبر ذات السعة الاستيعابية المرتفعة، بينما تراوح أسعار الغرف المتوسطة بين 125 و250 ريالا تبعا للحجم ومستوى الخدمات المقدمة.

وباتت بعض المقاهي والمطاعم في الرياض توفر مساحات مكتبية مشتركة للإيجار، إذ يلجأ لها الراغبين في عقد اجتماعات العمل بصورة متزايدة في ظل ما توفره من مأكولات أو مشروبات قد تساعد في إدارج اللقاء تحت مسمى "غداء /عشاء عمل"، ومن بين تلك المقاهي مقهى "وودن كافيه".

إدارة المقهى أوضحت أن متوسط الحجوزات اليومية يصل إلى حجزين، فيما يصل متوسط الحجوزات الأسبوعية إلى نحو 12 حجزا، مؤكدة أن الحجوزات مستمرة في النمو خلال العام الحالي مقارنة بالعام الماضي.

وبينت أن معظم المستخدمين من القطاع الخاص، ويقدر متوسط مدة بقاء العميل في المكاتب بنحو ساعتين.

ويبرز هذا التوسع مشهدا متغيرا في السوق السعودية، حيث تتنوع خيارات المكاتب المشتركة بين المساحات المرنة والخدمات المساندة، في وقت تزداد فيه المنافسة بين المشغلين المحليين والعالميين.

نمو لم يخل من تحديات
عالميا يتعزز حضور المكاتب المشتركة في سوق العقارات المكتبية، إذ تعد مجموعة IWG أكبر مشغل في هذا القطاع عبر علامات متعددة أبرزها Regus وSpaces وHQ وSignature، حيث تدير آلاف المواقع في 100 دولة، وتأتي WeWork في المرتبة الثانية بـ 600 موقع في 120 مدينة، بينما تدير Spaces ما بين 400 و 466 موقعا، وتقدم Industrious خدمات مساحات عالية الجودة عبر 200 موقع في أمريكا وأوروبا وآسيا، بعد استحواذ CBRE عليها بالكامل أخيرا.

غير أن هذا النمو لم يخل من تحديات، أبرزها أزمة WeWork التي أعلنت إفلاسها في 2023 بعد خسائر بمليارات الدولارات وتراجع الطلب إثر جائحة كورونا وتوسع العمل عن بُعد، لكن الشركة تمكنت من إعادة هيكلة أوضاعها في منتصف 2024 عبر استثمارات بلغت 337 مليون دولار من Yardi Systems ومجموعة من المستثمرين، ما ساعدها على خفض ديونها بنحو 4 مليارات دولار وتحقيق أول أرباح تشغيلية على أساس EBITDA بنهاية العام نفسه.

وشكلت تجربة WeWork نقطة تحول في السوق العالمي، إذ دفعت المنافسة إلى إعادة تقييم خطط التوسع وتقديم نماذج أكثر مرونة في إدارة المساحات المكتبية، بما يتماشى مع التحولات المتسارعة في طبيعة العمل حول العالم.