في قلب الرياض .. معرض الأخشاب يحول الزعفران من سلعة ثمينة إلى أيقونة فنية

في قلب الرياض .. معرض الأخشاب يحول الزعفران من سلعة ثمينة إلى أيقونة فنية

في قلب الرياض .. معرض الأخشاب يحول الزعفران من سلعة ثمينة إلى أيقونة فنية
جانب من فعاليات معرض الأخشاب الدولي في الرياض.

في قلب العاصمة السعودية الرياض، شهد معرض الأخشاب الدولي تجربة فنية استثنائية جذبت اهتمام الزوار، حيث كانت اللوحات المعروضة متميزة باستخدامها لخامة غير معتادة في الرسم، حيث تم إدخال التوابل، وتحديداً الزعفران، كجزء أساسي من الأعمال الفنية، ما أضفى إليها لمسة من الأصالة والابتكار.

"الاقتصادية" التقت الفنانة التشكيلية وجدان الجهوري التي أشارت إلى أن الزعفران ليس مجرد مكون غذائي، وإنما يحمل قيمة فنية فريدة تظهر في لونه النقي والزاهي. ويعد استخدام الزعفران تحدياً اقتصادياً وفنياً، نظراً لأسعاره العالمية التي تراوح بين 4 و6 آلاف ريال للكيلوجرام، ما يضيف قيمة استثنائية للأعمال الفنية المُستخدمة فيه.

أوضحت الجهوري أن سوق الفن التشكيلي في السعودية يبرز تنوعاً واسعاً في الأسعار، حيث تتراوح أسعار اللوحات من 200 ريال وتصل حتى مليون ريال، مبينة أن هذا التباين في الأسعار يُظهر الديناميكية الكبيرة في المشهد الفني المحلي المعتمد على عدة عوامل، منها اسم الفنان وانتشاره وجودة الخامات المستخدمة.

وأضافت الجهوري أن تحديد قيمة العمل الفني يعتمد على معادلة تجمع بين الخامة، والجهد المبذول، وحجم اللوحة، ومكانة الفنان في الساحة الفنية، وبهذه الطريقة، تتمكن اللوحات من الحفاظ على قيمتها وتقديم رؤية متميزة في عالم الفن التشكيلي.

وخلال مشاركتها في معرض الأخشاب، لم تقتصر تجربة الجهوري على الرسم بالزعفران فقط، بل مزجت بين الرسم والحفر على الخشب، لتقدم أعمالاً تحمل طابعاً تراثياً يرتبط بالبيئة المحلية، وفي الوقت نفسه رؤية معاصرة للفن. هذا الدمج بين الخشب والزعفران يمنح أعمالها طابعاً خاصاً يربط بين الطبيعة والإنسان، وبين المادة الخام والخيال الفني.

واعتبرت أن اختيارها للزعفران، المعروف بلقب "الذهب الأحمر"، يسلط الضوء على علاقة الفن بالسلع النادرة، حيث يتحول على يد الفنان إلى استثمار بصري يحمل قيمة رمزية ومادية في آن واحد.

وترى الجهوري أن هذه التجربة تبرز واقعاً أوسع يشهده قطاع الفنون في السعودية، حيث تتسع دائرة الاهتمام بالفنون البصرية وتزداد قيمتها السوقية، لتصبح جزءاً من الاقتصاد الإبداعي الذي تسعى السعودية إلى تعزيزه ضمن رؤية 2030.

وختمت الجهوري حديثها بالتأكيد على أن اللوحة الفنية ليست مجرد ألوان على قماش أو خشب، بل انعكاس لقصة اقتصادية متكاملة تبدأ من خيوط الزعفران الدقيقة وتنتهي في صالات العرض العالمية، مشيرة إلى أن الإبداع قادر على تحويل أبسط المواد وأكثرها ندرة إلى فن خالد يتحدث بلغة العالم.

الأكثر قراءة