التغير المناخي العالمي يرفع مبيعات الآيس كريم في السعودية 6% سنويا

التغير المناخي العالمي يرفع مبيعات الآيس كريم في السعودية 6% سنويا

التغير المناخي العالمي يرفع مبيعات الآيس كريم في السعودية 6% سنويا
التغير المناخي العالمي يرفع مبيعات الآيس كريم في السعودية 6% سنويا

"مصائب قوم عند قوم فوائد" حيث يؤدي طول فترات الحرارة صيفا، وشدتها، نتيجة تغيرات المناخ العالمية إلى ارتفاع طلب مستمر على قطاع الآيس كريم عالميا، في حين ينمو القطاع في السعودية بنسبة بين 6 و 8 % سنويا، وفق ما ذكره لـ "الاقتصادية" مستثمرون في القطاع وملاك علامات آيس كريم شهيرة.

وإضافة إلى حرارة الأجواء التي لا تعد مستغربة في منطقة الخليج ينمو الطلب في السعودية بدعم وجود شريحة كبيرة من الشباب دون 30 عاما، تميل عادة لاستهلاك هذا النوع من الأغذية.

وقال عبدالله الدويش الرئيس التنفيذي لمحلات "كون زون" إحدى أكبر سلاسل الأيسكريم في السعودية: إن المنافسة في سوق المثلجات قوية، وتتركز حول الابتكار في المنتجات وأساليب التسويق.

ورغم هيمنة الإنتاج المحلي على جزء كبير في السوق فإن واردات الآيس كريم لا تزال تؤدي دورا مهما، حيث تعد الإمارات والكويت من أكبر المصدرين للسوق السعودية، إلى جانب واردات من الأردن وتركيا وأيرلندا وأمريكا، وفقا للدويش.

2.6 مليار ريال حجم السوق السعودية

عبدالإله الدويهيس مستثمر ومالك 66cups أكد في هذا السياق أن قطاع المثلجات ينمو سنويا، حيث تقدر قيمة السوق في 2024 بنحو 700 مليون دولار (2.6 مليار ريال) وهو يتوسع نتيجة طول موسم الصيف والارتفاع المستمر لدرجات الحرارة، وتغير أذواق المستهلكين.

رئيس "كون زون" التي تعمل في القطاع منذ 30 عاما أشار إلى أن معدلات الربحية في القطاع قريبة من متوسط قطاع صناعة الأغذية بشكل عام إلا أن التحديات الخاصة بطبيعة المنتح أحيانا مثل تكاليف النقل والتخزين المجمد تفرض ضغوطا إضافية على هوامش الربح.

ويؤكد الرئيس التنفيذي أن الشركة تنوي أن تتوسع أكثر محليا مع إعلان توجهها إلى طرح أسهمها للاكتتاب العام خلال الأعوام الثلاث المقبلة دون أن يكشف عن حجم استثماراتها بالتفصيل.

ووفقا للمستثمرين فقد أسهمت تطبيقات التوصيل في تعزيز المبيعات بشكل ملحوظ، إلا إن هذا لا يخلو من تحديات، إذ يصاحبه تراجع في هامش الربح بسبب الرسوم التي تستقطعها هذه التطبيقات، معتبرين أنها " قنوات بيع لا يمكن الاستغناء عنها".

ويقدر الدويش أن الإنتاج المحلي يمثل ما يصل إلى 80% من حيث الكمية و60% من حيث القيمة، لكنه لفت أن أغلب مدخلات الإنتاج مستوردة.

ورغم أن معظم الآيس كريم المتوفر في السوق ينتج محليا أو إقليميا، فإن المواد الخام المستخدمة مثل الحليب، الكاكاو، والنكهات لا تزال تُستورد من الخارج، ما يجعل التحول الكامل للإنتاج المحلي تحديا يتطلب تخطيطا طويل الأمد، كما يقول "الدويهيس".

السوق مرشحة للوصول إلى مليار دولار في 2030

ووفقا لـ TechSci Research المختصة بتحليلات اتجاهات السوق فإن حجم سوق الآيس كريم في السعودية يتراوح بين 650 و 700 مليون دولار في عام 2024 لكن من المتوقع أن يصل إلى مليار دولار بحلول عام 2030 بمعدل نمو سنوي مركب قدره 7.8٪ خلال فترة التوقعات، وعلل التقرير هذا النمو القوي بوجود محرك رئيسي هو عدد سكان البلاد الشباب خاصة من هم دون سن 30 عامًا، وهم أكثر ميلا نحو هذا النوع من المنتجات الغذائية.

ومع ذلك، لا يخلو السوق من تحديات حيث لا تزال أنماط الاستهلاك الموسمية تشكل عقبة كبيرة، إذ تصل مبيعات الآيس كريم إلى الذروة خلال أشهر الصيف الحارة وتنخفض خلال الفترات الباردة. تتطلب هذه الموسمية تخطيطا استراتيجيا من قبل الشركات المصنعة للحفاظ على تدفقات إيرادات ثابتة، كما يتمثل التحدي الآخر في تزايد الوعي الصحي بين المستهلكين، ما أدى إلى طلب بدائل صحية، مثل الآيس كريم قليل السكر وقليل الدسم والآيس كريم النباتي.

يونيلفر في صدارة السوق

تهيمن عدة شركات كبرى على سوق المثلجات والآيس كريم عالميا، حيث تتصدر يونيلفر (Unilever) القائمة بحصة سوقية تقدَّر بنحو 20–22% من إجمالي السوق العالمية، بفضل علاماتها الشهيرة مثل Magnum وBen & Jerry’s وWall’s.

تليها نستله فرونيري بحصة تراوح بين 14–17.5%، وهي ثاني أكبر لاعب عالمي، خصوصا عبر فرعها المشترك Froneri، كما تبرز جنرال ميلز (General Mills) من خلال Häagen-Dazs في قطاع الآيس كريم الفاخر.

قطاع موسمي يواجه الخيارات الصحية

ويعد قطاع الايسكريم موسمياً بدرجة كبيرة حيث ترتفع المبيعات خلال فصل الصيف وشهر رمضان والعطل المدرسية، ولا تزال سوق الآيس كريم التقليدي مهيمنة، لكن مع ظهور توجه متزايد نحو الخيارات الصحية مثل المنتجات العضوية أو منخفضة السكر والسعرات، ما يفتح فرصًا جديدة أمام الشركات لمواكبة هذا التحول وفق ما ذكره المستثمرون.

وعلى مستوى محلات بيع الآيس كريم المتخصصة، تُعد باسكن-روبينز أكبر سلسلة عالمية حيث تمثل ما يقارب 10–15% من السوق العالمية.

500 مليون ريال واردات 2024

وارتفعت الواردات إلى السعودية بنسبة 17 % خلال العام الماضي، ليصل إجماليها إلى 508 مليون ريال، من عدة دول في العالم بينها أمريكا، بحسب بيانات حصلت عليها "الاقتصادية" من الهيئة العامة للإحصاء.

وجاءت 30% من الواردات من الإمارات والكويت مع واردات من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا، في حين ارتفعت أيضا صادرات الآيس كريم والمثلجات ومساحيق صناعته بنسبة 13% خلال العام الماضي لتبلغ 30 مليون ريال.

أبرز الدول التي صدرت لها السعودية الآيس كريم، هي هولندا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهونج كونج، وماليزيا، إلى جانب بعض دول الخليج ومنطقة الشرق الأوسط.

متى عرف البشر الآيس كريم ؟

بدأت القصة منذ عصور طويلة حيث أستخدمها الرومان والفرس في 400 قبل الميلاد وكذلك الصينيين في 200 قبل الميلاد خلطوا الحليب المجمد مع الأرز، وفي 1295 بدأ أثرياء إيطاليا يضيفون اللبن على الثلج لينتج المثلجات من اللبن المثلج. وفي 1767 بدأت أول مؤسسة تجارية لبيع المثلجات عملها في نيويورك، وفي 1843، قامت سيدة أمريكية تدعى نانسي جونستون اختراع آلة لعمل المثلجات بشكل يدوي أسرع، وفي 1899 اخترع الفرنسي أوجست جولين ماكينة تساعد على خلط المثلجات بشكل متجانس، وفي أوائل 1903 كان بائع المثلجات الأمريكي ايتالو ماركيوني يبيع المثلجات على عربة يد يدفعها في شوارع المدينة، كما اخترع المثلج المقدم داخل رقيقة من البسكويت، والذي انتشر بعدها في كافة دول العالم.

منافسة حادة بين العلامات العالمية والمحلية

قال عبدالإله الدويهيس مستثمر ومالك 66cups إن سوق المنافسة في السعودية باتت شديدة، إذ تحرص الماركات العالمية مثل "كورنيتو" و"ماجنوم" على تقديم منتجات مبتكرة، في حين تبرز الشركات المحلية بقوة من خلال تفوقها في السعر وفعالية التوزيع، ويرى أن هذه المنافسات تصب في مصلحة المستهلك الذي أصبح يتمتع بخيارات أوسع وأسعار تنافسية، لكنه لفت أن الإنتاج المحلي بات يستحوذ على الحصة الأكبر من السوق.

ويصف "الآيسكريم" بأنه منتج مزاجي يدفع المستهلك مقابلة بسخاء ومع ذلك فإن تكاليف الإنتاج والتوزيع مرتبطة بسلسة التبريد والمواد الخام تبقى مرتفعة ما يجعل الربحية تعتمد على كفاءة الإدارة والتحكم في التكاليف، واستشهد بأن شركته سجلت نموًا ملحوظًا في الإيرادات خلال السنوات الثلاث الماضية بدعم تحسين عمليات التوزيع وتقليل نسب الفاقد.

فجوة الشتاء والصيف تتقلص

وفي ظل التنافس المتزايد في سوق المثلجات، أضافت العنود الرقيب صاحبة متجر "سكلي" ومستثمرة في قطاع المثلجات أن التميز ليس في طعم المنتج فقط بل يمتد ليشمل الفروع وتجربة الاستهلاك، إنها أشبه بتجربة المطاعم والمقاهي، حيث الأجواء والبيئة مهمان بنفس أهمية الطعم.

الرقيب لفتت إلى أنه رغم أن الصيف موسم استثنائي للقطاع مقارنة بالشتاء، إلا أن الفجوة بدأت تتقلص نتيجة ازدهار خدمات التوصيل وتغيّر أنماط الاستهلاك داخل المنازل، وقالت: "الاتجاه العام للإنفاق الغذائي أصبح أكثر استقرارا على مدار العام، والآيس كريم لم يعد حكرًا على الصيف فقط".

وحول تطور الأداء المالي، كشفت الرقيب أن القطاع شهد نموا متواصلا خلال السنوات الثلاث الأخيرة ليس بفعل الإعلانات، بل من خلال الإقبال الطبيعي من العملاء. وأضافت: هناك طلب واضح على خيارات منخفضة السكر والسعرات، وهو ما نعتبره فرصة للابتكار وتوسيع الفئات المستهدفة دون التضحية بالمتعة والطعم.

الأكثر قراءة